تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بينَ صخبِ الكلماتِ التي توالتْ في الايامِ الاخيرةِ وحملتْ تصعيداً كبيراً، وبينَ جمودِ الاتصالاتِ المباشرةِ بينَ رئيسِ الجمهوريةِ والرئيسِ المكلَّفِ،
تبدو الحكومةُ عالقةً في الامواجِ وفي عجقةِ البحرِ، حيثُ تتزاحمُ سفنُ الفيولِ الايرانيةُ مع سفنِ الاممِ المتحدةِ وسفنِ الخصومِ والاعداءِ كما الحلفاءِ...
تبدو الأنفاسُ محبوسةً بإنتظارِ ما قد يحدثُ في الايامِ المقبلةِ، خصوصاً بعدما تمَّ اعتبارَ السفنَ ارضاً لبنانيةً والتعرُّضُ لها يكونُ كمنْ يتعرضُ لارضٍ لبنانيةٍ... فما الذي سيحدثُ مع عبورِ اولِ سفينةٍ، وهل يمرُّ العبورُ بسلامٍ ليفتحَ البابَ امامَ السفنِ الاخرى؟
***
قدرُ اللبنانيينَ أن ينتظروا وأن يعيشوا محطاتِ الانتظارِ تماماً كما كتبَ الاخوان رحباني قبلَ الحربِ،
في مسرحيةِ "المحطة" حينَ كانَ الانتظارُ طويلاً لوصولِ "القطارِ" ولم يكنْ هناكَ لا محطةٌ ولا قطارٌ... ليبقى لهم في نهايةِ المطافِ الايمانُ..
غيرُ ذلكَ الانتظارِ امامَ محطاتِ البنزينِ التي لم يشفعْ بها قرارُ الرفعِ الجزئيِّ للدعمِ، وغيرُ ذلكَ الانتظارُ امامَ الافرانِ والصيدلياتِ والمصارفِ... هناكَ ذلُّ إنتظارِ محطاتِ المنطقةِ والعالمِ. امامَ كلِّ استحقاقٍ داخليٍّ ننتظرُ ما سيحدثُ في الخارجِ:
انتخاباتُ ايران، انتخاباتُ اميركا، انتخاباتُ سوريا. مفاوضاتُ النووي – افغانستان – اسرائيل – العراق، انتخابات فرنسا...
***
من قالَ اننا دولةٌ؟ ومَنْ قالَ اننا نقرِّرُ مصيرنا بإيدينا؟
صرنا اضحوكةَ العالمِ الذي يلعبُ بنا ويصفِّي حساباتهِ على ارضنا، ويتبادلُ الاوراقَ على ساحاتنا وعلى اجسادِنا وعلى حسابِ رزقنا ودمنا وحياتنا...
اليومَ ننتظرُ الكباشَ الايرانيَّ- الاميركيَّ والذي يتجلَّى في اكثرِ من مفصلٍ لبنانيٍّ، ليسَ آخرهُم الحكومةُ المنتظرةُ، فمفصلُ الانتخاباتِ النيابيةِ هو موعدٌ ايضاً لتبادلِ الاوراقِ ولتسجيلِ النقاطِ، خصوصاً عندما نسمعُ من اليومِ التحذيراتِ في الداخلِ من محاولاتِ تغييرِ الاغلبيةِ او حتى ميزانِ القوةِ الحاصلِ...
تبدو حكومةُ "النجيبِ" عالقةً في هذهِ الامواجِ...
وأذا لم تأتِ كلمةُ مرورٍ وضوءٍ اخضرَ دوليٍّ للتشكيلِ رغمَ كلِّ العواصفِ،
فأن "العجيبَ" لنْ يشكلَ هذهِ الحكومةَ ويخاطرَ بتشكيلةٍ لن تتمكنَ من العملِ وسطَ عزلةٍ دوليةٍ، وكباشٍ اقليميٍّ، ووسطَ تجاذباتٍ داخليةٍ تبعاً لهذا الكباشِ..
عملياً ستبقى الاتصالاتُ للتأليفِ على مستوى المستشارينَ وتبعاً للمعلوماتِ فأن ميقاتي لن يزورَ بعبدا الاَّ مع تشكيلةٍ موضوعيةٍ جاهزةٍ...
فامَّا "بتحط" الحكومة او "بتنط".
إمَّا يقبلُ بها الرئيسُ عون وإما يعتذرُ نجيب ميقاتي في نهايةِ الاسبوعِ... فمنْ يتجرأُ بعدهُ على خوضِ غمارِ الترشُّحِ...؟
***
وعليهِ... مصائبُ الناسِ ستزدادُ...
وستغرقُ سفينةُ اللبنانيينَ اكثرَ الى القعرِ وسطَ ازدحامِ السفنِ في البحرِ...