تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- كتب الشيخ " كميل الريس "
"رسالة الطفلة نورا...
كم هي كثيرة العبر التي تعلمتها من الايام التي مضت في عملية البحث عن نورا
نعم ينبثق من الألم الصدق الخالص وتتجلى الأمور أمام عينيك بشفافية مطلقة
منذ اليوم الأول انبرى الشباب المحب والمخلص والمندفع ومن مختلف المناطق للمشاركة في عملية البحث من عكّار والهرمل وبعلبك وبشرّي وبعاصير والجبل وراشيا بالإضافة إلى أهالي منطقة القريقرة وجنّة وفراط وعلمان وشباب الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني وشباب اتحاد اكتشاف المغاور اللبناني ولاحقا عناصر مغاويير البحر غصّت بنخوتهم ضفافي النهر وملؤوا وادي نهر ابراهيم أملا بإيجاد نورا
تسابق الكل بنخوته واندفاعه بالرغم من خطورة البحث حيث معظم الأماكن تحتاج إلى حبال وقوارب للوصول إليها، تجلّت في هذه الأيام الخمس الوحدة الوطنية والمحبة الراقية والطيبة والإنسانية التي تسكن صميم الشعب اللبناني على مختلف اطيافه ومشاربه لتؤكد المؤكد أننا أجمل وأطيب شعب بعيدا عن السياسة والاحزاب والطائفية المقيتة، وكأن حادثة نورا أتت في هذا الوقت العصيب الذي نمر به لتؤكد ذالك وتبصم بألم القلب وفاجعة الخسارة هذه الحقيقة الدامغة
ولا ننسى أيضا الشاب معن كليب الذي قفز خلف نورا من مكان مرتفع معرضا حياته للخطر وحاول انقاذها ولكن قوة المياه حالت دون تمكنه من سحبها
نعم الخسارة لا تعوض وفقدان نورا زلزل قلوب جميع اللبنانيين ولكن عندما تقف أمام صبر والدها فادي تخجل العين وينحني الرأس احتراما لرجل عصامي صابر وراضي بقضاء الله وهو لم يفارق الشباب طيلة هذه الفترة وهمه الأول بالإضافة إلى إيجاد نورا هو أن لا يصيب أيا من الشباب مكروها ما
نعم على الصعيد الشخص تعلمت من هذه التجربة الكثير الكثير تعلمت ان الانسان يقاس في محنته بالصبر وان المحبة والطيبة التي تغزو مشاعرنا تجاه بعضنا البعض في وقت الشدة اتمنى ان تلازمنا مدى الحياة وفي شتى الأحوال حادثة نورا جمعتنا بأناس تفخر بهم العين والقلب والوجدان شباب وشابات يلخصون الحلم الذي نطمح اليه في العيش سويا والنهوض يدا بيد بوطننا الحبيب لبنان
وما تعلمته وادركته أيضا هو ان الدولة غائبة همها فقط ان تحصد النتائج هي وغيرها على وقع الألم والمصاب الجلل، طيلة هذه الأيام لم نصادف عنصر قوى أمن واحد إلا بالأمس بعد انتشال الجثة أتوا ليفرضوا علينا القانون الأعرج واخذوا إفادة الوالد ولم يكلفوا انفسهم خلال أخذها حتى النزول من الالية وفرضوا علينا اخذ الجثة لمعاينتها في إحدى مستشفيات المنطقة بدل معاينتها في مستشفى راشيا حيث مسقط رأسها
حتى عناصر مغاوير البحر لم يشاركوا الا بعد عدة مناشدات
نعم قد رصدت عدسة طائرتي موقع الجثة ولم تكن تبعد عن موقع سقوطها سوى قرابة ال ١٥٠ متر وهي منطقة تم مسحها مسبقا من قبل الباحثين وعُلّمت باللون الأخضر اي لا أثر فيها وكانت عمليات البحث تجري مكثفة بعيدا عن موقع الجثة قرابة ال ١ كم في الهوة الغريب في الأمر الا يملك الجيش والقوى الأمنية طائرات صغيرة لمثل هذه الحالات؟ ألم توجد تلك الآلات لتسهيل مهمة الإنسان؟
لنفترض انني لم اشارك في عملية البحث وهذه اقل واجبي ولم ترصد كاميرتي موقع الجثة فمذا كان إذاً مصيرها ؟
في حين اننا نرى ونشاهد في مناسبات الدولة والقوى الأمنية أحدث الآلات ويتباهون بها دوما ولكن عندما تقع الواقعة لا نرى شيئا الا سواعد الشباب المحبة المليء نخوة وانسانية
هي صرخة نورا اليوم في وجه التقصير كي لا تتكرر هذه المصيبة مع أناس اخرين عسى أن تصل هذه الصرخة إلى اذان مصغية تخاف على أبنائها وأهلها وناسها
وكم كان مجحفا الخبر الذي نشرته الوكالة الوطنية للإعلام وبعض وسائل الإعلام بحق شباب الصليب الأحمر اللبناني فرقة الإنقاذ الجبلي وشباب الدفاع المدني الذين انتشلوا الجثة بسواعدهم وحبالهم حيث استغرقت العملية قرابة الخمس ساعات نظرا لصعوبة المكان وقوة المياه والذين لم يأتوا على ذكرهم ونسبوا الفضل بذلك إلى غير جهات ساعدت مشكورة أيضا
رحم الله نورا وصبر أهلها وانا لله وانا اليه راجعون"