تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لن يسجلَ التاريخُ وقاحةً مثلَ وقاحتكمْ، ولا إجراماً يوازي إجرامكمْ.
فمنْ أيِّ صنفٍ من البشرِ انتم يا جماعةَ السلطةِ عندنا؟
حتى في مجاهلِ الغاباتِ، هناكَ قواعدُ للوحشيةِ تَقبلُ بها الطبيعةُ،
أما انتم فلا ضوابطَ ولا حدودَ لوحشيتكمْ بحقِّ لبنانَ وشعبهِ.
***
ماذا تنتظرونَ بعدُ ليتحركَ فيكمْ الضميرُ؟
ماذا تنتظرونَ وانتم تسمعونَ كلَّ يومٍ أن مواطناً ماتَ لأن الأوكسيجينَ أنقطعَ عن ماكينةِ التنفسِ في المستشفى؟
أو لأنَ عجوزاً تعذرَ عليهِ غسلُ الكلي؟
او ان مواطناً خسرَ حياتهُ لأن دواءَ القلبِ او السرطانِ محجوزٌ في ايدي "تجارِ الشنطةِ"... والدولاراتُ محجوزةٌ في أيدي "تجارِ السلطةِ"؟
ماذا تنتظرونَ وقد جاعَ الناسُ فعلاً الى الرغيفِ "الحاف"؟
ماذا تنتظرونَ وقد امتلأتْ عيونُ الامهاتِ دموعاً وقلوبهنْ حرقةً فيما الأبناءُ يحملونَ الامتعةَ ويهربونَ من ظلمكمْ وفسادكمْ ورعبِ أجرامكمْ؟
ماذا تنتظرونَ بعدُ، والعامُ الدراسيُّ مهدَّدٌ بالكاملِ... وهذهِ المرةُ لا حضورياً ولا "اونلاين"؟
***
مئاتُ المقالاتِ كتبناها، طوالَ سنواتٍ، وخاطبنا فيكمْ العقلَ والضميرَ، ولكنْ هيهاتِ أن تستجيبوا.
نفعلُ ذلكَ لأنَ الواجبَ الوطنيَّ والمهنيَّ ينادينا ويدفعنا لنواظبَ ولا نيأسَ.
ولكنْ، وكما يقولُ بشار بن برد في قصيدتهِ:
لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً
ولكنْ لا حياةً لِمنْ تنادي
نعم، لقد فقدنا الأملَ نهائياً في جهوزِيَّتكمْ للندمِ والتوبةِ،
فلا تحذيراتُ الطيبينَ المخلصينَ أثَّرتْ فيكم، ولا دموعُ الاطفالِ والامهاتِ والشيوخِ ردتكمْ عن جهلكمْ وجهالتكمْ.
ولكنْ، كونوا على ثقةٍ، لن تنجوا بفعلتكم، ولو بعدَ حينٍ... وما عادَ موعدنا مع النجاةِ بعيداً.
***
نقولها لكمْ، وكلُّنا إيمانٌ، لقد اوصلتمونا الى جهنمٍ. لكنكمْ لن تنجحوا في إغراقنا هناك.
وبكلِّ إيمانٍ نقولها:
هذا الشعبُ اللبنانيُّ الحضاريُّ الأصيلُ قد يتحملُّ كلَّ شيءٍ، الاَّ المهانةَ والذلَّ.
إسألوا العالمينَ في التاريخِ والراسخينَ في العلمِ وسيقولونها لكم...
وستعرفونَ أن ما من ظالمٍ مستبدٍّ مرَّ على شعبنا الاَّ وانتهى هارباً مذلولاً.
وما مَن حربٍ خاضها شعبنا في سبيلِ العزَّةِ والكرامةِ الاَّ وانتهتْ بانتصارهِ.
***
كونوا على ثقةٍ.
هذهِ حربُ الكرامةِ والحريةِ.
والحقُّ سلطانٌ بحكومةٍ او بلا حكومةٍ.