تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
Grand merci سيِّدة غريّو، Thank you سيِّدة شيا. وشكراً جزيلاً لكم، يا أشقاءنا في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ.
ليسَ لنا إلاَّ أن نتفاءلَ خيراً بمبادرتكم، ونحنُ نتلوَّى على جمرِ جهنمٍ.
والشكرُ طبعاً لكم يا أهلَ السلطةِ عندنا، لأنكمْ وفّرتمْ لنا كلَّ مستلزماتِ جهنمٍ.
لن ننسى لكم هذا، نَعِدُكم، وعسى أن يأتي اليومُ الذي فيهِ نردُّ لكم هذا الجميلَ أضعافاً مُضاعفةً.
***
ليسَ عادياً أن تُكلِّفَ السفيرتان الأميركيةُ والفرنسيةُ من قبل دولتيهما بزيارةِ السعوديةِ من أجلِ لبنانَ متخطينَ السلطةَ.
هذا يعني أن الدولتينِ تُدركانِ عميقاً حجمَ الكارثةِ الآتيةِ إلينا، وأكثرَ مما نعرفُ نحنُ.
وأساساً، الرئيس ماكرون لم يفوِّتْ فرصةً للتنسيقِ من أجلنا، منذُ أن جاءَ الرئيس بايدن إلى البيتِ الأبيض.
وهو كلَّفَ لودريان باللقاءِ الثلاثيِّ مع الأميركيينَ والسعوديينَ، وبالمتابعةِ في واشنطن، الإثنينَ المقبل.
انها الفرصةُ لدعمِ لبنانَ، خاصةً الجيشَ اللبنانيَّ وباقي القوى العسكرية.
***
في غيابِ المعلوماتِ الوافيةِ، تعالوا نفكِّرْ في ماذا فعلتهُ السفيرتانِ في الرياض.
يُقالُ إنهما حاولتا إقناع المملكةِ بحكومةٍ عاجلةٍ، لأن تشكيلها مدخلٌ للإنقاذِ.
إذا صحَّ ذلكَ، فسنكونُ أمامَ احتمالين: إمَّا أن تفشلَ المهمّةُ، فتستمرَ المراوحةُ الحكوميةُ،
وإمَّا أن تنجحَ.
***
يُقالُ ، وربما هذا الأصحّ:
المبادرةُ الثلاثيةُ ليسَ هدفها سياسياً فقط، المطلوبُ دعمُ الجيشِ اللبنانيِّ بالأغذيةِ والطبابةِ ليستمرَ في حفظِ الأمنِ خلالَ الكارثةِ، لأنهُ المؤسسةُ العسكريةُ الوحيدةُ التي لا تزالُ متماسكةً بفضلِ قائدِ الجيشِ العماد جوزف عون .
والمطلوبُ أيضاً تخفيفُ الوجعِ عن الناسِ العاديينَ، بما توافرَ من "كراتينِ إعاشةٍ" وصناديقِ أدويةٍ.
وأما الحلُّ السياسيُّ فمؤجَّلٌ حتى نضوجِ التسوياتِ.
ولكن، متى تنضجُ التسوياتُ؟ اللهُ أعلمُ…
***
دعونا نقولها صراحةً:
هذا المواطنُ، الواقفُ يَتصبَّبُ عرقاً في طابورِ البنزين لم يعُد لهُ ترفُ التفكيرِ في السياسةِ والتسوياتِ.
وهذا المواطنُ اللاهثُ بينَ الصيدلياتِ بحثاً عن دواءٍ، أو المرعوبُ من "دلتا"، فيما المستشفياتُ تتصحَّرُ والأوكسيجين مفقودٌ، لم تعدْ تعنيهِ المبادراتُ.
وهذا المواطنُ الذي ينكِّلُ بهِ سياسيوهُ، ويكذبونَ عليهِ، وينهبونَ ما بقي من جنى عمرهِ، يريدُ أن يرى شيئاً ملموساً على أرضِ الواقعِ!
***
لبنانُ اليومَ باخرةٌ يقتادُها "القراصنةُ" في عمقِ "بوغازٍ" مقفلٍ وقاتلٍ، ونحنُ فيها على وشكِ أن نلفظَ أنفاسنا الأخيرةَ.
"بوغاز الدردنيل" يسهلُ الخروجُ منهُ،
و"بوغاز" جبل طارق يعرفُ القباطنةُ كيفيةَ اجتيازهِ،
لكنْ "بوغازنا" مجهّزٌ للإطباقِ علينا وخَنْقِنا، وفيهِ "القراصنةُ" يستفردونَ بنا.
وما نريدهُ من "الدولِ القويةِ" والصديقةِ ليسَ "كراتينَ الإعاشةِ"، بل ساعدونا على الخروجِ من "البوغازِ" الذي اوقعونا فيهِ، ونحن نتكفَّلُ بالبقيةِ!