تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حوار مع "الجمهورية"، أن " القوات اللبنانية " هي من أصحاب نظرية التعامل مع الحكومة على القطعة، "بحيث نعارضها حين تخطئ ونؤيدها حين تصيب"، لافتا إلى أن الوضع الراهن استثنائي، "ويجب أن تتم مقاربته بمسؤولية عالية".
وأوضح أن ليس هناك من نية بعد لتشكيل جبهة معارضة متكاملة تجمعه مع رئيس تيار "المستقبل" ورئيس " الحزب التقدمي الاشتراكي "، مشيرا إلى "أن هناك في الوقت الحاضر تشاورا بالحد الأدنى مع "المستقبل"، وبالحد المقبول مع "الاشتراكي". وفي كل الحالات، المودة القصوى موجودة على المستوى الشخصي بيني وبين سعد الحريري ووليد جنبلاط".
ولفت إلى "وجود فارق في الدرجات بين المعارضة التي تنتهجها القوات ومعارضة الاشتراكي، الذي ذهب في اتجاه الحد الأقصى، ومعارضة المستقبل التي تقع في خانة بين بين".
أضاف: "الظرف الحالي ليس عاديا، ولذلك نحن قررنا أن نعارض بشكل مدروس، يرمي إلى تحقيق نتائج عملية وايجابية، وبالتالي ليس مطروحا لدينا، أقله الآن، الدفع نحو إسقاط الحكومة أو شخص محدد، على قاعدة قم لأجلس مكانك، بل همنا يتركز أكثر على جوهر الملفات وضرورة تصويب نمط معالجتها، إنما من دون أن ينفي ذلك في الوقت نفسه أن لدينا مشكلة اساسية مع القوى السياسية التي تقف خلف ستارة الحكومة، وتحديدا الثلاثي غير المرح الذي يبدو أنه لا يرجى منه خير".
وردا على سؤال أجاب: "لو كان الرئيس بري غير راض حقا لكان طلب من وزيريه الاستقالة من الحكومة".
وأعلن أنه تلقى اتصال معايدة بعيد الفصح من الحريري، وقال: "هناك كلام كثير يجب أن يقال قبل أن يستعيد التحالف السياسي بيننا كل نضارته. إذ هناك فروقات وتباينات في وجهات النظر حيال المسائل الداخلية وطريقة إدارة الدولة. اما الأمور الاستراتيجية فيوجد تفاهم شبه كامل عليها".
وتابع: "لا يكفي ان نكون "أصحاب" على الصعيد الشخصي، وبكل صراحة لا مجال للصحبة والصداقة والمسايرة عندما يتعلق الأمر بالشأن العام ومصالح الدولة والمواطن. ومن هنا، يحتاج تفعيل العلاقة مع الحريري إلى الانطلاق من خطوات ثابتة والاتفاق على خطة كاملة، استنادا الى مكاشفة ومصارحة لم تكتملا لغاية الآن".
وردا على سؤال أوضح أن "زيارة السفيرة الأميركية إلي كانت استطلاعية بقصد الاستفسار عن الوضع العام والاطلاع على حيثياته، وهي طرحت أسئلة في هذا الصدد، وبالتالي لا تؤدي أي دور تحريضي، ثم إن كل الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، منشغلة هذه الأيام بهمومها الصحية والاقتصادية التي ترتبت على انتشار فيروس كورونا".
ولفت إلى أنه مقتنع بأن "دوافع جنبلاط هي محلية حصرا، وهو لديه مقاربته الخاصة التي قادته إلى رفع دوز معارضته، وهذا ليس رأينا في الوقت الحاضر، علما إنه ينبغي الأخذ بالاعتبار أن هناك حالة شعبية ضاغطة نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية، وفي مكان ما تعكس جريمة بعقلين هذه الحالة".
وقال: "على الرغم من ضغط كورونا، لا أفهم لماذا لم تولد بعد خطة الإنقاذ المالي والاقتصادي وفق أسس سليمة، لأن ما تسرب منها شكل صدمة لي". وتساءل: "ما المانع أن تبادر الحكومة فورا إلى تنفيذ خطوات ملموسة، لا تحتاج سوى الإرادة، من قبيل إقفال المعابر الشرعية ومزاريب الجمارك واعتماد معالجة صحيحة لملف الكهرباء مغايرة عن النمط السابق، وإلغاء عقود ما بين 10 و15 ألف موظف في القطاع العام لا يعملون وجرى حشوهم في الإدارة بسبب التنفيعات والمحسوبيات، بدءا من 5300 موظف غير قانوني تم إدخالهم منذ فترة غير طويلة إلى المؤسسات والادارات الرسمية، على الرغم من الواقع المزري للدولة المستنزفة"؟
وشدد على أن "قرارات كهذه من شأنها أن تعكس جدية الحكومة وصدقيتها، وبالتالي أن تبعث الأمل في الداخل وتحفز الخارج على مساعدة لبنان".
ونصح الحكومة بالكف عن التذرع بالتركة الثقيلة لتبرير أي قصور أو تقصير لديها، "إذ أنها كانت تعرف اصلا عندما تشكلت وتصدت للمسؤولية، إن في انتظارها ورثة عمرها 30 سنة، ويفترض أنها لم تتفاجأ بها، بل هي أتت اساسا لمعالجة تداعياتها".
وردا على سؤال بأن الرئيس دياب يضطر أحيانا الى الدفاع عن حكومته، أجاب: "الناس شايفة وقاشعة، وتعرف كيف وصلنا إلى هنا، وأنا أدعو الحكومة إلى تجنب الخوض في سجالات سياسية والتفرغ لمعالجة الأزمات المتراكمة".
وأبدى اقتناعه بأن "الحكومة تضم وزراء جيدين وغير ملوثين، "لكن التحدي الأساسي الذي تواجهه يتعلق باستقلاليتها، ونصيحتي لرئيسها أن يثبت استقلاليتها، وعندها ستفتح الأبواب أمامه، أما إذا لم يفعل، فإن حكومته ستسقط لوحدها بفعل تسارع الأحداث وتطورها، ومن دون أن يأخذ أحد على عاتقه هذا الأمر"، منبها إلى أن الوقت لا يعمل لمصلحتها.
وعن علاقته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أكد جعحع أن هناك قطيعة تامة في هذه المرحلة بينه وبين عون، معتبرا أن رئيس الجمهورية هو "جزء من الثلاثي الذي يتحمل، أقله في السنوات العشر الأخيرة، مقدارا واسعا من المسؤولية عن الواقع الذي وصلنا إليه"، لافتا إلى أن "فريق عون تولى على سبيل المثال ملف الكهرباء، وامتلك الثلث المعطل وأكثر في الحكومات، وعندما دقيت جرس الانذار في اللقاء الاقتصادي الطارئ في قصر بعبدا في أيلول الماضي، تبين لي وللأسف أن لا حياة لمن تنادي".
وردا على سؤال يتعلق بتيار "المستقبل" و"الحزب الاشتراكي" قال: "حسنا، ربما تكون مساهمتهما في إنتاج الأزمة أقل أو أكثر بقليل من غيرهما، ليس هذا هو المهم الآن، ولسنا الآن في معرض توزيع المسؤوليات، بل إيجاد الحلول".
وعن دلالات التقاطع بين "القوات" و"حزب الله" في الجلسة التشريعية الأخيرة، أوضح أن "هذا التقاطع حصل بالمصادفة ولم يكن ناتجا من تنسيق مسبق"، مكررا أن "الحزب هو أكثر من يستطيع المساعدة للخروج من النفق، عبر منحه الغطاء لمجموعة من الإجراءات والقرارات الإصلاحية الملحة"، داعيا إياه إلى أن يبادر في هذا الاتجاه.
وعن الارتفاع الكبير في سعر الدولار، أشار جعجع إلى أن "حاكم البنك المركزي رياض سلامة ليس مطلق الصلاحية، إذ هناك مفوض للحكومة لدى مصرف لبنان، وكذلك يوجد مجلس مركزي للمصرف لكنه معطل، وعلى الحكومة إنجاز التعيينات المالية التي تسمح بتفعيل دوره"، داعيا إلى "تجنب خلط الأشياء، وعدم إغفال التراتبية في تحمل تبعات الانهيار المالي، والتي تبدأ من السلطة السياسية ثم المصرف المركزي فالبنوك".