تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كلُّ ما في الأمرِ هو أن "النجيبَ العجيبَ"، يريدُ أن يقولَ:
وعدتُكمْ ووفَيتُ. أنا لستُ كالأكاديمي الذي قبْلي، ولا كالحريري الذي قبْلَهُ...
يعرفُ النجيبُ أن الانتخاباتِ ستنهي ولايةَ الحكومةِ... ولكنْ، حتى تأليفُ حكومةٍ جديدةٍ سيبقى في السراي، مُقيماً سعيداً، حتى إشعارٍ آخرَ!
وعندما تحينُ لحظةُ البحثِ عن رئيسٍ جديدٍ للحكومةِ، سيقولُ:
لا أحدَ سوايَ معهُ مفتاحُ صندوقِ النقدِ…
الملياراتُ على الطريقِ يا جماعة، "خلُّوني في السراي" وسأتكفَّلُ بإيصالها!
فعلاً، إنه مخلوقٌ ذو دماغٍ خارقٍ.
***
يا دولةَ الرئيس، بعيداً عن البَهوَراتِ، وقبلَ أن ندخلَ في تفاصيلِ "الاتفاقِ الأوَّليِ" مع الصندوقِ، دعونا نسألكمْ:
بدءاً ذي بدءٍ كيفَ ستتمُ الاصلاحاتُ المطلوبةُ من الصندوقِ دونَ سيادةٍ؟
هلْ ستُبسطُ الدولةُ سيادتها الكاملةَ براً وجواً وبحراً؟
هذا في الشكلِ، اما في الاساسِ فهو فارغٌ من مضمونهِ!
في أحسنِ الأحوالِ، وإذا حصلتْ "العجيبةُ"، كم سنحصِّلُ من الصندوقِ؟
فقط 3 ملياراتٍ، وبالتقسيطِ المريحِ على 4 سنواتٍ…
للتذكيرِ، بعدَ 4 سنواتٍ لن يبقى شعبٌ وبلدٌ، ولن تنفعَ معهُ المبالغُ المقسَّطةُ…
وللتذكيرِ ايضاً وايضاً، منذُ 17 تشرين الأول 2019، أنفقَ لبنانُ من احتياطِ دولاراتِ المودعينَ أضعافَ أضعافِ ما تنتظرونهُ من الصندوقِ!
ولاعادةِ التذكيرِ بالتذكيرِ، هذا العامُ طارَ أكثرَ من مليارٍ ونصفِ المليارِ،
فهلْ هناكَ من عقلٍ نجيبٍ يقبلُ بأن نفاوضَ صندوقَ النقدِ،
دونَ ان تَبسُطَ الدولةُ سيادتها؟
والمعنى في قلبِ الشاعرِ، من أجلِ 3 مليارٍ ونحنُ ننفقُ الأضعافَ!
***
بعدَ "الثورةِ" بأيامٍ، طلعَ علينا الحاكمُ بمؤتمرٍ صحافيٍّ وفجَّرَ قنبلةً ما زلنا لا نفهمها، وقال:
إحتياطنا 38 مليارَ دولارٍ، بما فيهِ "اليوروبوندز" واستثماراتُ مصرفِ لبنانَ.
وأضافَ:
نحنُ قادرونَ فوراً على استعمالِ 30 مليارَ دولارٍ!
عظيمٌ، يا للبهجةِ التي عيَّشتمونا إياها.
اليومَ يقالُ إن المصرفَ لم يعدْ يمتلكُ سوى 10 ملياراتٍ، وهي مالُ المودعينَ المفجوعينَ.
فأينْ ذهبتْ الـ20 ملياراً يا دولةَ الميقاتي؟
وفهِّمونا بعد ان نُهبتْ اموالنا بالكاملِ،ما قيمةُ الـ3 ملياراتٍ، على 4 سنواتٍ، أمامَ هذا النزفِ المريعِ في عامينِ ونصفِ العامِ؟
***
والآنَ، فلندخلْ إلى عمقِ الاتفاقِ.
ولئلا ينخدعَ الرأيُ العامُ، علينا التذكيرُ بأنهُ اتفاقٌ أوَّليٌ، وبالمصطلحِ التقني إنه «staff-level agreement»، أي اتفاقٌ على مستوى الفريقِ المفاوضِ…
هذا الاتفاقُ سيُعرَضُ على مسؤولي الصندوقِ لدرسهِ، وسيُطلبُ من لبنانَ تقديمُ تعهُّداتٍ صارمةٍ بكلِّ نقطةٍ إصلاحيةٍ مطلوبةٍ،
قبلَ الحصولِ على أيِّ دولارٍ، وهنا لبُّ الموضوعِ.
وإذا ظهرَ التلكُّؤُ، يتوقفُ الدفعُ فوراً، إذا لم تتم تلبيةِ هذه المطالبِ:
1- كيفَ سيتمُّ تصغيرُ القطاعِ العامِ وتنظيفهُ من المحاسيبِ؟
2- كيفَ سيجري التدقيقُ والتحقيقُ في المركزيِّ وسائرِ المؤسساتِ لنعرفَ أينَ ذهبَ مالُ الدولةِ والشعبِ؟
3- أيُّ خطَّةِ تعافٍ حقيقيةٍ وموازنةٍ عامةٍ على الأقلِ..."باحلامِ اليقظةِ"؟
4- كيفَ إقرارُ "كابيتال كونترول" المتأخِّرُ علمياً دونَ ان يكملَ نهبُ ما بقيَّ من ودائعِ الناسِ؟
5- كيفَ تعميمُ الشفافيةِ وتعديلُ قانونِ السرِّيَةِ المصرفيةِ؟
6- ماذا عن هيكلةِ المصارفِ بشكلٍ عادلٍ وعلميٍّ، والعلمُ ينابيعُ "مُنشَّفةٌ" لديكمْ؟
بالخلاصةِ، نكرِّرُ الاهمَّ:
إصلاحاتٌ لصندوقِ النقدِ...دونَ سيادةٍ؟