تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنهُ لم يكفِ ما يعانيهِ اللبنانيونَ يومياً من ذلٍّ وجوعٍ وقهرٍ وبطالةٍ وهجرةٍ، حتى جاءتهمْ الازمةُ الاوكرانيةُ بكلِّ تداعياتِها لتزيدَ على اعبائهمْ اعباءً، وعلى مصائبهمْ مصائبَ، وعلى كوارثهمْ كوارثَ...
دولةٌ تتخلى عن شعبها في الداخلِ ليسَ غريباً عليها ان تتركَ ابناءها مشتَّتينَ ومهجَّرينَ من دونِ ايِّ رعايةٍ، وهمْ يَهربونَ من نقطةٍ الى نقطةٍ، هرباً من الجحيمِ الاوكرانيِّ، بانتظارِ عبورِ الحدودِ الى احدى دولِ اوروبا...
نَسمعهمْ على شبكاتِ التلفزيونِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، يُطلقونَ نداءاتِ الاستغاثةِ ولا من يُجيبُ، لأن دولتهمْ قرَّرتْ ان من ذهبَ هرباً من الجحيمِ اللبنانيِّ يستحقُ ان يعيشَ جحيماً آخرَ في الغربةِ...
***
والى جحيمِ التهجيرِ، جاءتِ إنهياراتُ البورصاتِ العالميةِ وارتفاعُ اسعارِ المحروقاتِ والمشتقاتِ النفطيةِ، نتيجةَ حربِ اوكرانيا، لتزيدَ الاعباءَ والتحدياتِ على الناسِ في لبنانَ...
من اسعارِ مازوتِ المولِّداتِ الخاصةِ، الى اسعارِ البنزينِ المرشحِ للتصاعدِ، الى اسعارِ الغازِ وغيرها... فهلْ مَن قدرةٍ بعدُ للبنانيِّ على الصمودِ؟
وكيفَ وبأيةِ وسائلَ، في وقتٍ غابَ الحديثُ عن البطاقةِ التمويليةِ بسحرِ ساحرٍ بسببِ غيابِ التمويلِ، وبسببِ ضياعِ الآلياتِ، وبسببِ استسلامِ الناسِ وقبولهم بما تيسَّرَ لهم، حتى ولو من قُمامةِ براميلِ النفاياتِ.
وعلى ذكرِ النفاياتِ ، هل اسفرَ اجترارُ الكلامِ والمشاريعِ في مجلسِ الوزراءِ الاسبوعَ الماضي، حولَ النفاياتِ، عن شيءٍ ملموسٍ ام ان خطَّةَ النفاياتِ،
كما خطَّةُ الكهرباءِ، مع "النجيبِ العجيبِ" خِططٌ هوائيةٌ ولشراءِ الوقتِ، والدليلُ كيفَ وما السبيلُ لحلِ ازمةِ النفاياتِ المتفاقمةِ، إينما كانَ في بيروتَ والمناطقِ؟
***
الانكى انهُ وسطَ كلِّ ذلكَ... تأتيكَ ومع السقوفاتِ المحدَّدةِ للسحوباتِ النقديةِ بالعملةِ الوطنيةِ، الرسومُ غيرُ القانونيةِ إذا صحتْ تسميتُها رسومٌ، التي تفرضها السوبرماركت واصحابُ محطاتِ البنزينِ على الزبائنِ الذين يدفعونَ بواسطةِ بطاقاتِ الائتمانِ او الاعتمادِ...
والنِسبُ تذهبُ لتصلَ الى عشرةٍ في المئةِ زيادةً، إذا دُفعتْ بدلَ سلعٍ او ثمنَ بنزينٍ بالبطاقةِ المصرفيةِ وبالعملةِ اللبنانيةِ؟
مَن يُراقبُ هؤلاءَ، ومَن يُوقفُ هذا الجشعَ المتماديَّ والذي لا امكانيةَ لقمعهِ،
طالما ان وزيرُ الاقتصادِ، وهو فيلسوفُ عصرهِ، "مُلتهياً" بمراقبةِ تقلباتِ ازمةِ اوكرانيا، متناسياً ازمةَ الرغيفِ والاحتكارِ وجشعِ التجارِ في لبنان ...
***
مَن اوكرانيا الى لبنان:
كانتْ تنقصنا ازمةُ القمحِ التي ستكبرُ لنسألَ هلْ هناكَ مصائبُ في العالمِ لم تحلَّ علينا في هذا الجحيمِ؟