تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " بقلم د. عماد رزق "***
عندما تتحول المآسي إلى تجارة مربحة، السيناريو الأسوأ بدأ منذ جمعة اقتحام المصارف، يوم مناقشة الموازنة في مجلس النواب اللبناني، والنتيجة.. تأجيل الجلسة لما بعد زيارة وفد صندوق النقد، وإقفال المصارف للضغط لمدة 3 أيام، في وقت يعود رئيس حكومة تصريف الأعمال يوم الخميس المقبل، على وقع حراك و كارتيل يعتمد استراتيجية العزل والتهشيم والتهميش.
عمليات جذب اهتمامات اللبنانيين وتنويع الاحداث، بين ملفات ثلاث تتزاحم، والصراع عليها واحد؛ الموازنة، وصندوق النقد، والتحقيق الجنائي، يكللهم قانون السرية المصرفية، في مقابل تسوية بين الرئاسة ومجلس الوزراء، أما الملف الأساس فهو ترسيم الحدود البحرية.
في الوقائع، هناك أزمة ثقة بين المكونات السياسية والمالية التي تحكم لبنان بعد تسوية الطائف. الجانب السعودي بالتنسيق مع الفرنسي، يختلف مع الأميركي، ويقترب من الصيني والروسي.
داخليا، السنّة في لبنان في حالة صراع على وراثة حقبة آل الحريري. الموارنة في أزمة منذ تسوية الطائف، بين الحلم الضائع ما قبل الطائف، والفرص المهدورة في ظل تفاهم الدوحة.
لقد فقد الموارنة دورهم بين الوطن العربي وأوروبا، لتحتل إسرائيل الدور في هذه المنطقة، بعدما احتلت أرض فلسطين قبل أكثر من 70 عاماً.
لم تعد فرنسا الأم الحنون للموارنة، بل أصبحت فرنسا المصالح والصفقات، التي تدحرج فساداً منذ مؤتمر باريس1 وصولاً الى مؤتمر سيدر1 الذي لم ير النور، لا بل كان النار التي التهمت الطبقة السياسية، وما تزال تأكل من خبز اللبنانيين يومياً، هدراً لمخزون العملة الأجنبية من احتياط مصرف لبنان، في مقابل انهيار للعملة الوطنية، على حساب تجار المآسي والدولار والمضاربات.
يوم الجمعة الماضي، 200 الف دولار كانت كفيلة لتأجيل الاستحقاقات مرة جديدة، لما بعد انعقاد لقاء نواب السنة في دار الفتوى وقبل اللقاء المقبل بين السعوديين والفرنسيين في بداية تشرين الاول القادم، لكن الأكيد أن عطلة طويلة بدأت للوسيط الأميركي.
مرحلة الانتظار متوقّع لها أن لا تدوم لأكثر من 50 يوماً، موعد الاستحقاقات الانتخابية في الولايات المتحدة وإسرائيل، وبداية كأس العالم في قطر.
استحقاقات استفاد منها لبنان لوقف الحرب على حدوده الجنوبية، كما استفاد من الحرب الأميركية – الروسية في أوكرانيا لحسم ورقة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وفك الحصار عن استخراج النفط والغاز من مياهه، والمفروضة عليه منذ تأسيسه.
تاخير موعد الحرب لن يوقف المواجهة بين فوضى الداخل اللبناني وتوازن الرعب المستمر منذ 3 سنوات في لبنان، معادلة التكتم والترقب الحدودية تحكمها مفارقة التحلل الاجتماعي والمالي والأمني، ويستمر الحاكم متفائلاً، بينما المقاوم وسيلته للصمود "الصبر الاستراتيجي" للحد من الخسائر والبحث عما يمكن تحقيقه، عبر أدوار ضمن رؤية استراتيجية، في انتظار تغيير جيوسياسي ستشهده المنطقة في ربيع العام 2023.
لجنة نهاريا الأمنية تدير العملاء في لبنان والفوضى المنظمة ليتعزز دورها ونشاطها في الأسبوع الأول من تشرين على وقع انقطاع الامدادات النفطية، وفوضى الأسعار في أوروبا، وانهيارات اقتصادية ومالية قادمة في الغرب الاوروبي، فيصبح لبنان بلا دول مانحة ولا صندوق نقد دولي.
الخط الأحمر للمقاومة أصبح استمرار التفاوض من غير استخراج، وقيادة العدو أمام خيارين: إما الاتفاق بمهلة زمنية يُتفق عليها، أو فشل المفاوضات، وقد أعلن العدو قراره: " لا حرب مع عدم خرق معادلة حزب الله" خلال 50 يوماً، مع امكانية التمديد، في وقت نشر مستشار الأمن القومي بياناً بعنوان "إشارة الى حزب الله" لتوضيح عمل تقني يقوم به بين الحفارة والمحطة الأرضية والانابيب.
*هدوء ما قبل العاصفة.
الكثير من المفاجآت والتطورات غير المحسوبة داخلياً، يمكنها توتير الشارع، على وقع تسريبات عن اقتراب تشكيل حكومة، وواشنطن قالتها عبر السفيرة بربرا ليف " نشجع القادة والسياسيين ونضغط عليهم.."*
كوخافي في فرنسا يستكمل رسم السيناريو، والتقارب الأمني التركي السوري، سنرى مفاعيله في الأيام القادمة، انهياراً للخلايا الإرهابية النائمة في الداخل اللبناني، والمقاومة استكملت ترتيب الجبهة الداخلية. والأكيد أعادت انتشارها في سورية، لتخفيف الضغوط، وتحصين القوة الصاروخية في وقت انتقلت فيه الحرب إلى المباشر بين سورية واسرائيل، وكأنها توسع الاشتباك الروسي الأميركي من شرق أوركانيا إلى شرق المتوسط.
بين انهيار شبكات داعش الارهابية وشبكات الموساد، ورقة التوت التي تتساقط أوراقها مع بداية الخريف، لتعلن توازن ردع جديد " الضفة الغربية مقابل الفوضى في لبنان".
***مدير الاستشارية للدراسات
المصدر: iscslb.org