تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
ما زال التمثيل النسائي في البرلمان اللبناني من الأضعف في العالم، وحتى أقل بكثير من عدة دول عربية، رغم أن لبنان كان أول هذه الدول التي أعطت حق الانتخاب للمرأة.
حق المرأة الانتخابي والمساواة
كانت جزيرة باتن التابعة للتاج البريطاني، أول من أعطى حق الانتخاب للمرأة عام ١٨٨١، ولكن دوقية فنلندة التي كانت تابعة لقيصر روسيا، سجلت أول خطوة في دخول النساء إلى البرلمان عام ١٩٠٧، حيث ترشّحت ٦٢ امرأة، فازت منهن ١٩ امرأة، لأول مرة في تاريخ الحياة السياسية. وبعد ما حققته النساء الفنلنديّات، انتقلت المطالبة بإعطاء المرأة حق الانتخاب إلى عدة دول، لتكُرَّ السبحة، فأقرّت النروج هذا الحق عام ١٩١٣، وكندا وروسيا ١٩١٧، ثم بريطانيا ١٩١٨، والولايات المتحدة الأمركية عام ١٩٢٠، وإسبانيا ١٩٣٣، وفرنسا ١٩٤٥، وسويسرا ١٩٥٩ لكنها لم تمنح هذا الحق للنساء على المستوى الفيدرالي حتى عام ١٩٧٠.
أما في الدول العربية فكانت سوريا أول دولة منحت حق الانتخاب للنساء عام ١٩٤٨ أثناء الحكم القصير لحسني الزعيم، والغي بعده، ثم أُعيد تأكيد حق الانتخاب والترشح للمرأة عام ١٩٥٣.
أما في لبنان فقد مُنح حق الانتخاب للمرأة عام ١٩٥٢، بناءً على اقتراح كمال جنبلاط، لكنه بقي مشروطاً بحصولها على الشهادة الابتدائية حتى عام ١٩٥٧ حيث ألغي هذا الشرط. وأعطي حق الانتخاب للمرأة في مصر عام ١٩٥٦ بعد انتصار ثورة جمال عبد الناصر، وفي المغرب عام ١٩٦٣، والسودان ١٩٦٤ ، وتأخّرت بعض الدول مثل عمان حتى عام ٢٠٠٣، والكويت ٢٠٠٥، والإمارات ٢٠٠٦، والسعودية ٢٠١٥، وما زال حق التصويت للمرأة غير ممنوح في الفاتيكان، بحيث يقتصر هذا الحق على الكرادلة الذكور فقط.
تمثيل المرأة في البرلمان اللبناني
عام ١٩٦٣ فازت أول امرأة لبنانية بمقعد نيابي (بالتزكية) وهي ميرنا البستاني، عن دائرة الشوف، بعد أن توفّي والدها إميل البستاني إثر تعرضه لحادث. وفي نفس العام ترأست تيريزا عيد لأول مرة بلدية مزرعة الضهر، ليسجل بذلك نساء الشوف، سابقة في دخول البرلمان، وتعاطي الشأن العام.
منذ سنوات والمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة تُشكّل عنواناً، اتخذته بعض الأحزاب والجمعيات شعاراً فقط، دون أن تسعى إلى تطبيقه، أو إلغاء تلك النصوص القوانين التي تميّز بين الجنسين . وعلى مدى قرابة ٨٠ عاماً من الاستقلال، وصل إلى البرلمان اللبناني ١٤ امرأة فقط، فدخلت ٣ نساء برلمان ١٩٩٢ من أصل ١٢٨ نائباً، وبقي الحال كذلك حتى عام ٢٠٠٠، ثم ارتفع العدد إلى ٦ عام ٢٠٠٥، لكنه انخفض إلى ٤ في انتخابات ٢٠٠٩، وعاد إلى ٦ في انتاخابات ٢٠١٨ .
حظوظ التمثيل النسائي في الشوف
من أبرز المرشحين النساء على اللوائح القوية في الشوف، هي الدكتوره حبوبة عون ، المرشًحة عن المقعد الماروني على لائحة الشراكة والإرادة، والمحسوبة على الحزب التقدمي الاشتراكي.
عون هي وجه أكاديمي جديد على الترشيحات، تُدرّس في جامعة البلمند، وساهمت في نشاطات عديدة؛ أبرزها التوعية على مخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومساعدة ضحاياها، وذلك بالتعاون مع مركز نزع الألغام في الجيش اللبناني الذي أُنشئ في ١٩٩٨/٧/٦.
عون ابنة بلدة المشرف ناشطة في الحقل التربوي، ولديها رؤية وعدّة دراسات لتطوير وإصلاح هذا القطاع، وخاصة دعم المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، وهي تعتبر أن دعم القطاع التربوي يساهم في بناء الإنسان، وهذا ما يحتاجه الوطن كأولوية لتنشئة جيل صالح، قادر على صنع مستقبل أفضل للبنان.
إلى جانب اهتماماتها بالتربية والصحة، فإن عون تهتم بالمشاريع البيئية والتنموية في الشوف، وتُخطط لعدة مشاريع، لدعم وتشجيع الزراعة، وتطوير المواصلات، وزيادة الاعتماد على الطاقة البديلة، وإنشاء مراكز انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية لقرى الشوف، بالتعاون مع رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، ورئيس "جمعية غدي" فادي غانم .
حظوظ عون في الفوز في الانتخابات
تنافس عون على واحد من المقاعد الثلاث، المخصصة للموارنة في الشوف، وابرز منافسيها طبعاً، هو مرشّح القوات اللبنانية على نفس اللائحة النائب جورج عدوان، والمرشحان على لائحة "الجبل" ناجي البستاني (حليف وئام وهاب) ومرشّح التيار الوطني الحر فريد البستاني.
تشير التوقعات لبعض المراقبين، أن لائحة "الجبل" لارسلان ووهاب والتيار الوطني الحر، ستفوز بمقعدين في عاليه (طلال أرسلان، وسيزار أبي خليل) ومقعد أو إثنين في الشوف، ومن المرجّح أن يكونا، كاثوليكي لغسان عطالله، وماروني لناجي أو فريد البستاني. لا يوجد منافس ماروني قوي على لوائح المجتمع المدني ، لذلك في حال فوز إحدى هذه اللوائح بمقعد نيابي، فهو قد يذهب إلى سني أو ربما كاثوليكي.
ولهذه الأسباب يرى المراقبون أن حظوظ حبوبة عون في الفوز جيدة، خاصة في حال حصلت لائحة "الإرادة والشراكة" على تسعة مقاعد.
في المحصّلة يبقى أن دخول حبوبة عون إلى البرلمان، سيُشكّل علامة فارقة، في عودة الشوف ونساء الشوف، للعب دورهم الريادي في صناعة الغد، وقيادة الوطن، والدفاع عن مبدأ المساواة وحقوق المرأة، وتثبيت هذا الحق بالفعل في صناديق الاقتراع في ١٥ آيار.
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.