«إيفر جيفن... جنوح ام اعتراض..؟!» |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتب سيد زهيري:
بعد أن نجحت الدولة المصرية بكفاءة عالية شهد بها العالم أجمع في ادارة "أزمة السفينة البنمية العملاقة الجانحة بقناة السويس", والتي تسببت في اغلاق الممر الملاحي لأهم شريان ملاحي عالمي لما يقرب من ستة أيام, فرغم حجم التحديات والمعوقات والضغوط والتعقيدات الفنية الهائلة استطاعت الدولة المصرية إنهاء تلك الأزمة وتعويم "إيفر جيفن", بأيدٍ مصرية و دون أية مساعدات خارجية, لتعود حركة الملاحة لطبيعتها, حيث أعلنت هيئة قناة السويس, أنها ستواصل العمل على مدار الساعة لعبور جميع السفن العالقة, والتي قاربت الـ 420 سفينة خلال ثلاثة أيام. كثير من الجدل وعلامات الاستفهام خلفته أزمة "السفينة الجانحة" في قناة السويس, وأفردت فضائيات العالم ووسائل إعلامه المساحة للتفسيرات و التحليلات عبر الشاشات وصفحات الجرائد والمواقع الإخبارية, بعد أن تسببت "إيفر جيفن", في اعاقة حركة العبور والملاحة عبر المجرى المائي لـ"قناة السويس", أحد أهم الشرايين الملاحية حول العالم, الأمر الذي أربك مؤشرات الاقتصاد العالمي, وارتفعت أسعار البترول الي ما يقرب الـ 3%. وهنا لابد أن أشير إلى أنني اقتبست عنوان مقالي من تحقيق مهم أرسله لي الكاتب والمحلل اللبناني, "أكرم سريوي - رئيس تحرير جريدة الثائر اللبنانية",
التحقيق الذي طاف خلاله الباحث والمفكر الفلسطيني, عابد الزريعي, بمنتهي الموضوعية حول الجانب الخفي وعلامات الاستفهام التي خلفتها أزمة جنوح إيفر جيفن" مشيراً الى أن هناك سبعة ملاحظات حول سفينة "إيفر جيفن" العالقة في قناة السويس, ذكر في مقدمتها أن السفينة مملوكة لشركة يابانية وتشغلها أخرى تايوانية، وترفع علماً بنمياً, الأمر الذي يخلف ما يشبه متاهة قانونية. حيث أن هذا الشتات الذي يكاد يكون مقصود لإجهاض أي ملاحقة قانونية للسفينة المذكورة حال تسببت في أي أزمة أو حادث ملاحي, وهنا لابد أن تنتبه الدولة المصرية ممثلة في قناة السويس خلال تعاملها القانوني مع تلك الأزمة حتي لا يهدر حق مصر فيما خلفته "إيفر جيفن" من خسائر وأزمات وسمعة ويضبع هباءً بين القبائل الثلاث. ثم استعرض الزريعي خصائص السفينة, فهي شاحنة عملاقة، غاطسها يصل إلى 15.7 متر، وتتجاوز حمولتها الإجمالية 219 ألف طن. ويصل طولها إلى 400 متر وعرضها 59 مترا، وتصل سرعتها إلى 98 عقدة (نحو 181 كلم/ الساعة). مشيرا الى أن هذا البيان العملاق من الصعب ان يتأثر بحركة الرياح في منطقة القناة, وأنا هنا أتفق معه ولا أستبعد نظرية المؤامرة القديمة المتجددة كلما سنحت الفرصة لتشويه سمعة قناة السويس تمهيداً للحديث عن البدائل. ورغم أن الدولة المصرية قامت بتنحية هذه الفرضية جانبا خلال تعاملها مع الأزمة, إلّا أن ما عشناه وعايشناه من ضغوط دولية وملاحقات إعلامية مغرضة ومدفوعة لاستغلال الحدث واقتناص الفرصة لخلق رأي عام عالمي مناهض لقناة السويس و داعم للبدائل التي طرحت وتطرح منذ قرون دون فائدة لأسباب تتعلق بالموقع والجدوي الاقتصادية, ناهيك عن الموقع الذي حبا الله به قناة السويس, والتاريخ الملاحي المشرف الذي أهلها لأن تكون أهم وأقصر شريان ملاحي عالمي.
الأمر الثالث أن السفينة من فئة الحاويات العملاقة، التي تم بناؤها عام 2018، اي انها حديثة الصنع وبالتالي فانها ذات مواصفات قادرة على التعامل مع اي طارئ مناخي، كما أن الصور الموزعة لموقع السفينة بقناة السويس، لاينطبق عليه توصيف جنوح، فالجنوح هو الميل جانبا، بينما وضع السفينة يشير الى عملية اعتراض ـــ طريق ـــ يكاد يكون متعمداً, كما نشرت وكالة "نوفوستي" الروسية صورا وفيديو يكشفان عن مسار غريب سلكته السفينة Ever Given، قبل دخولها قناة السويس. ويظهر من الصور أنها سلكت مسارا دائريا وغير مفهوم، قبل أن تدخل ممر القناة (حسب الصحيفة), الأمر الذي خلف أزمة ملاحية دولية كبري, حيث أن بعض التقارير أشارت الي ان خط السفن العالقة قد وصل الى الهند, وهنا يشير الي العديد من علامات الاستفهام والشك والريبة في طريقة جنوح السفينة, بما يمكن أن يكون سيناريو مخطط ومتعمد ومعد سلفا, لاحداث جلطة تنتج شللا في شريان الملاحة العالمي, بقناة السويس, وفي هذه الحالة كان يراهن الخبثاء ومنابرهم الاعلامية الموجهة علي فشل الدولة المصرية في تعويم السفينة, أو على الأقل فشل محاولات التعويم واللوجوء لتفريغ الحمولة, الأمر الذي كان سيتطلب وقتاً يمكن أن يمتد لأشهر, تزداد خلاله الخسائر وتتصاعد فرص الدعم الدولي للبدائل المزغومة وفي مقدمتها قناة "بن جوريون". الإسرائيلية والتي أعلنت الحكومة الإسرائيلية اليوم عن البدء في أعمال ذلك الحلم الصهيوني "ايلات ـــ المتوسط."
المشروع الاسرائيلي المعد والكامن في الادراج، والذي يرى أصحابه أن اللحظة المناسبة لطرحه قد حانت. وبذلك يتم تبهيت وسحب دور قناة السويس الاستراتيجي .. بما يندرج في سياق توفير عوامل الهيمنة للكيان الصهيوني، ومنها الإمساك بممر مائي حاسم في حركة التجارة الدولية."
وفي ختام هذا الطرح لابد أن نؤكد أن نجاح الادارة المصرية بهذا التميز اللافت والمذهل وفي وقت قياسي بسواعد مصرية, وبأقل خسائر ممكنة, قد ضرب تلك المخططات في مقتل, وأثبت أن عزيمة المصريين وارادتهم الصلبة وقدرتهم علي التحدي قد فاقت كل التقديرات والتوقعات, فيما يشبه العبور الجديد.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|