تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
علمت "نداء الوطن" إنه "في نفس الليلة التي انطلق فيها الزورق الغارق قبالة طرابلس كان هناك زورق آخر قد انطلق إلى أوروبا وواصل رحلته ووصل إلى وجهته بنجاح، وأن زورقًا آخر كان من المفترض أن ينطلق يوم الأحد من قبالة الميناء، في عمليات تهريب الأشخاص من مناطق الشمال لا سيما من طرابلس وعكار التي تحصل بشكل مستمر ويكاد لا يمر يوم إلا ويخرج مركب. وحركة مراكب الهجرة كانت هدأت بعض الشيء قبل أشهر عندما اثيرت ضجة إعلامية حول الموضوع تبعتها ملاحقات أمنية، قبل ان تخف الضجة وتعود الأمور إلى طبيعتها.
الرحلات تحصل بقوارب بعضها عائد لصيادين وبعضها يتم صناعته وتجميعه بشكل سريع لهذه الغاية، على أن كلفة تصنيع المركب من أساسه لا تتعدى الـ 50 ألف دولار لمركب بطول 14 متراً وعرض 6 أمتار، في حال كان مجهّزاً بكل وسائل الأمان وإلا فالمبلغ أقل من ذلك بكثير.
أحد الصيادين في مرفأ العريضة العكاري يملك مركباً قديماً، وهو مكسور ومتوقف عن العمل وموجود أمام منزله، ويقول لـ"نداء الوطن": "قبل أيام زارني شابان من طرابلس وطلبا أن أبيعهما المركب وعرضا عليّ 3000 دولار. ومع أني بحاجة إلى المال ولا أعمل حالياً والمركب بحاجة إلى أكثر من 5000 دولار ليعود صالحاً للعمل، لكنني رفضت بيعه لأنني أول ما فكرت ان يكون المطلوب استعماله في رحلات الهجرة". وبحسب مصدر مطلع فإن "هذه الرحلات تحصل بتدبير من عصابات صارت محترفة بهذا العمل، وتتمتع بتغطية سياسية تؤمّن لها بعض التغاضي الأمني. وقد وقع أكثر من شخص من هؤلاء المدبّرين من طرابلس إلى عكار، بقبضة القوى الأمنية ثم أعيد إطلاق سراحهم".
كيف يتم تجنيد المروّجين للأمر؟
ليس من الضروري أن يكون سائق المركب أو المسؤول الأساسي عن الرحلة هو نفسه من يروّج لها. فالمروّجون لا يعرفون إلا المسؤول عن الرحلة، يؤمنون له المبالغ المطلوبة بالفريش دولار عن كل مسافر، فيتولى هو تسليمها إلى المسؤول الأساسي. وإذا كانت سعة المركب بين 40 و 60 شخصاً، فإن بعض الرحلات تجاوز عدد الركاب فيها الـ150 والـ200 راكب، بمبلغ أقله 1000 دولار للراكب الواحد وأكثره 4000. فالعوائل يتم تخفيض المبالغ بالنسبة إليها واحتساب كل طفلين كراكب واحد. يتم إغراء الشبان والعائلات من خلال عرض مقاطع مصورة لعائلات هاجرت معهم في السابق ووصلت إلى أوروبا وهي تعيش الآن بأمان واستقرار.
تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الأساسيين عن هذه الرحلات صاروا بأغلبهم مكشوفين، ومنهم شخص من آل دندشي الذي هيّأ رحلة قارب الموت وخرج فيها مع عائلته هذه المرة، بعدما كان نفّذ أكثر من عملية تهريب لأشخاص بهذه الطريقة.