معركة الشوف وشعار "كسر وليد جنبلاط" |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "**
قد يكون العنوان الأبرز لمعركة الشوف الانتخابية المقبلة، هو كسر وليد جنبلاط. وقد تجلّى هذا الهدف بشكل واضح في التحالف الذي فرضه حزب الله على حلفائه، حيث أجبر جبران باسيل على القبول بشروط وئام وهاب، بإدراج اسم ناجي البستاني على اللائحة، رغم رفض باسيل ومرشح التيار فريد البستاني هذا الأمر، وكذلك تخلّى باسيل عن مرشح التيار السني طارق الخطيب نزولاً عند رغبة حزب الله.
يبلغ عدد الناخبين في دائرة جبل لبنان الرابعة 346,561 ناخباً، تسجّل منهم 25,446 ناخباً في الخارج. اقترع في انتخابات 2018 منهم 173,320 ناخباً، وبلغت النسبة 53,5%في الشوف (109,129 ناخباً)، و 50,5% في عاليه (64191 ناخباً)، وبلغ الحاصل الانتخابي 13,010 فسقطت بذلك أربع لوائح لم تبلغ هذا الحاصل، أبرزها كان لوئام وهاب، الذي نال 7340 صوتاً تفضيلياً، ونالت لائحته 12,796 صوتاً، ولائحة "كلنا وطني" التي نالت 9,987 صوتاً، فتم بعدها تنزيل الحاصل الانتخابي، بعد حسم أصوات اللوائح الخارجة من التوزيع، إلى 10,615. وتوزّع الناخبون، فنالت لائحة الاشتراكي والقوات والمستقبل 98,967 صوتاً، أي 9,3 حواصل، ولائحة التيار الوطني الحر والأمير طلال ارسلان والقوميين 39,027 صوتاً، أي 3,7 حواصل.
تُظهر هذه النتائج أنه لو تمكنت لائحة وهاب من تحقيق حاصل انتخابي، كانت ستأخذ مقعداً من حصة لائحة التيار الوطني الحر وحليفه ارسلان، التي فازت بالمقعد الرابع عن طريق الكسر الأكبر، وكان سيحل وهاب مكان مروان حمادة في المقاعد الدرزية، وسيفوز ناجي البستاني على لائحة جنبلاط، بدل من فريد البستاني الذي فاز على لائحة التيار ارسلان.
يتنافس في الانتخابات القادمة سبع لوائح في هذه الدائرة، هم؛ "الشراكة والإرادة"، لجنبلاط والقوات ومستقلين، لائحة "الجبل" التيار الوطني الحر وحلفائه ارسلان ووهاب ، لائحة "توحدنا للتغيير"، "سيادة وطن"، "صوتك ثورة"، "قادرين"، "الجبل ينتقض". وتدور المعركة الرئيسية طبعاً بين لائحتي "الشراكة والإرادة" ولائحة "الجبل" ، مع احتمال خرق من قِبل لائحة "توحدنا للتغيير " التي كانت في المرة السابقة قريبة من الحاصل الانتخابي.
وفقاً لبعض الدراسات وأراء المراقبين، لن يحدث تغيير كبير في عدد المقترعين، ولا حتى في نسبة توزعهم بين اللائحتين المتنافستين، لعدة أسباب، أولها : أن الانقسام في الجبل يأخذ طابعاً حاداً، بين خطين سياسيين لكل منهما مناصروه الذين لم يتغيّروا، يرفع الأول شعار "السيادة والاستقلال" ويرفع الثاني شعار "الممانعة والتحالف مع سوريا وإيران"، وثانياً أن جماعة تيار المستقبل، الذين صوّت منهم في المرة السابقة حوالي 12 الف ناخب، هم سيشاركون في الانتخابات ولن يعتكفوا، وبالطبع لن يُعطوا أصواتهم إلى لائحة حزب الله، بل للائحة الاشتراكي، مع احتمال دعم قسم منهم للوائح المجتمع المدني.
يوجد في هذه الدائرة 10,238 ناخباً شيعياً, منهم 5,984 في قضاء الشوف، ينتخب منهم حوالي 3000 شخص، يتبع لحزب الله ألفين منهم تقريباً، من الممكن أن يجيّرهم لصالح وئام وهاب، بينما سيمنح ناخبو حركة أمل أصواتهم للحزب الاشتراكي.
إن معظم المؤيدين للثورة هم ينحدرون من فئات معارضة تقليدياً لجنبلاط، مثل الحزب القومي، والحزب الشيوعي، والبعث، والكتائب، والأحرار. أما المؤيدون لجنبلاط، فهم لم ينخرطوا في الثورة، ولم يخرج من صفوفهم سوى عدد قليل جداً، ولهذا السبب فإنه اذا تمكّنت إحدى لوائح الثورة من الحصول على حاصل انتخابي، فقد يكون ظاهرياً من حصة جنبلاط، لكنه فعلياً سيكون من حصة لائحة التيار ارسلان ووهاب، التي تطمح الآن بعد ضم وهاب إليها، لزيادة حصتها، ورفع العدد إلى ستة نواب بدل أربعة مقاعد التي حصلت في انتخابات 2018.
سيمنح انضمام وهاب إلى لائحة «الجبل» حوالي سبعة آلاف صوت، وكذلك قد تحصل اللائحة على أصوات ناجي البستاني التي تراجعت وتُقدّر حالياً بحدود ثلاثة آلاف صوت، بعد ابتعاده نسبياً عن المنطقة، وفي حال ارتفاع الحاصل الانتخابي إلى حدود 13400 صوت، قد تحصل لائحة الجبل على أربعة حواصل، فيما تحتفظ لائحة الاشتراكي القوات بنصيبها أي ثمانية نواب، ويبقى الصراع على المقعد الذي أخلاه تيار المستقبل وفقاً للكسر الأكبر، الذي قد يذهب إلى لائحة جنبلاط، بسبب تشرذم لوائح المجتمع المدني، وامكانية دعم السنيورة لجنبلاط، أو قد تفوز به لائحة التيار ارسلان في حال اعتكاف جماعة تيار المستقبل عن المشاركة في الاقتراع.
لا يوجد تغيير كبير في حصص اللوائح، ولهذا السبب فإن المعركة ستكون على توزيع الأصوات التفضيلية داخل كل لائحة، لترتيب الأسماء الفائزة. ومن هنا تأتي خطة "كسر جنبلاط"، عن طريق إيصال وئام وهاب، الذي وبحسب بعض المصادر تلقّى وعداً من السوريين وحزب الله وارسلان، بتجيير الأصوات التفضيلية في الشوف لصالحه، للفوز بالمقعد الدرزي الثاني، مكان مروان حمادة وهناك انباء أنه تُجري استعدادات في السويداء، لنقل السورين الحاصلين على جنسيات لبنانية، للمشاركة في الانتخابات ودعم لائحة فريق الممانعة.
إن إيصال وهاب المدعوم من سوريا وحزب الله، يُشكّل برأي المراقبين، بحد ذاته رسالة قوية لجنبلاط في عقر داره، ولهذا السبب قال جنبلاط عن المعركة إنها "تهدف لمحاصرة المختارة" ودعا مناصريه إلى التنبه لحراجة الوضع، وضرورة المشاركة بكثافة في الانتخابات، التي بات عنوانها السياسي واضحاً في الخيار بين خطين مختلفين حول قضايا جوهرية، أهمها سيادة لبنان وحياده، أو ارتباطه بمحور الممانعة وتبعيتة لإيران.
وبحسب مصادر الأشتراكي هناك قرار تم اتخاذه من قبل النظام السوري، بضرورة كسر وليد جنبلاط مهما كان الثمن، وتم تكليف المخابرات السورية وحزب الله وكافة القوى التي تدور في الفلك السوري، من قوميين، وبعثيين، وشيوعيين، وطلال ارسلان، ومصطفى حمدان، وعلي الحاج، وغيرهم، بضرورة حشد الدعم لوئام وهاب، للفوز بالمقعد الدرزي الثاني في الشوف.
في المقابل يقول أحد المراقبين: إن حزب الله لن يعطي أصواته لوهاب رغم الرغبة السورية بذلك، وهو على العكس يفضّل إيصال مرشحي التيار الوطني الحر، لاحتفاظ حليفه المسيحي بكتلة وازنة في البرلمان، خاصة أن الدوائر التي يستطيع الحزب تقديم الدعم فيها للتيار هي محدودة، وقد يصعب تعويض التيار عن الخسائر المؤكدة التي ستلحق به في الدوائر ذات الأغلبية المسيحية والسنّية. هذا إضافة إلى أن خسارة جنبلاط لمقعد درزي في الشوف، لن تُلغي تأثيره ولا دوره كزعيم للطائفة الدرزية، التي تلتف حوله بغالبيتها، وكان ذلك واضحاً في مهرجان المختارة، الذي أقيم بمناسبة ذكرى استشهاد كمال جنبلاط في 16 آذار . لذلك يراهن حزب الله والتيار الوطني الحر ، على الاستفادة من إخلاء الحريري للساحة السنية، وسيحاولان الفوز مع حلفائهم على الأقل بستة مقاعد نيابية في لبنان، كانت من حصة التيار الأزرق، ومن بينها مقعد في الشوف.
هل سيعطي جنبلاط الأولوية للحصول على المقعدين الدرزيين في الشوف، ومنع وهاب من الوصول الى البرلمان؟ أم سينجح تحالف أخصام جنبلاط في كسره في عقر داره ؟ هذا ما ستحدده إرادة الناخبين في صناديق الاقتراع، في الشوف، وقدرة وحنكة الماكينات الانتخابية، في توزيع الصوت التفضيلي بين المرشحين، في الخامس عشر من أيار المقبل .
** رئيس التحرير
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|