تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أشارت "النهار" الى ان الساعات الأخيرة لم تحمل ما يؤكد تفاؤل المتفائلين بإمكان تحريك ملف تاليف الحكومة الجديدة، او تعويم حكومة تصريف الاعمال، اذ لم تظهر أي مؤشرات عملية بعد على ان لقاء كسر القطيعة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اول من امس في قصر بعبدا، قد تجاوز هذا الاطار الى اطلاق جهد جدي مشترك بين الرئيسين نحو محاولة جدية لتاليف حكومة جديدة. وفي الوقت الذي سادت توقعات حيال لقاء ثان امس بين عون وميقاتي لاستكمال البحث في الملف الحكومي، لم يعقد هذا اللقاء. وأفادت معلومات ان ميقاتي سيزور بعبدا اليوم. وظل مصير الأجوبة التي تردد ان ميقاتي ينتظرها من عون عالقا في انتظار ما يمكن ان تحمله الساعات المقبلة، اذ ان بعض الأوساط المطلعة على مجريات الاتصالات الجارية في هذا الشأن تحدثت عن امكان بلورة بعض المعطيات المتصلة بالعادة تحريك قنوات البحث بين بعبدا والسرايا في الساعات الثماني والأربعين المقبلة. ولفتت الى ان المعطيات التي توافرت حيال التحرك الجديد تشير الى ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ابدى مرونة مفاجئة في مقاربته المستجدة لملف تاليف الحكومة، اذ انه بعد ان كان لحظ في التشكيلة التي قدمها الى رئيس الجمهورية في حزيران الماضي تعديلا طاول وزارة الطاقة في شكل أساسي عاد وتراجع عنه، واكتفى بتعديل حقيبتين هما حقيبة المهجرين وحقيبة الاقتصاد تاركا لعون حرية التسمية والاختيار. وبحسب هذه المعطيات، فان ميقاتي يكون بذلك قد قطع الطريق على الاتهامات الموجهة اليه بالمماطلة في محاولة تاليف حكومة ورمى تاليا الكرة مجددا في مرمى بعبدا وهو ينتظر منذ يومين جواب رئيس الجمهورية على عرضه المعدل. وأشارت الى ان ميقاتي يرغب في تسهيل عملية التاليف من اجل استعادة صلاحيات حكومة فاعلة ونافذة وقادرة على ملء أي فراغ رئاسي محتمل بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.
من جهة أخرى، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه من الصعوبة بمكان القول أن ملف تأليف الحكومة سيصل الى خواتيمه المرجوة في الوقت الذي لم تتم فيه ملاحظة تراجع الأفرقاء عن مطالبهم الأساسية، ولفتت إلى أن موضوع بقاء التشكيلة التي قدمها ميقاتي في المرة الأولى بعد تكليفه أي المؤلفة من ٢٦ وزيرا لن يتبدل أي ان التوجه السابق بأن يدخل الشق السياسي إليها من خلال إضافة ستة وزراء دولة صرف النظر عنه.
وكشفت المصادر أن البحث امس في أعقاب لقاء رئيسي الجمهورية والحكومة تركز على التفاصيل حول هوية أسماء الوزراء البديلة والألية التي تعتمد ، لكن ما من شيء محسوم أو نهائي بعد في انتظار خلاصة النقاشات، معربة عن اعتقادها ان هذه النقطة بالذات غير واضحة والكلام يكثر عن أسماء وسطية تحظى بتوافق عون وميقاتي، وهنا لا بد من رصد الاجتماعات المقبلة لمعرفة ماهية الآلية التي سيصار إلى اعتمادها.
وأكدت ان ما من سقف زمني لملف تأليف الحكومة إنما التأخير أيضا له تداعياته، وترى أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لم يمنحا مهلة محددة لأتصالاتهما لكنها لن تكون مفتوحة التوقيت، ولم يتحدثا عن تنازل معين ولذلك فإن الشكوك ترتسم حول المخرج الذي سيتم التفاهم عليه لتأليف الحكومة.
واعتبرت مصادر سياسية ان نفحة التفاؤل التي حاول البعض اضفاءها على مسار تشكيل الحكومة الجديدة، تبددت بالامس بعدما، ظهر جليا أن الخلاف ليس على بعض الأسماء والحقائب المطروحة،واصبحت محصورة، بحقيبتي الاقتصاد والمهجرين، بعد ان حلت مشكلة حقيبة الطاقة، بابقائها مع الوزير وليد فياض، كما روجت لذلك، مصادر قريبة من الفريق الرئاسي، بل ان ما وراء الاكمة، ما وراءها.
وقد استعيد احياء، طموحات المقايضة التي طرحت سابقا ولم تلق قبولا ووجهت بالرفض، لجهة التزام الرئيس المكلف والحكومة العتيدة المرتقبة، باجراء سلسلة من التعيينات بالمراكز الاساسية المهمة بالدولة لصالح التيار الوطني الحر، والتعهد المسبق من رئيسها تحديدا، لانهاء مهمات العديد من كبار الموظفين البارزين بالدولة، وفي مقدمتهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت والمدير العام للمناقصات جان العلّية وتعيين الهيئة الناظمة للكهرباء من المحسوبين على العهد باغلبيتهم وإجراء التشكيلات بالسلك الديبلوماسي ،الأمر الذي ابقى عملية التشكيل غارقة في دوامة التعطيل، باعتبار أن ما يطرح من شروط مسبقة ليس منطقيا ولا تحصل في نهاية أي عهد كان، بل من الطبيعي ان تحصل في بداية العهد المقبل، وان ما يطرح على هذا النحو لا يسهل التشكيل، ولا يمكن استجابة رئيس الحكومة المكلف، لاي من هذه الشروط والالتزامات المسبقة، لاستحالة تنفيذها، ويبقى ان الهدف المضمر منها تعطيل التشكيل كليا. ولا يأبه الافرقاء، اللاهثين وراء المكاسب الحزبية الطائفية بالاستحقاقات الداعمة.
الى ذلك، رأت مصادر سياسية متابعة عبر "الانباء الالكترونية" ان مشاورات التأليف ليست جدية كما يعتقد البعض ولو انها كذلك لما تأخر الرئيس المكلف من العودة الى بعبدا في اليوم التالي بدل التلهي باجتماع لجنة عودة النازحين السوريين الى ديارهم قبل أن تتضح معالم هذه العودة وغياب القرار الدولي بشأنها.
المصادر استبعدت إمكانية التوصل لتشكيل حكومة جديدة في المهلة التي تسبق الاستحقاق الرئاسي، مشيرة عبر جريدة "الانباء" الالكترونية الى أن لقاء الرئيسين عون وميقاتي شيء والدخول في مسألة تشكيل الحكومة والحقائب والاسماء شيء آخر، معتبرة أن الأمور ما زالت في إطار العموميات والتمني بتشكيل الحكومة وان كلام ميقاتي بعد الاجتماع يشير الى أن الحديث عن الحكومة ما زال في بداياته لأن للبحث صلة كما قال في إشارة الى مسار التشكيل بأنه طويل وقد يتجاوز الدخول في مرحلة الاستحقاق الرئاسي فينتفي عندها الحديث عن الحكومة.
وفي سياق المواقف والتعليقات حول تجدد الحديث عن تشكيل الحكومة، اعتبر عضو كتلة التجدد النائب أديب عبد المسيح أن ما يجري هو نوع من أنواع الضغط المستمر من قبل المنظومة المتحكمة يهدف الى تقويض المعارضة، قائلاً "برأينا وبكل وضوح ان هكذا منظومة وهكذا سلطة لا تريد تشكيل حكومة فلو كانوا جديين فعلا ويريدون تشكيل حكومة لتشكلت منذ أكثر من شهر".
وعن الأسباب التي دفعت لاعادة تحريك هذا الملف بعد كل هذا الغياب، قال عبد المسيح في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية: "تعوّدنا مع هكذا سلطة عندما تريد إقفال ملف ما تسعى لفتح ملف جديد وهكذا وما حصل بمثابة ورقة ضغط من أجل تمرير شيء ما"، معتبراً أن الموضوع يتمحور حول الاستحقاق الرئاسي وهو لا يرى أي معنى لتشكيل حكومة خصوصا مع الاقتراب من مرحلة الاستحقاق الرئاسي.
وقال: "قد تكون الرغبة بتشكيل حكومة جديدة تأتي في سياق الحديث عن تعطيل انتخابات الرئاسة وبقاء الرئيس عون في بعبدا والتهويل بالفراغ وعدم النمناصفة"، مضيفاً "نحن طبعاً كما تصرّفنا مع الحكومة المستقيلة لا ثقة بأي حكومة مشابهة ولا تمثلنا ولن نثق بها"، مؤكدا أنهم كنواب مستقلين جاهزون للتعاون على القطعة في كل الملفات التي تهم حاجات الناس. وقد كشف أن اجتماعاتهم كنواب مستقلين تركزت على وضع آلية معينة وأجندة عمل جديدة وأن الحلقة التي بدأت قد تتوسع لتشمل كل أطياف المعارضة.
من جهته، النائب عدنان طرابلسي لفت في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن الأخبار ليست مشجعة وليس هناك من تطورات جديدة، سائلاً: "كيف يمكن تشكيل حكومة جديدة ونحن على أبواب الاستحقاق الرئاسي. ما بقى تحرز"، واصفاً الوضع بشكل عام "بالمكركب ومش راكب"، فلا شيء يشجع وكل فريق يتمسك بشروطه والاستحقاق يبدو أنه لن يتم في موعده الا في حال حصلت معجزة ما وأصبح هناك توافقاً فالصورة حتى الآن ما زالت ضبابية وانتخاب رئيس الجمهورية يتطلب توافق معظم الكتل النيابية فاذا لم نتفق على الاسم لا يمكن حصول الانتخابات.
يُفهم من الأجواء المسربة والمعلنة أن طرح التعجيل في تشكيل حكومة بولادة قيصرية في اللحظات الأخيرة من عمر العهد لا يملك حظوظاً كبيرة، وإن كان لبنان بلدة المفاجآت وليس فيه من مستحيل خاصة إذا ما كان هناك كلمة سرّ ما في الأروقة السياسية.