تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نفهمُ ان يكونَ في تصريحٍ مطوَّلٍ زلةُ لسانٍ واحدةٌ ،فجلَّ مَن لا يخطئُ .
اما ان يكونَ تصريحٌ واحدٌ محشوَّاً بالزلاتِ ،
فهذا لا يليقُ "بالنجيبِ العجيبِ" كشخصٍ، ولا بموقعهِ كرئيسٍ للحكومةِ،
خصوصاً ان ما يقولهُ اللسانُ يصعبُ إستردادهُ .
***
يقولُ دولتهُ :
"ذكرى الاستقلالِ مهمةٌ بحدِّ ذاتها، لكنْ لنتذكَّرْ كلنا سوا، شو اللي ادى الى الاستقلالِ؟
الذي ادى الى الاستقلالِ هو وفاقُ اللبنانيينَ وتوافقهمْ بالميثاقِ الوطنيِّ،
هو توافقُ اللبنانيينَ الذي حصلَ بينَ رئيسِ الوزراءِ ورئيسِ الجمهوريةِ في حينهِ، الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح،
هيدا حين تنازلوا عن كلِّ خصوصياتنْ من اجلِ وحدةِ البلدِ، من اجلِ ان يتوحَّدَ لبنانُ وننقذُ لبنانَ في حينهِ ،
ما كانَ يحصلُ الاستقلالُ لولا ما كانَ اللبنانيونَ موحدين،
ما كانَ بيحصل الاستقلالُ لولا اللبناني واخوهُ اللبناني من ايِّ طائفةٍ كان، كانوا نائمينَ جنبَ بعضهم في راشيا".
دولةَ الرئيسِ "النجيبِ العجيبِ"، لسنا في مستشفى التوليدِ لنتحدثَ عن نومٍ وولادةٍ، بل نحنُ امامَ اعظمِ ذكرى في تاريخِ لبنانَ المعاصرِ.
إنها ذكرى الاستقلالِ الاولِ عن الوصايةِ الفرنسيةِ ، بينَ كبارٍ من تاريخِ لبنانَ، رفضوا الوصايةَ في حينهِ .
فكيفَ تختزلها بحفلةِ نومٍ في راشيا؟
وهل من قلعةٍ تختارونها اليومَ وتنامونَ فيها جنباً الى جنبٍ من اجلِ الاستقلالِ الثالثِ من هيمنةِ الفسادِ والفاسدين؟
ألم تجدوا مَن يعلِّمَكمْ تاريخَ بلادكم قبلَ ان تصلوا الى السرايا ؟
وهل يُعقَلَ ان تكونَ درستَ تاريخَ لبنانَ وإنجازَ الاستقلالِ من خلالِ قراءةِ " السوشال ميديا" ؟
***
واللهِ حيَّرتنا ودوَّختنا، وملَّلتنا يا دولةَ الرئيسِ ، فمَن لا يعرفُ تاريخَ بلدهِ ، لا يعرفُ حاضرهُ ،وبالتأكيدِ لا يعرفُ مستقبلهُ ،
اذا لم يكنْ الزامياً ان تعرفوا تاريخَ لبنانَ ، وربما كثيرونَ من وزراءٍ ونوابٍ لا يعرفونهُ ،
فالاحرى بكمْ على الأقلَ ان تعرفوا حاضرهُ من اجلِ ان تعرفوا مستقبلهُ ، لكنْ ان لا تعرفوا شيئاً:
لا الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل ، فهذهِ كارثةُ الكوارثِ ، ونحنُ فيها .
***
دولةَ الرئيس ، دعْكُم من التاريخِ ، فأنتمْ لستمْ جبران خليل جبران، او سعيد فريحه، او فؤاد افرام البستاني او سعيد عقل، او ايليا ابو ماضي ، من الكبارِ الكثرِ من رجالِ الفكرِ والادبِ، وهم كوكبةٌ من تاريخنا المجيدِ ، لكن لماذا تتحدثونَ بما لا تعرفونهُ ؟
فلماذا تُقحمونَ نفسكم بما لا تعرفونهُ ،
عدمُ المعرفةِ ليسَ عيباً ، إدِّعاءُ المعرفةِ هو العيبُ ، فلماذا تَدَّعونَ المعرفةَ ؟
***
دولةَ الرئيسِ ، بعدَ عودتكمْ من ذكرى الاستقلالِ الرسميِّ الذي كانَ بارداً ،
هل تفرَّجتمْ على الاحتفالِ الحقيقي؟ هل استفزُّكمْ منظرُ الشبابِ والشاباتِ؟
هل شاهدتمْ بالعينِ المجرَّدةِ، أن هناكَ جيلاً لم يعدْ يؤمنُ بالمنظومةِ السياسيةِ الفاسدةِ إياها ؟
***
دولةَ الرئيسِ ، اختبرتَمْ كلَّ شيءٍ من البكاءِ الى تدويرِ الزوايا ، الى مناشدةِ الوزراءِ تحكيمَ ضمائرهم ، فماذا كانتْ النتيجةُ ؟
صفر...!