تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بينَ اليوم و15 أيار، الموعدُ المفترضُ للانتخاباتِ، 40 يوماً بالتمامِ والكمالِ…
لا نشعرُ بأننا مقبلونَ على عرسٍ للديموقراطيةِ، كما تُسمى الانتخاباتُ في بلدانِ الحضارةِ.
في الحقيقةِ، نحنُ مقبلونَ على "جنازِ الـ40 للديموقراطيةِ" وللبلدِ كلهِ، وعلى إنهيارٍ اوسعَ…
***
اشرحوا لنا، يا أدمغةَ الخبثِ والفسادِ:
أيُّ مؤامرةٍ تخبِّئونها وتخطِّطونَ لها في زحمةِ التحضيرِ للانتخاباتِ؟
وأيُّ انتخاباتٍ تدعونَ الناسَ إليها،
وهمْ جائعونَ إلى لقمةِ الخبزِ، وأسنانهمْ ترتجفُ في أقسى بردٍ منذُ 50 عاماً، ولا قطرةَ مازوتٍ عندهم، ولا قارورةَ غازٍ!
وأيُّ انتخاباتٍ والناسُ يلهثونَ مذلولينَ نحو "جمعياتِ الخيرِ"، لعلها تنقذُ والدةً تحتاجُ إلى حبَّةِ دواءٍ، أو تقفُ على بابِ مستشفى يطالب بالملايينِ "الكاش"؟
ومن أينَ يأتي الناسُ بـ"الكاش"... مَن فَضلكم أخبرونا!
***
واضحةٌ معالمُ الانهيارِ الكارثيِّ:
خدعتمْ الناسَ واحتجزتمْ ودائعهمْ ورواتبهمْ باللبناني داخلَ البطاقةِ الائتمانيةِ...
وكما يُروَّجُ، قد تذهبونَ الى إقفالِ أبوابِ المصارفِ وترتاحونَ…
وهكذا، "بطيخ يكسر بعضو"، و"اللي بيموت يموت"…
***
يقالُ إن الهدفَ هو دفعُ الناسِ إلى صرفِ الدولاراتِ الباقيةِ معهم في المنازلِ.
ولكنْ، هل تعتقدونَ أن المواطنينَ ما زالَ معهم دولاراتٌ، وهم يُستنزفونَ منذُ عامينِ؟
ألم يُنفقوا الدولاراتِ واللبناني من "اللحم الحيِّ"، بالرغمِ من تدنِّي سعرِ الليرةِ والدولارِ وارتفاعِ الاسعارِ دونَ لجمٍ!
***
الذينَ معهمْ دولاراتٌ، في المنازلِ وخزناتِ الشركاتِ، وفي الجيوبِ وأينما كانَ، همْ أنتمْ…
هؤلاءُ فقط معهمْ دولاراتٌ، وهؤلاءُ يجبُ أن يعيدوا مالَ الشعبِ للشعبِ، وفي هذهِ الحالِ تصطلحُ الأمورُ،
ونعودُ إلى الحياةِ، لكن ، يبدو... عفا الله عما مضى..
***
ولكنْ، لا أملَ يُرتجى ما دامتْ أدمغةُ الفسادِ والخبثِ والخداعِ هي المتحكِّمةُ،
وما دامتْ قادرةً على تعويمِ نفسها بنفسها في الانتخاباتِ،
لا نأملُ في أيِّ شيءٍ…
وعلى العكسِ، من اليومِ الى يومِ الانتخاباتِ، لا شيءَ يبشِّرُ بالخيرِ، بل إزديادُ الانهيارِ الشاملِ،
من ماليٍّ الى اقتصاديٍّ ونقديٍّ، وحتماً اداريٍّ وعدمِ الرؤيةِ ، ناهيكَ عن السياسةِ والسياسيينَ وزواريبهم، وقبلَ الختامِ:
الفسادُ والهدرُ والتخبُّطُ والضياعُ والفشلُ والعجزُ،هي اساسُ كلِّ العلَلِ!