تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- "الهام سعيد فريحة "
… وماذا استفدنا من زيارتِكم، يا دولةَ "النجيبِ العجيب"، لتركيا؟
زيارةٌ فعلاً من الوزنِ الثقيلِ، والثقيلِ جداً:
"حديد بحديد".
توقعنا مثلاً أن تناقشوا خلالَ زيارتِكمْ لتركيا، كيفَ تستفيدونَ من نشاطِهمْ السياحيِّ العالميِّ على شاطئِ المتوسطِ،
ولكنْ،بحسبِ مصادرَ مطلعةٍ وموثوقٍ فيها، اكتشفنا أن زيارتَكمْ كلها "خردة بخردة"…
***
تصوَّروا آخرتَنا مع تلكَ المنظومة الفاسدةِ إياها، اصبحت:
حديد للبيع، طناجر للبيع…
وبحسبِ تلكَ المصادرِ،الاتفاقُ مع تركيا كانَ لشراءِ "الخردواتِ المسيَّلةِ" مقابلَ الدولارِ fresh.
واما الدولاراتُ الطازجةُ جداً، الساخنةُ، فتمرُّ عبرَ أيِّ أقنيةٍ لتغرقَ، ولا نراها تُصرفُ حيثُ يجبُ؟
***
فظيعٌ اتفاقُكمْ دولةَ "النجيبِ العجيبِ"!
أمضى العثمانيونَ 400 عامٍ في ديارنا، ولم يفكروا يوماً في الخردة!
طبقةٌ تَتَصرَّفُ بالبلدِ كما لمْ يتصرَّفُ أيُّ متصرِّفٍ في العهدِ العثمانيِّ،
وتغتالُ البلدَ وأهلهُ كما لم يفعلْ جمال باشا السفَّاح…
فمنْ أيِّ طينةٍ كُلُكُمْ،
بل من أيِّ "خردةٍ" كُلُكُمْ مجبولونَ؟
***
ليعلمِ القاصي والداني....
بعدَ اليومَ، لن يبقى "ريغار" إلاَّ ويُسرَقُ ويوضعُ في "البيك أب"، تنفيذاً لاتفاقِ "الخردةِ العظيمِ"،
لن يبقى كابلُ حديدٍ أو نحاسٍ أو قطعةُ قصديرٍ في عمودِ كهرباءٍ،
لنْ تنجوَ حنفيةٌ على سبيلِ ماءٍ في ساحةِ القريةِ،
ولن تصمدَ إشارةٌ على أبوابِ مدرسةٍ أو مفترقِ طرقٍ!
***
وعلى سيرةِ الحديدِ، لماذا لا توقفونَ دفعَ رواتبِ سكةِ الحديدِ، منذُ ايامِ الخبزِ، والتي زالتْ آثارها عن بكرةِ أبيها،
وموظفوها شاخوا على الكراسي،
وجاءتْ أجيالٌ تَخلفهمْ وتمارسُ الضجرَ… مقابلَ الملايينِ!
وعلى سيرة ملايينِ الدولاراتِ،
ألم يكنْ الأحرى أن تُفكِّروا مع المصرفِ المركزيِّ بطريقةٍ لإعادةِ الملايينِ التي كانتْ مخصَّصةً لإسكانِ الشبابِ،
وابتلعها الذينَ لديهمْ قصورٌ...!
***
تذكَّرنا اغنيةَ الذينَ كانوا يدورونَ في شوارعِ بيروتَ القديمةِ،
وعلى أكتافهمْ "الكَشَّةُ"، يُنادونَ:
حديد للبيع، خردة للبيع، طناجر للبيع، سكاكين، شوك، بطاريات للبيع…
نحزنُ ونقولُ:
يا جِرْصِتنا، يا مُبَيِّضينْ الطناجر…
ويا بيَّاعينَ الوطنِ والشعبِ والكرامةِ والسيادةِ...
"طبقةُ فسادِ الخردةِ الحقيقيةِ"،
"طبقةُ الخردةِ التي يَلزمها بيعٌ"...
ولكنْ، مَن يشتري،لإعادةِ التدوير والتذويبِ والتسييلِ؟ ومن له الصبرُ للتمتعِ ببيعِ "الخردوات" Fresh؟
لولا امانةُ الكتابةِ من رسالةِ والدي الحبيبِ الراحل سعيد فريحه،
لَمَلَلْتُ وقَرِفتُ اساسَ الكتابةِ عن:
الفسادِ والعجزِ والخفَّةِ والافلاسِ والمنظومةِ إياها،وافسدِ الفاسدينَ، وسعرِ الرغيفِ،ونفاذِ المستلزماتِ الطبيةِ، وهجرةِ الشبابِ، والأهمُ إستعادةُ الاموالِ المنهوبة مع اليأسِ والبؤسِ والذلِّ،
واخيراً وليسَ آخراً، الكتابةُ عن "بيعِ الخردةِ"!
مع التمنيات القلبيةِ للطائفةِ المارونيةِ الكريمةِ باحر التهاني بعيد مار مارون ،
ساعودُ الى الكتابةِ يومَ الجمعةِ، بإذنِ الربِّ.