تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تنشر بالتعاون مع النشرة الدولية
«حياة أُخرى لعمر مضى» مجموعة قصصية جديدة تطرح قضايا المرأة في مجتمع متحول.
أصدرت دار الكتاب هذه الأيام مجموعة قصصية هي العمل السردي الأول في رصيد الشاعرة والصحفية ريم القمري، التي تحمل في رصيدها ثلاثة مجموعات شعرية، نُشرت في سنوات 2013 و2016 و2018 .
هذا العمل الذي يحمل عنوان “حياة أخرى لعمر مضى” ورد في 169 صفحة من الحجم المتوسط تضمُّ 15 قصة ، طرحت من خلالها الكاتبة مجموعة من القضايا التي يعيشها المجتمع التونسي والعربي عموما، منها بالخصوص الهجرة غير النظامية، والعلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب طرح قضايا حارقة، منها زنا المحارم وجهاد النكاح والاعتداءات الجنسية على الأطفال وغيرها من القضايا، التي تعد من المسكوت عنه في عدة أوساط مجتمعية.
الشاعرة ريم القمري التي تعوّد القراء على شعرها النثري الذي يحمل نفس البوح ،والذي اعتبره كثيرون يحمل كثيراً من الجرأة أو ربما المحرمات في تقدير البعض الآخر، اختارت المجازفة بالتحوّل من الكتابة الشعرية إلى السردية. وقد نجحت الكاتبة في هذه المجازفة وفق تقدير الشاعر والكاتب وليد أحمد الفرشيشي، الذي أدار اللقاء التقديمي لهذا الإصدار مساء الجمعة في مقر دار الكتاب بالعاصمة، بحضور لفيف من الكتاب والشعراء والقراء.
وتحدث الفرشيشي عن استدعاء الشعر للسرد في كتاب تغلب على قصصه التجارب الحياتية، مثنيا على المعجم الشعري المتطور أو ما اعتبره “جنساً جديداً” اشتغلت عليه الكاتبة بعمق، فالكتاب مزيج بين القصة في شكلها الكلاسيكي والبوح، فهو نص شعري فيه نفس وجداني.
وعن حضور النفس الشعري في هذا العمل اعتبر أن السرد مفتوح على كل أشكال التعبير بما فيها الشعر وهو أرقى هذه الأشكال.
ريم القمري طرحت قضايا تدفع إلى التفكير في عدة ظواهر في المجتمع ومناقشتها، فهي تُدين من خلال هذا الطرح تصرفات في المجتمع، وتدافع عن المرأة التي كثيراً ما تجد نفسها ضحية المجتمع الذكوري والعادات والتقاليد وغيرها من الظواهر، خاصة منها العلاقات المبنية على أسس خاطئة.
“حياة أخرى لعمر مضى” كتاب تصدرت غلافه لوحة جميلة للفنان التشكيلي العراقي ستار نعمة ، تصور رسم امرأة مع ظلالها أو داخلها امرأة أخرى ولعل اختيار هذه اللوحة يتماهى مع نصوص الكاتبة، التي قدمت من خلال مختلف القصص الواردة في الإصدار الجديد، المرأة بكل تناقضاتها وحيرتها وما تعيشه في المجتمع سواء كأم أو زوجة أو بنت أو عشيقة…
ورغم ما تجمع الكتابة السردية من تخييل إلا أن ريم القمري لا تخفي ما يتضمنه الكتاب من بوح وتعترف قائلة “هناك شيء من ذاتي” وهي تعلن عن ذلك منذ البداية حيث أهدت الإصدار إلى “الذين تسربت حكاياتهم إلى روحها” قائلة “كتبتها لأتخفف من أعباء الذكريات”.
ريم القمري حاصلة على الأستاذية من معهد الصحافة وعلوم الإخبار سنة 1999 وصدرت لها ثلاث مجموعات شعرية هي “النساء انتظار” و”على جسدي وشمت تمائمي” و”مالم يقله الحلم” .