تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
في العادة تُصرف رواتب الموظفين المتقاعدين قبل الأول من كل شهر، لكن هذه المرة ذهب المتقاعدون إلى المصارف ، ولم يجدوا شيئاً، فالرواتب لم يتم تحويلها بعد .
وأوضحت مصاد وزارة المالية ل «الثائر» بأن سبب التأخير يعود إلى : عدم جهوز الجداول لديها بسبب؛ غياب الموظفين عن العمل، والانقطاع المتكرر للكهرباء، إضافة إلى عدم توافر التجهيزات المكتبية اللازمة لذلك . وكشف المصدر أنه يوم الأربعاء تم انجاز الجداول، وتحويلها إلى مصرف، لبنان، ويُتوقع أن يباشر المصرف تحويل الأموال إلى البنوك، اعتباراً من يوم غد الجمعة، أو السبت على أبعد تقدير.
وبالرغم من هذه التطمينات يسود جو من القلق بين جميع الموظفين المتقاعدين. أولاً لأن الأسباب التي تذرعت بها وزارة المال هي غير مقنعة وغير حقيقيةأو كافية، وثانياً وفقاً للقانون، يبدأ إعداد جداول الرواتب اعتباراً من العاشر من كل شهر، على أن تكون جاهزة لدى وزارة المال في العشرين منه، وهذا يعني أنه لدى الوزارة متسع كافٍ من الوقت لإنجاز الجداول، وتحويل الرواتبفي الوقت المحدد، وأن التأخير لم يحصل في أصعب الأوقات حراجة، عندما تم إغلاق البلاد بالكامل، بسبب جائحة كورونا .
وتقول بعض المصادر أن الدولة اللبنانية ومن خلال وزارة المال، تضع عملية إصلاح النظام التقاعدي في رأس أولوياتها، وهذا يعني كما بات معروفاً تخفيض الحد الأقصى لرواتب المتقاعدين إلى ٦٠٪ بدل نسبة ٨٥٪ التي كانت معتمدة، من الراتب الأخير الذي تقاضاه الموظف. هذا إضافة إلى تعديل وتخفيض نِسب استفادة ورثة الموظف من راتبه بعد وفاته.
ويعتقد البعض أن الدولة أقدمت هذا الشهر على عملية جس نبض للمتقاعدين، حيال خطتها المستقبلية، عن طريق التأخّر بتحويل ودفع رواتبهم. إضافة إلى محاولة صرف انتباههم عن موضوع أساسي ، وهو عدم شملهم مع باقي الموظفين في الخدمة الفعلية، بمشروع البطاقة التمويلية، التي أقرّها المجلس النيابي بشكل غامض وملتبس، تاركاً للرئيس حسان دياب وحكومته المستقيلة، تجرّع كأس رفع الدعم، والإجحاف الذي ستلحقه البطاقة التمويلية الانتخابية بقسم كبير من المواطنين والموظفين خاصة المتقاعدين.
ليس المتقاعدون وحدهم سيتحولون إلى فقراء، لا تكفهم رواتبهم لسد حاجاتهم المعيشية الضرورية، ويتحولون إلى فئة مهمشة، من غير القادرين على تأمين التعليم والطبابة وربما الغذاء الكافي لأولادهم ، بل أيضاً كافة الطبقة التي كانت تعتبر وسطى ؛ من أصحاب الأعمال الصغيرة، والمهن الحرة، أو الذين يتقاضون رواتب كانت تعتبر سابقاً مقبولة، في القطاع الخاص، كل هؤلاء سيتحولون إلى طبقة فقراء، بعد أن تشتعل أسعار السلع، والوقود، والأدوية، وغيرها، بعد عملية رفع الدعم.
يبلغ عدد المتقاعدين حوالي ١٠٥ الآف عائلة ، هؤلاء ستتم التضحية بهم ، فيما ستدفع الدولة رشوة انتخابية لقرابة ٧٥٠ الف عائلة، لمدة سنة فقط، أي حتى يتم انجاز الانتخابات النيابية في ربيع العام القادم. وبهذه الرشوة ستضمن الكتل والأحزاب اللبنانية، عودة آمنة إلى جنة الحكم، وربوع المجلس النيابي، الزاخر بالهدايا والسمسرات ومواكب الحماية الفضفاضة لأصحابه.
وعلى شعب لبنان العظيم السلام .