تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
من يقرأ في كتاب السياسة اللبنانية ومواقف غبطة البطريرك الراعي، من انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، يعلم أن الرسالة تتضمن أبعد من تعداد مواصفات، يجب توافرها مجتمعة في شخصية الرئيس المقبل للجمهورية.
لقد قال البطريرك الماروني: أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون رئيساً متمرساً سياسياً وصاحب خبرة، ومحترماً وشجاعاً ومتجرّداً، ورجل دولة، حيادياً في نزاهته، ملتزماً في وطنيته، وفوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب.
أولاً: لقد قطع البطريرك طريق الرئاسة على كافة المرشحين الموارنة الحزبيين، وهذا ما أثار غضبهم فرد عليه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بشكل عنيف، معتبراً أن البطريرك لا يملك كتلة نيابية وليس هو من يختار الرئيس.
النقطة الثانية المهمة في طرح البطريرك، هي بمثابة دعوة إلى جميع الفرقاء اللبنانيين، إلى اختيار شخصية مارونية مستقلة، ليكون رئيسا لكل اللبنانيين، وأسقط بذلك مقولة الرئيس القوي في طائفته، وهو بطرحه هذا يلاقي العديد من الكتل النيابية، والنواب المستقلين، الذين يرفضون فكرة أن يكون الرئيس طرفاً في الاصطفافات والانقسامات الداخلية. فهذه التجربة مع الرئيس ميشال عون، أفضت إلى فشل الحكم، ومنعت تنفيذ الاصلاحات اللازمة، ومنعت قيام دولة حقيقية مستقلة في لبنان.
النقطة الثالثة: هي اشتراط البطريرك أن يكون الرئيس متمرساً ومن ذوي الخبرة السياسية، وهذا يقطع الطريق على الشخصيات المارونية التي لم تنخرط بشكل جدي في العمل السياسي، أو لا تملك خبرة كافية لقيادة البلاد.
النقطة الرابعة: أن يكون الرئيس حيادياً، والجميع يعلم أن البطريرك اطلق فكرة الحياد الناشط، وهو يعتبر أن هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان واستمراره في المستقبل، وإن الخطر الأول الذي يهدد بزوال لبنان الكبير، هو الانخراط في سياسة المحاور، خاصة التبعية لسوريا أو لإيران.
وهذا يعني أن بكركي تريد رئيساً توافقياً من خارج فريقي 8 و 14 آذار .
النقطة الخامسة هي أن البطريرك يريد رئيساً شجاعاً متجرداً ومحترماً، وبهذه المواصفات هو يقطع الطريق على المرشحين الموارنة الضعفاء، الذين كانت تجربتهم في الحكم، أكان في الوزارة أو النيابة أو السفارات أو غيرها من مناصب الدولة الرفيعة، تنمُّ عن ضعف وعدم قدرة على اتخاذ القرارات.
فمن هو الشخص الماروني المطابق للمواصفات التي وضعتها بكركي؟؟؟
هناك شخصيات مارونية عديدة كفوءة ومحترمة، وينطبق عليها قسم كبير من المواصفات التي وضعتها بكركي لشخصية الرئيس، لكن غالبا ما تبقى إحدى هذه المواصفات غير متوافرة في الشخص المطروح، وهناك شخصية تكاد تكون وحيدة مطابقة لكامل مواصفات بكركي، وهو الوزير السابق سجعان قزي.
صحيح أن قزي كان كتائبياً سابقاً، لكنه تمرّد على الكتائب، ورفض قرار استقالته من حكومة تمام سلام، عندما أخذ سامي الجميل قراراً بالانسحاب من الحكومة، دون التشاور معه، ثم ترك بعدها حزب الكتائب وشغل موقعاً وسطياً، وبات الأقرب إلى بكركي، حتى اعتبره البعض مستشاراً لغبطة البطريرك الراعي.
قزي المتمرد حتى على نفسه، هو صاحب خبرة سياسية طويلة، شجاع وحكيم في آن، خبير زواريب السياسة اللبنانية، وتربطه علاقات مميزة مع عدة دول في الخارج، خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وحتى علاقاته بإيران وسوريا والقوى الموالية لها في لبنان، ليست سيئة وتقوم على الاحترام والحوار.
يسطيع قزي أن يتحاور مع الجميع، وهو قادر على جمع الفرقاء اللبنانيين على طاولة واحدة فيما لو أصبح رئيساً للجمهورية، والأهم من ذلك أن قزي له مواقف معلنة وواضحة من مختلف القضايا اللبنانية، فهو كاتب وصحافي، ويعبّر باستمرار عن موقفه ورؤيته للحل في لبنان، ولا يستطيع أحد أن يزايد على قزي بوطنيته ومواقفه الشجاعة، ولا بحرصه على مصلحة لبنان وشعبه، والمسيحيين وحقوقهم في لبنان.
يملك قزي مشروعاً ورؤية واضحة، ويحظى برضى ودعم بكركي، ومواقفه تكاد بغالبيتها تُعبّر عن طموحات وأمل اللبنانيين بدولة مستقلة ذات سيادة حقيقية، يتعاون فيها الجميع للخروج من الأزمة وإنقاذ لبنان، وحتى المواصفات التي وضعتها بعض الأحزاب والقوى التغييرية والمستقلون، لشخصية الرئيس المقبل الذي يريدون للبنان، تنطبق بشكل كلي على قزي.
فهل يكون سجعان قزي هو الرئيس المستقبلي المنقذ للبنان؟؟؟
وهل تلقى رسالة البطريرك الراعي آذاناً صاغية لتوافق اللبنانيين حول مستقبل بلدهم، وانتخاب رئيس، أم سيطيح بعض الطامعين بكرسي بعبدا بالانتخابات الرئاسية، ويُدخلون البلاد من جديد في دوامة التعطيل والفراغ؟؟؟