تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الحقيقةِ، نائبُ "النجيبِ العجيبِ" سعادة الشامي لم يخترعْ البارودَ عندما بقَّ البحصةَ وقال:
الدولةُ مفلسةٌ، ومصرفُ لبنانَ مفلسٌ… فـ"شوفوا شو بدكن تعملوا"!
من خبيرٍ اقتصاديٍّ ومديرٍ في البنكِ الدوليِّ، ومقرَّبٍ من الحزبِ القومي السوري الاجتماعي ، استدرجهُ "النجيبُ العجيبُ"،
ليعلنَ من فمهِ الملآنِ إفلاسَ الدولةِ عوضاً عن دولتهِ،
حتى آخرِ مواطنٍ في الجمهوريةِ التي خسرتْ "سعادتها"، يدركُ أننا دولةٌ مفلسةٌ..
وإعلانُ الإفلاسِ الحقيقيِّ تمَّ عندما أعلنَ دولةُ الأكاديمي صاحبُ "موسوعةِ الفشلِ والعجزِ والفهمِ والتفهُّمِ" بإدارةِ الدولةِ،
وبشكلٍ عنتريٍّ، التمنعُ عن دفعِ "اليوروبوندز" ولو على قطعِ رأسهِ…
ومنذُ ذلكَ الحينِ، قالَ لنا العالمُ:
"ما في نوى" منكمْ، وقطَعَ عنَّا الحنفياتِ وشرايينَ الدعمِ،
واليومَ، من أينَ لنا الأملُ ويتحكَّمُ بنا "افسدُ الفاسدينَ" من منظومةِ السلطةِ التي تسببتْ بالإفلاسِ،
والتي تتمسْكنُ لتتمكَّنَ… في الانتخاباتِ!
الخبراءُ يقولونَ:
لا تنتظروا دعماً لا من صندوقِ النقدِ ولا من سواهُ…
انتظروا إعلانَ لبنانَ دولةً فاشلةً! وما قالهُ صاحبُ "السعادةِ" الشامي هو الخطوةُ الأولى!
***
ولكنْ، كيفَ لا نكونُ مُفلسينَ، ووراءنا تاريخٌ من النهبِ وإستباحةِ مُقدَّراتِ الدولةِ وإفراغُ خزائنِها ، والفتكُ بالناسِ بلا حسيبٍ ولا رقيبٍ؟
كيفَ لا تُفلسُ الدولةُ،
حيثَ استنفدتْ الكهرباءُ غيرُ الموجودةِ 50 مليارَ دولارٍ على مدى عشرات السنينِ،
كانَ فيها ممنوعاً إقرارُ أيِّ خطَّةِ إنقاذٍ، ولو بدعمٍ سخيٍّ من أصدقائنا في أوروبا؟
وكيفَ لا تُفلسُ الدولةُ وقد استنزفتْ عشراتِ الملياراتِ الأخرى في الاتصالاتِ، وفي الصناديقِ "المثقوبةِ" للازلامِ والمحاسيبِ،
ومشاريعٌ وهميةٌ في وزاراتِ الدولةِ "الدسمةِ" والمرافقِ السارحةِ على هواها؟
وكيفَ لا تُفلسُ الدولةُ،
وقد تلقَّتْ عشراتِ التقاريرِ الدوليةِ التي تحذِّرُ من ثغراتٍ خطرةٍ في شفافيةِ بعضِ القطاعِ المصرفيِّ، ولم يكترثْ لها أحدٌ؟
والأنكى، كيفَ لا تُفلسُ الدولةُ والمؤسساتُ الدوليةُ كلها طالبتها،
قبل 17 تشرين 2019، بإقرارِ الإصلاحاتِ كشرطٍ اوليٍّ للمساعداتِ،
لكنَ اهلَ السلطةِ "طنشوا" وتجاهلوا وفضَّلوا طوعاً الخرابَ على الإصلاحِ؟
***
حرامٌ يا صاحبَ "السعادةِ الشامي"،
أن تصلَ إلى هذا الدركِ، وأنتَ الخبيرُ الذي أمضيتَ العمرَ ناجحاً بين صندوقِ النقدِ وأعمالكَ في عدةِ بلدانٍ!
لقد اختاركَ "النجيبُ العجيبُ"، وأتى بكَ الى بلدٍ مفلسٍ اساساً، لتكونَ نائبهُ ،
وبالتالي تُصرِّحُ نيابةً عن دولةِ الميقاتي بمصطلحِ إفلاسِ لبنانَ، كي لا يصدرَ هذا الكلامُ شخصياً عن مليارديرِ الدولةِ المفلسةِ المنكوبةِ.
***
يا منظومةَ "فاسدي الفسادِ" انتمْ مُفلسونَ اصلاً،
أتيتمونا "مُفلسينَ".. والغبارُ يأكلُ بيوتكمْ، فأثريتمْ من لحمِ الشعبِ اللبنانيِّ واكتافهِ!
قلناها ألفَ ألفَ مرَّةٍ، ونكرِّرها اليومَ أيضاً:
مُفلسونَ بالعلمِ والفكرِ والرؤيةِ والادارةِ والحداثةِ...
فكيفَ تقومُ دولةٌ يُديرها مُفلسونَ بكلِّ الذي ذكرناهُ؟
ولا أملَ لنا في قيامةِ هذا الوطنِ ونهوضهِ، إلاَّ إذا حصلَ المجتمعُ المدنيُّ على الاكثريةِ في الانتخاباتِ النيابيةِ...