تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
المشهدُ سورياليٌّ فعلاً: ظُلمٌ وظلامٌ.
هذا المواطنُ الذي ظلموهُ وأكلوا لحمَهُ قطعةً قطعةً، وحوَّلوهُ هيكلاً عظمياً يترنّحُ،
قطعوا عنهُ الكهرباءَ، وأطفأوا عليهِ كلَّ ضوءٍ، وتركوهُ يغرقُ في الظلمِ والظلامِ.
إنها مأساةٌ لا قبلها ولا بعدها مأساةٌ.
لا رأتها فنزويلا، ولا الصومالُ، ولا عاشها أيٌّ كانَ في مجاهلِ الدنيا.
***
لقد شبعنا كلامَ الغضبِ، ومللنا البكاءَ على البلدِ وأهلهِ، وأساساً لم يبقَ شيءٌ إلا وقلناهُ.
اليومَ، نريدُ أن نطرحَ بعضَ الأمورِ بلغةِ الادارةِ والعِلمِ… فعسى أن يفهمَ احدٌ من "جمعيةِ السلطةِ" علينا.
بلغةِ العلمِ، لماذا تمسَّكْتم اساساً بمبدأِ الدعمِ، سنواتٍ وسنوات، حتى وقعنا اليومَ على رؤوسنا ولا قيامةَ لنا؟
فسِّروا لنا كيفَ ولماذا أنفقتم 40 مليارَ دولارٍ على دعمِ الكهرباءِ.
فهل تجرؤونَ على الاعترافِ بأنها في الحقيقةِ ملياراتٌ منهوبةٌ، بالصفقاتِ من فوق، وبسرقةِ التيارِ من تحت؟
وأما البنزين، اقرأوا وتأكدوا، في العالمِ كلهِ يُباعُ بالدولار، وبالسعرِ الحقيقيِّ، فلماذا إصراركم على الدعمِ هنا؟
وهل تجرؤونَ على الاعترافِ بأنَ أموالَ الدعمِ ضاعتْ بالصفقاتِ من فوق، والتهريبِ من فوق ومن تحت؟
طبعاً، لا آبارَ بترول عندنا لتغرفوا… ولكن، هناكَ احتياطَ الدولاراتِ والودائعِ، ومنها ستغرفونَ حتى النهايةِ... تحتَ شعارِ الدعمِ.
وغداً، عندما تُصبحُ الصفيحةُ بـ200 ألف ليرة. تُحلُّ الأزمةُ بسحرِ ساحرٍ وهذا السعرُ عالميٌّ...
***
أنكم فاشلونَ عاجزون، لا إدراكَ لكم في الادارةِ، وبالاضافةِ فأنكم فاسدون.
هل هناكَ مسؤولٌ عندهُ شيءٌ من العلمِ والثقافةِ، يُلغي شهادةَ البريفيه كما تفعلون؟
إذا كانت الحجةُ أن لا مدارسَ ولا كهرباءَ ولا إنترنت، فهذا يعني أننا غداً سنلغي شهادةَ الباكالوريا للأسبابِ نفسها.
وبعدَ ذلكَ، أيُّ مدارسَ وأيُّ جامعاتٍ ستكونُ؟
ألم تسمعوا بأخبارِ الجامعاتِ العريقةِ وغيرها التي تستعدُّ للإقفالِ، بسببِ عجزِ الموازنةِ وعجزِ الأهالي عن الدفعِ بالـFresh دولار؟
ألا تصلكم أخبارُ هجرةُ اطباءٍ ومهندسين وتقنيين واكاديميين وفنانين من شدّةِ ظلمكم وظلامكم؟ بين دبي وأبو ظبي فقط هناكَ أكثر من 100 طبيبٍ لبنانيٍّ وفَدوا حديثاً.
***
بفشلِكم وعجزكمْ ، ستعممونَ جهلكم على لبنانِ الثقافةِ ومنارةِ الشرقِ.
***
وأسخفُ السخافةِ مثلاً، في هذهِ المأساةِ، أن يقدمَ أحدٌ برنامجهُ للانتخاباتِ الرئاسيةِ، في بلدِ الزلازلِ والرمالِ المتحركةِ، قبلَ عامٍ وبضعةِ أشهرٍ من الموعدِ!
وتعميماً للفائدةِ، 4 محطاتٍ نقلت مباشرةً هذا البرنامج على الهواءِ ودفعةً واحدةً واللبيبُ من اشارةٍ يفهمُ.
***
"كلكن يعني كلكن" مسؤولون، بشهاداتٍ محليةٍ وعالميةٍ وثيقةٍ مصدَّقةٍ..
حرامٌ يا لبنانَنَا أن يقتادونا معكَ الى مجَاهلِ الجَهلِ!