تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اليوم 13 نيسان ، الذكرى السنويةُ السادسةُ والأربعون لاندلاعِ الحربِ في لبنان ، والتي يبدو أنها لم تنتهِ بعد.
نصفُ قرنٍ من ربعِ او نصفِ او كلِّ أعمارنا، عالقونَ بحروبٍ متعدِّدةٍ ومتلاحقةٍ ومستمرَّةٍ في لبنان .
مئةُ عامٍ على لبنانَ الكبير ، نصفها حروبٌ ، فهل هذا الوطنُ قابلٌ للحياةِ ؟
ومن الأستقلالِ إلى اندلاعِ الحربِ 32 عاماً ، فهل لم يَعرفْ مَن سبقونا كيف يحافظونَ على الإستقلالِ فاندلعتِ الحربُ ؟
اللبنانيون صامدون:
النظامُ خذلهم ، الفسادُ خذلهم ، الحروبُ خذلتهم ، الطبقةُ السياسيةُ خذلتهم ، مصالحُ الدولِ خذلتهم .
فيكونُ السؤالُ :
ليست الغرابةُ ان نصلَ إلى ما وصلنا إليهِ ، الغرابةُ ألاّ نصلَ إلى ما وصلنا إليهِ .
***
الأهمُ من كلِّ ذلك ، هل هناكَ من قيامةٍ لهذا البلدِ بعدَ كلِّ هذهِ المصائبِ ؟
منطقياً ، لا وطنَ في العالمِ يزولُ إذا قررَ ابناؤهُ الاّ يزولَ، لكن يجبُ ان تكونَ هناكَ إرادةٌ :
وكما كانَ يقولُ أهلنا وكبارنا " البركةُ بالجيلِ الجديدِ " .
نعم ، البركةُ بالجيلِ الجديد ، وهذه التسميةُ يمكنُ إطلاقها على الذين أنتفضوا مطالبينَ بأدنى حقوقهم منذُ 17 تشرين 2019 :
نقولُ لكم:
ثابروا ، لا تُحبَطوا، العالمُ يراهِنُ عليكم ، نقِّحوا صفوفكم، لا تجعلوا الأخطاءَ تتحوّلُ إلى خطايا ، لا تجعلوا المتسلِّقينَ يصلونَ إلى حيثُ يجبُ الاّ يصلوا ، نكادُ ان نقولَ إنكم الأملُ الأخيرُ ، فلا تخذلوا مَن راهنوا عليكم .
***
الطبقةُ السياسيةُ أثبتت فشلها الذريعَ،ولا رِهانَ عليها بعدَ اليومِ . وأيُّ أستثناءٍ يعني ان الإستنسابيةَ عادت .
وإلى أن تتمكنَ انتفاضةُ " 17 تشرين " من أن تكونَ مؤثِّرةً ، لا بدَّ من مرحلةٍ انتقاليةٍ، وهذهِ المرحلةُ الإنتقاليةُ لا بدَّ ان تمرَ بتشكيلِ حكومةٍ يكونُ برنامجها الوزاريُّ عملياً وغيرَ مُصاغٍ بلغةٍ خشبيةٍ . وأبرزُ ما يكونُ فيهِ :
وقفُ الانهيارِ، ومباشرةُ التدقيقِ الجنائيِّ، والإعدادُ للإنتخاباتِ النيابية ِالتي وحدها تُعيدُ إنتاجَ السلطةِ .
***
ما دونَ ذلكَ ، سيستمرُ اللبنانيونَ في تسجيلِ تواريخَ ومحطاتِ المآسي والحروبِ ،
وستُضافُ إليها تواريخُ مآسي الجوعِ الذي سيتحولُ تدريجاً إلى مجاعةٍ .
كما تواريخُ الإنهياراتِ المتلاحقةِ في كلِّ القطاعاتِ من دونِ استثناءِ أيِّ قطاعٍ .