تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الصورُ والفيديوهاتُ المتداولةُ عن "سالي" التي اقتحمتْ مصرفاً تُدمي القلوبَ وتَفتحُ الجروحَ، وفي الوقتِ نفسهِ تَفتحُ كمَّاً من الاسئلةِ الكثيرةِ.
هلْ كلُّ مواطنٍ عليهِ أن يأخذَ حقوقهُ بيديهِ؟
وما ذنبُ موظفي المصارفِ والمودعينَ الذينَ كانوا حاضرينَ حتى تنتابهمْ نوباتُ الخوفِ والغضبِ والقلقِ؟
وفي الوقتِ نفسهِ... ماذا تفعلُ سالي غيرَ ما فعلتهُ من اجلِ تطبيبِ شقيقتها؟
وكيفَ تأتي بالاموالِ ومَنْ أينَ، إذا شعرتْ ان المرضَ قد يَسلبُ شقيقتها حياتها؟
ليسَ من السهلِ الاجابةُ عن هذهِ الاسئلةِ، لأنَ لا وجودَ في التاريخِ الحديثِ لنماذجَ مُبكيةٍ كالنماذجِ والتجاربِ التي نعيشها..
اموالُ الناسِ تَسرقها الدولةُ، لأنَ المصارفَ قرَّرتْ ان تُغامرَ فيها وتعطيها للدولةِ...
ولا وجودَ في التاريخِ الحديثِ لسلطةٍ فاسدةٍ تستمرُّ في نحرِ الناسِ وفي تجويعهمْ من دونِ ايِّ بدائلَ.
***
طارَ اليومُ الاولُ من موازنةِ 2022 وارتاحَ الناسُ من فولكلورٍ منقولٍ على الهواءِ لنوابٍ أتيحتْ لهمْ الفرصةُ للمرَّةِ الاولى "لتفجيرِ" إنجازاتهمْ بعدَ عطلةِ الصيفِ التي قضاها البعضُ منهم في باريس.
ومنْ بينِ هؤلاءَ نوابٌ "تغييريونَ" كانوا بالامسِ يَدَّعونَ أنهم من عامةِ الشعبِ.
فكيفَ بإمكانهمْ، وهمْ يَقبضونَ راتباً لا يتعدى الــ 250 دولاراً ان يدفعوا ثمنَ تذاكرِ سفرٍ بالفريش دولار، واقاماتٍ في فنادقَ مع مصاريفَ يوميةٍ.
سنرى هؤلاءَ اكثرَ فاكثرَ وقد أخذتهمْ نجوميةُ النيابةِ الى مكانٍ آخرَ ويَنسونَ الناسَ.
أينَ الناسُ ومجلسُ النوابِ سيناقشُ موازنةً غيرَ واقعيةٍ، ولا تُحاكي الازمةَ وستزيدُ التضخُّمَ وتجعلُ القدرةَ الشرائيةَ للناسِ في خبرِ كانَ.
ستقرُّ هذهِ الموازنةُ كما غيرها برفعِ الايادي.
وسيسقطُ المواطنُ اكثرَ فاكثرَ في القعرِ ولا مَنْ يسألُ...
الأنكى ان الحديثَ عادَ عن محاولاتٍ لتشكيلِ حكومةٍ.
شطبُ بعضِ الاسماءِ، إعادةُ بعضِ الاسماءِ، تدويرُ زوايا فقط لتعبئةِ فراغٍ آتٍ... هلْ هكذا يكونُ الانقاذُ؟
هلْ بتعبئةِ فراغٍ باسوأَ منهُ؟
***
البلدُ يَحترقً ويُنهبُ ويُسرقُ وشعبهُ يَجوعُ والدولارُ يحلِّقُ في الاعالي،
ورواتبُ الناسِ لا تكفي صفيحةَ بنزينٍ على سعرِ دولارِ السوقِ السوداءِ ولا ساعاتِ مولِّدٍ.
ورئيسُ حكومةٍ "مبسوط" لأنَ القرارَ جاءَ انهُ هو مَنْ سيسافرُ الى لندن، وبعدها الى نيويورك حيثُ لا شيءَ الاَّ "الشوبينغ" .
اما لبنانُ وشعبهُ، فآخرُ همومِ رئيسِ حكومةِ "التصريفِ"!