تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مجلسٌ نيابيٌّ جديدٌ يلتئمُ اليومَ لينتخبَ رئيساً لهُ، معروفٌ اسمهُ سلفاً.
امَّا انتخابُ نائبٍ للرئيسِ فقدْ تَرْسُمُ معالمُ انتخابهِ صورةَ التوازناتِ والحساباتِ في المجلسِ النيابيِّ في الاستحقاقاتِ المقبلةِ...
هلْ يتغيَّرُ شيءٌ؟
في البلادِ الغارقةِ في طوفانِ الانهيارِ، فأن محطةً واحدةً لنْ تغيِّرَ من مسارِ الطُوفانِ... والنوابُ الجدُدُ الذينَ دخلوا سيأخذونَ وقتاً حتى يعتادوا على تركيباتِ المنظومةِ داخلَ المجلسِ النيابيِّ على مدى اربعينَ سنةً... تركيباتٌ قد لا يتكيَّفونَ معها، وقد يتكيَّفون،
لكنَّ الثابتَ ان اداءَ رئيسِ المجلسِ الرئيس نبيه بري لا بدَّ ان يعرفَ كيفَ "يسايرُ" رياحَ التغييرِ.
هلْ الاسماءُ ستبقَّى هي نفسها في مجلسِ النوابِ، ام ان الطعونَ النيابيةَ امامَ المجلسِ الدستوريِّ ستطيحُ باسماءٍ وتعيدُ اسماءً..
ما تناقلتهُ بعضُ كواليسِ الماكيناتِ الانتخابيةِ ووزارةِ الداخليةِ تتحدثُ عن اخطاءٍ في احتسابِ بعضِ الاصواتِ واحتسابِ الكسورِ في اكثرِ من دائرةٍ قد تعيدُ خلطَ الامورِ، وحتى قد تبدِّلُ في صورةِ الاكثرياتِ والاقلياتِ داخلَ المجلسِ النيابيِّ.
وها هو اولُ الغيثِ ما يتمُّ الحديثُ حولهُ في دائرةِ بيروتَ الثانيةِ والاخطاءِ التي رافقتْ اعلانَ النتائجِ،
بحيثُ قد تكونُ هناكَ اخطاءٌ مشبوهةٌ كونُ التفاصيلِ المنشورةِ عن إحتسابِ نتائجِ الانتخاباتِ ونتائجِ اصواتِ المرشحينَ، جاءت غيرَ متطابقةٍ مع نتائجِ فرزِ لجانِ القيدِ بحسبِ الاقلامِ.
هذا الامرُ قد يُعطي لائحةَ النائب فؤاد مخزومي المطروحِ جدِّياً لرئاسةِ الحكومةِ قد يعطيهِ حاصلاً ثانياً.. وهناكَ مثالٌ آخرُ صارخٌ في طرابلس.
السؤالُ هنا، من المسؤولُ عن هذهِ الفضائحِ بالاحتساباتِ قبلَ ان نتحدثَ عن كلِّ الفضائحِ التي شابتْ العمليةَ الانتخابيةَ برُمَّتها...
هلْ هناكَ من يحاسبُ وهلْ هناكَ من يراقبُ؟
***
إن مبدأ المحاسبةِ والمساءلةِ لم يعدْ لهُ مكانٌ منذُ زمنٍ بعيدٍ في البلادِ، والمؤسساتُ التي يفترضُ ان تُراقبَ يجبُ ان تُساءَلَ هي بدورها...
وإلاَّ هلْ يعقلُ بعدَ كلِّ هذهِ الانهياراتِ والفضائحِ والكوارثِ التي حلَّت بالبلادِ والعبادِ، ان لا احدَ لوحقَ او ادخلَ السجنَ او وُجِّهَ أليهِ سؤالٌ حتى؟
في البلدِ الذي تحوَّلَ الى صالةِ ميسرٍ جماعيٍّ، هل يعرفُ المواطنُ على أيِّ جديدٍ يستفيقُ، وعلى أيِّ طارىءٍ ينامُ، في ما خصَّ عملتهُ الوطنيةَ او ودائعهُ او تعبَ عمرهِ؟
هلْ يحقُّ للناسِ في هذا البلدِ المنهوبِ والمُفلسِ والمنكوبِ ان يسألوا عن الغدِ وعن المستقبلِ؟
بعدَ ايامٍ تنتهي السنةُ الدراسيةُ جامعياً ومدرسياً...
بدأتْ منذُ اليومِ المدارسُ والجامعاتُ تطالب الاهلَ للسنةِ المقبلةِ بجزءٍ كبيرٍ من الاقساطِ بالفريش دولار...
اصحابُ الموتوراتِ يريدونَ عائداتهمْ بالفريش دولار...
شركاتُ التأمينِ بالفريش دولار.
المستشفياتُ بالفريش دولار، قطعُ السياراتِ بالفريش دولار..
السوبرماركت ومحطاتُ الوقودِ لا تريدُ إلاَّ الكاش، وإلاَّ لا بيعَ، وقريباً ستسعِّرُ بالدولارِ وتقبضُ على التسعيرةِ اليوميةِ...
وهذا ما ستفعلهُ المطاعمُ ايضاً، وقد وافقتْ لها وزارةُ السياحةِ على ذلكَ..
ما هي قدرةُ الليرةِ على الصمودِ مع كلِّ البهلوانياتِ في التعاميمِ، ومنْ أينَ نأتي بالفريش دولار؟
إلاَّ إذا كانَ الرهانُ على سُيَّاحٍ ومغتربينَ يأتونَ صيفاً ليضخُّوا بعضَ الدولاراتِ...
***
بلدٌ يعيشُ بالمؤقَّتِ و"بالعياري"، وشعبٌ يعيشُ على المسكِّناتِ حتى اشعارٍ آخرَ..
وفي الانتظارِ، نلتهي باحتساب اصواتِ من يتمُّ انتخابهمْ اليومَ في مجلسِ النوابِ.