تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أعانَ اللهُ اللبنانيينَ على بعضِ "عباقرةِ" الاساءةِ ، الذينَ بسياستهم سيتسبَّبونَ بأضرارٍ للبنانَ وللبنانيينَ أكثرَ مما يسبِّبهُ الأعداءُ .
والمُصيبةُ في كلِّ ما يجري، ان ليسَ بالإمكانِ إقالةُ وزيرٍ لأنَ الحكومةَ في الأساسِ مستقيلةٌ فكيفَ يمكنُ إقالةُ مَن هو مستقيلٌ ؟
***
ومن الضرباتِ التي يتلقَّاها اللبنانيُّ مواقفُ أقلَّ ما يُقالُ فيها،
إنها متهورةٌ وتسيءُ إلى علاقاتِ لبنانَ بالدولِ الشقيقةِ والصديقةِ والأمينةِ على حفظِ كرامةِ كافةِ اللبنانيينَ الذين يعملونَ لديها بكرامةٍ وعزةٍ وراحةِ بالٍ،ولا ينقصنا توريطُ لبنانَ في مواقفَ ليست من مواقفِ الشعبِ الحضاريِّ .
كأنَ " الذي فينا مش مكفينا " لتأتي المواقفُ الجديدةُ التي هي بمثابةِ مصائبَ أكثرُ منها مواقفُ ، فمَن هو هذا "العبقريُّ" الذي بلسانٍ غيرِ مسؤولٍ جعلَ لبنانَ في عينِ العاصفةِ،
وربما تسبَّبَ في إحداثِ علاقاتٍ متوترةٍ بينَ لبنانَ وبعضِ الدولِ الشقيقةِ والصديقةِ، مما اضطرَ القصرَ الجمهوريَّ الى اصدارِ بيانٍ قالَ فيه: انهُ تكلم أي "العبقريُّ" بصفتهِ الشخصيةِ.
***
لم ينتهِ لبنانُ من ازمةِ "الرمانِ الملغومِ" حتى ابتُلِيَّ "بالديبلوماسيةِ الملغومةِ"،وإذا ألازمةُ الاولى " قد تسببتْ في تعليقِ استيرادِ الخضارِ والفواكه من لبنانَ من قِبَلِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ ،
فإنهُ لا يُعرَفُ بعدُ إِلامَّ ستؤدي " الديبلوماسيةُ الملغومةُ " بعدما بلغَ الاستياءُ منها حدَّهُ الأقصى.
واولُ الغيثِ استدعاءُ السفير اللبناني لدى المملكة، حيث اعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفضها واستنكارها للاساءاتِ التي تعرضت لها، وتم تسليم السفير اللبناني مذكرةَ احتجاجٍ رسميةً بهذا الخصوصِ.
***
واسوأُ ما يواجههُ اللبنانيُّ هذهِ الايامَ أنهُ لم يعد يَعرفُ مَن أينَ تأتيهِ الضرباتُ، فالقاعدةُ انهُ يتعرضُ كلَّ يومٍ لضربةٍ، والاستثناءُ أن يمرَّ يومٌ من دونِ ضربةٍ، ولا يهمُ من أينَ تأتي، من الداخلِ أم من الخارجِ.
لكنَ الاكثرَ ايلاماً أن ما يأتيهِ من الداخلِ هو عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ ويُوجعُ اكثرَ.
كيفَ للبنانيِّ ان يُفكِّرَ في ما يجري حولهُ فيما هو يلهثُ ليلاً ونهاراً بحثاً عن دواءٍ او غذاءٍ، أي أدنى مستلزماتِ الحياةِ اليوميةِ ؟
حقاً مؤسفةٌ ومؤلمةٌ أوضاعنا بالجملةِ والتفصيلِ،
الصمتُ أبلغُ دبلوماسيةٍ في الوقتِ الحاضرِ لوطننا ،
ونحنُ الشعبُ الحضاريُّ الأصيلُ المنفتحُ منذُ عمرِ نهضةِ لبنانَ،
مع اهلهِ في كلِّ دولِ الخليجِ، نأملُ ونتمنى شاكرينَ،ألاَّ نذهبَ على طريقةِ "الصالح بعزا الطالح".