تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يا ملوكَ "فاسدي الفسادِ" لنا بذمتكم 140 مليارَ دولارٍ، اليومَ اصبحَ بفضلكمْ لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الدولارِ ، والباقي تقطيعُ وتضييعُ وقتٍ .
نحنُ بلدٌ تسعونَ بالمئةِ من يومياتهِ بالدولارِ ، فحينَ يشحُّ او ينقطعُ أو يُحلِّقُ ، كلُّ الباقي ينتهي :
نشتري مياهاً من الخارجِ بالدولارِ .
نشتري السياراتِ بالدولارِ وقطعَ الغيارِ بالدولارِ .
نشتري العطورَ وادواتِ التجميلِ بالدولارِ .
نشتري المفروشاتِ وأدواتِ المنزلِ والأدواتِ الكهربائيةِ بالدولارِ.
نشتري الهواتفَ الخليويةَ والكومبيوترات المحمولةَ وكومبيوتراتِ المكاتبِ والمنازلِ والكومبيوتراتِ اللوحيةِ بالدولارِ .
نشتري الطحينَ والخميرةَ بالدولارِ .
نشتري الأدويةَ والمستلزماتِ الطبيةَ بالدولارِ .
***
لا شيءَ خارجَ الدولارِ في لبنانَ ، وكلُّ الحكي الباقي هرطقةٌ . ومن يشترونَ الدولارَ من السوقِ السوداءِ تبيَّنَ أنهم على حقٍّ، فمَن أشتراهُ مثلاً على سعر 3900 ليرةٍ تبيَّنَ انه " بيشوف لقدَّام " لأن سعرهُ تضاعفَ اربعَ مراتٍ والخيرُ لقدَّام .
***
والدليلُ ان لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ الدولارِ :
اعيدوا يا "مهندسي الدولارِ" الدولارَ إلى السوقِ اليومَ ، تهدأُ كلُّ الأمورِ .
لبنانُ كانَ مستقراً حينَ كانَ الدولارُ مستقراً ، كانَ البلدُ في نعمةٍ لم يكنْ حُكامنا يعرفونَ قيمتها ،
كانت كلُّ سياساتِكم قائمةً على تثبيتِ سعرِ صرفِ الليرةِ تجاهَ الدولارِ،
لم تقمْ مبادراتُكم لتعزيزِ الإقتصادِ والنقدِ بل كانت القاعدةُ الذهبيةُ " أصرفْ ما في الجيبِ يأتيكَ ما في الغيبِ" .
***
كلكمْ "جمعيةُ الدولةِ" استهترتمْ : " طالما في دولارات كانت عم بتفوت عالبلد، لا داعي للهلعِ ".
بلغتْ ودائعُ اللبنانيينَ في المصارفِ اللبنانيةِ ما يقاربُ الـــ 140 مليارَ دولارٍ ،
فإذا كانتْ المصارفُ أقرضت مصرفَ لبنانَ ،
فهل اقرضتهُ كلَّ هذا المبلغِ ؟ وبالتالي كيفَ ستسدِّدُ 400 دولارٍ " فريش " شهرياً لكلِّ مودِعٍ ؟
***
اللبنانيُّ ثارَ في 17 تشرين الاول 2019 بسببِ محاولةِ فرضِ ستةِ دولاراتٍ عليهِ شهرياً كضريبةٍ على الواتس آب ،
وكانَ الدولارُ بــ 1500 ليرةٍ ،
وتراجعتِ الحكومةُ عن ذلكَ القرارِ،
لكنَ الغضبَ لم يتراجعْ :
فُقِدَ الدولارُ ، لم يعُد موجوداً ، وإنْ وُجِد فبسعرٍ خياليٍّ .
***
ولنعُدْ إلى الجوهرِ الاساسي :
هل حضراتُكم "جمعيةُ الدولةِ" بخيرٍ، مرتاحونَ ، اقترضتمْ حتى آخرِ فلسٍّ من خزينةِ الدولةِ،
وتوقفَ عندكم كلُّ شيءٍ، مَنْ منكمْ يضحي بنفسهِ رئيساً للحكومةِ،
بعدما كنتمْ مجتمعينَ على طرقِ واساليبِ الهدرِ،
على مدى 25 عاماً، لتكونوا بهذا الهدرِ أصبحتمْ ملوكَ "فاسدي الفسادِ".