تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يا لهولِ "الفكرِ والابداعِ"، هذا نقولُهُ تعليقاً على المَثَلِ العظيمِ الذي أحَبَّ "النجيبُ العجيبُ" أن يتحفنا بهِ يومَ عيدِ الاستقلالِ.
لا نعرفُ، هل جاءَ بهِ من عِنديَّاتهِ، أم استعانَ بهِ من مستشارٍ عبقريٍّ؟
في أيِّ حالٍ، النتيجةُ واحدةٌ، والإهانةُ واحدةٌ للمواطنِ كما للمواطنةِ، وللرجلِ كما للمرأةِ. فيا للهولِ مرَّةً أخرى.
ونصيحةً منّا، أُنشروا هذا "المَثلَ" عبرَ وسائلِ الإعلامِ العالميةِ ليعرفوا أكثرَ ما هي العقولُ التي تتحكَّمُ بنا...
وليعرفوا أيَّ نوعٍ من السياسيينَ أوصلنا إلى هذا الانهيارِ اللامتناهي…
***
يقولُ "النجيبُ العجيبُ" حرفياً:
"احتفالُكمْ بالاستقلالِ كما تحتفلُ المرأةُ المطلَّقةُ بعيدِ زواجها.
فقَبْلَ أن تُطلِّقَ (المرأةُ طبعاً)، لو بقيتْ على التفاهمِ خلالَ الزواجِ لما كانتْ طُلَّقتْ".
دعونا نحلِّلُ نفسياً وحضارياً كيفَ يُحمِّلُ الميقاتي، رئيسُ حكومةِ لبنانَ في القرن 21، مسؤوليةَ "عدمِ التفاهمِ" للمرأةِ حصراً، ويتجاهلُ دورَ الرجلِ…
ودعونا نكتشفُ كيفَ يَمسحُ الأرضَ بمفهوم المساواةِ بينَ المواطنينَ، الرجالِ والنساءِ، الذي يَكفلهُ الدستورُ…
هذا الدستورُ الذي اعتادَ الآخرونَ أيضاً أن يفرغوهُ من كلِّ القِيَمِ والمضامينِ، ويجعلوهُ ممسحةً في خدمتهم.
فعلاً، إنه استفزازٌ مريعٌ لأيِّ مواطنٍ حضاريٍّ وإنسان مؤمنٍ بالقيمِ والحداثةِ.
فبئسَ دولةُ الفسادِ والتخلُّفِ التي تنتمونَ إليها.
***
والآن، تعالَ لنناقشَ المغزى السياسيَّ: إذا كانَ "الزواجُ" بالنسبةِ إليكم هو "الزواجُ" مع دولةِ الفسادِ،
فألفُ مرحباً بالطلاقِ ورحابِ الحريّةِ والهواءِ النظيفِ...
الزواجُ مع الفسادِ وطبقةِ الفسادِ ودولةِ الفسادِ والفاسدينَ، لا هو زواجُ عقلٍ ولا زواجُ مصلحةٍ ولا زواجُ متعةٍ…
إنهُ القهرُ بعينهِ، والتخلُّفُ بعينهِ.
ألا نَحصدُ اليومَ عواقبَ الزواجِ بالإكراهِ مع طبقةٍ سياسيةٍ مجرمةٍ بكلِّ المقاييسِ؟
ألا ندفعُ ثمنَ رضوخنا الإجباريِّ لإملاءاتها؟
أوليستْ الثورةُ عليها هي واجبنا الحضاريُّ ومسؤوليتنا لإنقاذ مستقبلِ الأجيالِ؟
أوليسَ الطلاقُ معها أرحَمَ ألفَ مرّةٍ ومرّةٍ من هذا الارتباطِ القاتلِ المجرمِ؟
***
لا نعرفُ كيفَ تتحدثونَ عن الطلاقِ وكلُّ أولادنا يطلّقونكمْ ويطلَّقونَ أرضهم وبلدهم.
لا نعرفُ كيف لا تهزُّكمْ صورهمْ، وهم هائمونَ على وجوههمْ في أصقاعِ الدنيا، بحثاً عن مستقبلٍ وحريةٍ وكرامةٍ بعيداً عنكم…
لا نعرفُ كيفَ لا تهزُّكمْ هجرةُ الأطباءِ والمهندسين والمُبدعينَ وأصحابِ الخبراتِ…
لا نعرفُ كيفَ لا يعنيكمْ أن البنكَ الدوليَّ يريدُ مضاعفةَ أسعارِ الكهرباءِ عندنا 13 مرّةً بسببِ فسادكم،
ولا نعرفُ كيفَ لا يعنيكم أن أبناءنا المنتشرينَ في الخليجِ العربيِّ لا يجرؤونَ على المجيءِ لعطلةِ الأعيادِ، خوفاً من مفاجأةٍ تمنعهم من العودةِ…
ولا نعرفُ، أولاً وآخراً، كيفَ تُمضونَ أيامكم في السراي… وأنتم جئتمْ على أساسِ أن عندكمْ خطَّةَ إنقاذٍ خلالَ أسابيعَ.
مع الأسفِ، يذهبُ العاشقُ من السرايا ويأتي المشتاقُ، والحالةُ هي هي.. إلى الوراءِ دُر...
***
في يومِ الاستقلالِ، والعرضِ الشعبيِّ الحضاريِّ،
أفرحتمْ قلوبنا بهذهِ الباقةِ الطيبةِ من أبنائنا وأحفادنا وإخوتنا، الذينَ نزلوا إلى العرضِ المدنيِّ الرائعِ والذي وحدهُ يُوحي بالأملِ...
هؤلاءُ، الـــ 50 فوجاً الذينَ يُمثِّلونَ 50 قطاعاً، نزلوا إلى الأرضِ يقولونَ: نحنُ هنا، وقد طلَّقناكمْ...
طلَّقناكمْ بالثلاثةِ، وبالخمسةِ، ورفعنا الدعاوى ضُدَّكمْ في كلِّ المحاكمِ الروحيةِ…
50 فوجاً، يُمثلونَ مليوناً ونصفَ المليونِ مواطنٍ…
هؤلاءُ كلهمْ طلَّقوكمْ يا دولةَ الفسادِ والفاسدين،
***
هؤلاءُ، من دونِ مواكباتٍ مصطنعةٍ وبذلاتٍ رسميةٍ وحركاتٍ مدروسةٍ سلفاً، جاؤوا بعفويةٍ وإيمانٍ وحبٍّ ليقولوا لكم:
الأرضُ لنا والوطنُ لنا... وسنكونُ نحنُ المستقبلُ…
هؤلاءِ الذينَ استفدتمْ من أموالِ الدعمِ على حسابهم، وهدْرتمْ ودائعهم، دفعوا ثمنَ صفيحةِ البنزين 320 ألفَ ليرةٍ وجاؤوا من البعيدِ إلى الساحةِ ليقولوا:
نحنُ هنا…
هؤلاءِ، يا سادةُ، طلَّقوكمْ وسيكونُ الوطنُ لهم عاجلاً أو آجلاً…
وبأيديهمْ وعقولهمْ وقلوبهمْ سيدفنونَ دولةَ الفسادِ التي صنعتموها وصنعتكمْ، اهلَ المنظومةِ الفاسدةِ منذُ 25 عاماً إياها…
وكلُّ استقلالٍ وهؤلاءُ بخيرٍ، والوطنُ الذي يَحلمونَ بهِ بألفِ خيرٍ...