تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ماذا نقولُ بَعدُ، وما يجري أكبرُ من هستيريا، وأعنفُ من جنونٍ!
ماذا نقولُ بعدُ، ونحنُ في السجنِ الكبيرِ الذي نعيشُ الآمرَّينِ فيهِ،
كلُّ ذنبِنا أننا بقينا في أرضنا إيماناً وحبَّاً بالوطنِ، ومعنا كلُّ الشرفاءِ والمؤمنينَ بربِّهم وبالقيَمِ والأخلاقِ...
لكنَ شعبنا الطيِّبَ صارَ أسيراً لظلمكمْ، ولا حَوْل لنا ولا قوةَ، وفي كلِّ لحظةٍ تتفنَّنونَ في تعذيبنا!
لا حَوْل لنا إلاَّ إنتظارُ يومٍ ينقلبُ فيهِ السحرُ على الساحرِ، والظلمُ على الظَّالمِ،
لكُمْ اللهُ، ولنا اللهُ... وسنتصبَّرُ لأنَ الفرجَ لا بدَّ آتٍ...
***
يقولونَ: الجوعُ كافرٌ، والذلُّ كافرٌ، والمرضُ كافرٌ… فماذا لو جاءتْ هذهِ كلها على شعبٍ صغيرٍ دفعةً واحدةً؟
كيفَ يعيشُ شعبٌ صارَ عندهُ الحدُّ الأدنى 23 دولاراً، أي ¾ الدولار يومياً فقط لا غير؟
أخبرونا يا منظومةَ الفسادِ والجهلِ والتجاهلِ إياها منذُ 30 عاماً،
هل يعيشُ كائنٌ حيٌّ بـ3/4 الدولار بالنهارِ مع افرادِ عائلتهِ؟
هذه الـ3/4 الدولار، كيفَ يوزِّعها على الغذاءِ والدواءِ والاستشفاءِ والنقلِ والسكنِ والمدرسةِ والجامعةِ وكهرباءِ الحيِّ والدولةِ والإنترنت والماء والهاتف والبنزين والغاز وإصلاحِ السيارةِ؟
قُلْ لنا اليومَ، يا مُبدعَ الهندساتِ العظيمةِ، كيفَ أوصلَتنا عبقريَّتُكَ إلى دولارٍ ما فوقَ 27 ألفاً، حتى اليومَ، وكيفَ نوَّمتمْ الناسَ على حريرِ الأمانِ لسنواتٍ وسنواتٍ؟
قُلْ لنا مَن جنى فائدةَ الـ20 % و40 % إلاَّ حيتانُ المالِ، ومِن جيوبنا... فيما فوائدُ الودائعِ في العالمِ كلهِ عند مستوى الـ0.5 %؟
ربما كنا سننسى أو نغفرُ لو تابَ الذينَ ارتكبوا الخطيئةَ الكبرى بحقِّ شعبنا. ولكنْ، كيفَ نغفرُ والجريمةُ متماديةٌ، وفي كلِّ يومٍ تعميمٌ يفسِّرهُ كلُّ مصرفٍ على مِزاجهِ...
كيفَ نغفرُ وتقريرُ "موديز" يفضحُ أنكمْ نهبتمْ 9.5 ملياراتٍ أخرى من أموالنا، في زمنِ الإقفالِ المشبوهِ للمصارفِ...
كيفَ ننسى ونقولُ "ما لَنا ولَكمْ"، فيما مالُنا صارَ مالَكُمْ،
بأسلوبِ الحرامِ وأناملِ الحرامي؟
***
لو تنزلونَ إلى الأرضِ لتسمعوا البكاءَ والأنينَ؟
قلْ لنا باللهِ عليكَ، كيفَ تُمضي نهاراتكَ يا وزيرَ اقتصادنا، أمين سلام، إلاَّ بالكلامِ؟
لقد أكلنا كلامكمْ وشبعنا...
هل سمعتَ مثلاً أن معجونَ الأسنانِ نفسهُ في متجرٍ معيَّنٍ بـ280 ألفَ ليرةٍ، وفي متجرٍ آخرَ بـ190 ألفاً؟
هل سمعتَ مثلاً أن علبةَ الدواءِ نفسها، في صيدليةٍ معينةٍ بـ 270 ألفاً، وفي أخرى بـ 140 ألفاً؟
وهل سمعتَ كيفَ "تتمقطَعُ" المستشفياتُ والمدارسُ والجامعاتُ وميليشيا "الموتوراتِ" بأعناقِ الناسِ، وتخنقُ آخرَ نفَسٍ في صدورهم؟
إن أنتَ تسمعُ فتلكَ مصيبةٌ، وإن أنتَ لا تسمعُ فالمصيبةُ أعظمُ!
هذا الذي ورثتَ كرسيَّهُ في الوزارةِ، سمَّيناهُ راوولُ الاقتصادِ،
وأما أنتَ فستكونُ "أمينَ كَلامٍ"...
***
بالمناسبةِ، اليومَ اكتملتْ الــ 100 يومٍ على وعودكمْ لتحقِّقوا "الإنجازاتِ" يا دولةَ الميقاتي.
ولكنْ، واضحٌ أنكمْ على دربِ "الأكاديميِّ" سائرون…
لقد رأينا "مسطرةً" كافيةً وافيةً عن عملكمْ... وصِرنا نعرفُ جيداً الى أيِّ جهنمٍ نحنُ منحدرونْ...
فلا أنتَ نجيبٌ، ولا عجيبٌ.
وحكومتكمْ البائسةُ، ستدفعُ بنا كلَّ يومٍ إلى المصيرِ المُريبِ.