تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مشهدُ اللبنانيينَ الثائرينَ يقتحمونَ وزارةَ الطاقةِ احتجاجاً على إنقطاعِ التيارِ الكهربائيِّ، يُعيدُ الأملَ باستعادةِ الشارعِ نبضَهُ في وجهِ هذهِ المنظومةِ الحاكمةِ والطاغيةِ. هكذا وبعدَ انقطاعٍ فرضهُ اعطاءُ وصولِ نوابِ التغييرِ فرصةً،
عادَ الثوارُ ليقولوا الكلمةُ لنا.
وهذهِ وزارةُ الطاقةِ بدايةُ الطريقِ من جديدٍ... لنْ يقبلَ هؤلاءُ بعدَ اليومِ ان يتفرَّجوا على اهلهمْ يُهانونَ ويُذلُّونَ كلَّ لحظةٍ جرَّاءَ إنقطاعِ الكهرباءِ، وجرَّاءِ إنقطاعِ الدواءِ وربطةِ الخبزِ..
لنْ يقبلوا، ولنْ نقبلَ ان تكونَ العودةُ فقط الى وزارةِ الطاقةِ، بل يجبُ ان تشملَ كلَّ المؤسساتِ وكلَّ الاداراتِ رغمَ اقفالها...
ما يحصلُ من اهانةٍ يوميةٍ للناسِ يدفعُ للتمرُّدِ، للغضبِ، للثورةِ،
وكيفَ إذا نجحَ "النجيبُ العجيبُ" في فرضِ مرسومٍ كتبنا عنهُ الاسبوعَ الماضي، مرسومٌ مخالفٌ للدستورِ من حكومةِ تصريفِ اعمالٍ، لزيادةِ الدولارِ الجمركيِّ حسبَ سعرِ صيرفةٍ.
قالها احدُ قياديي الثورةِ "رح نأكل لحم حكَّامنا لما ولادنا بيجوعوا"... ألنْ يدفعهمْ هذا المرسومُ الجديدُ للجوعِ؟
ودولتهمْ بمصرفها المركزيِّ ومصارفها، تُعطيهمْ اموالهمْ المحجوزةَ على سعرِ الثمانيةِ الافٍ...؟
***
كيفَ سيعيشُ الناسُ مع الاسعارِ الجديدةِ رغمَ الاعفاءاتِ التي ستشملُ بعضَ البضائعِ، ولكنْ ألنْ يتحجَّجَ الكثرُ من التجارِ غداً بغلاءِ الموادِ الاوليةِ، وبارتفاعِ الاسعارِ في الدورةِ الاقتصاديةِ لتُصبحَ الاسعارُ في كلِّ الامورِ جحيماً حقيقياً؟
كيفَ يتحمَّلُ الناسُ، وكيفَ لا ينفدُ صبرهمْ وهم يتابعونَ بالتفاصيلِ المملَّةِ على سبيلِ المثالِ، مافيا الطحينِ والخبزِ والقمحِ وخلايا الفسادِ داخلَ وزارةِ الاقتصادِ ...
فسادٌ ينخرُ كلَّ اداراتِ الدولةِ... حكومةٌ سخيفةٌ وتافهةٌ برئيسٍ لا همَّ لهُ سوى البقاءِ ولو على جثثِ الناسِ، وهو يتفرجُ على طوابيرِ الذلِّ،
امامَ الافرانِ، فيما العصاباتُ معروفةٌ في الموافقاتِ بالاقتصادِ، ومعروفةٌ كيفَ تهرِّبُ القمحَ والطحينَ الى سوريا؟
أينَ هذهِ الدولةُ التي تريدُ ان تفرضَ الرسومَ والضرائبَ، وترفعَ الرسومَ الجمركيةَ في بلدٍ حدودهُ سائبةٌ وفالتةٌ ومفتوحةٌ على التهريبِ..
نتابعُ على شاشاتِ التلفزةِ حواراتٍ وفضائحَ في الوزاراتِ والاداراتِ ولا منْ يسألُ ويُحاسبُ في العهدِ الذي قالَ،
انهُ سيحاسبُ، لكنَ مسؤولاً واحداً لم يدخلْ الى السجنِ، فيما نقتربُ من الذكرى السنويةِ الثانيةِ لانفجارِ المرفأِ، والحيتانُ الكبارُ من المتورطينَ لم يمسَّ بهمْ...
هذهِ الوزارةُ يُديرها شقيقُ الوزيرِ، وتلكَ الوزارةُ يُديرها شقيقُ زوجةِ الوزيرِ، ووزارةٌ ثالثةٌ يُديرها عديلُ الوزيرِ، ووزارةٌ رابعةٌ تُديرها سكرتيرةُ الوزيرِ... أينَ نحنُ؟
***
وتسألونَ كيفَ لا يثورُ الناسُ؟
وتسألونَ كيفَ لنْ يرتفعَ الدولارُ والطلبُ عليهِ سيزدادُ في الايامِ المقبلةِ، مع لجوءِ التجارِ الى السوقِ لشراءِ الـــ 15 % فريش دولارٍ ..
ما هي حدودُ هذا الجحيمِ الذي نحنُ فيهِ... لم نعدْ نعرفُ...
هلْ يعقلُ ان تقولَ نائبةٌ انها ستدخلُ الى مجلسِ النوابِ مسلَّحةً بمسدسٍ، بعدما استشارتْ قائدَ الجيشِ على حدِّ قولها!.
انها آخرةُ الدنيا.