تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
كلماتٌ صاغتها الوحدةُ و الأنينُ و حفرَها الإشتياقُ للزملاءِ و الاصدقاءِ .. و حياتي التى كانت ...
#الثائر
صموئيل نبيل أديب
……………….
تعبتُ و تعبتْ معي الأيامُ
أأنا أتعبتُها أم هي التعبُ؟
أشتقتُ لماضٍ لم أكُن فيهِ كَبيراً
أشتقتُ لصِباً لم يكُن من زمنٍ بعيدٍ
يومَ كُنتُ أظنُّ أنَّ الدُنيا فى غرفتي الصغيرة
و أنَّ حدودَ الكونِ .. عِندَ بابِها القصيرِ
و أنَّ العالمَ ليس فيهِ سوى
أنا ولعبتي الصغيرة
أشتقتُ ليومٍ كانت مُتعتي فيهِ
أن أنفُخَ بالوناً
أنفُخَهُ بنفسي
فأشعرُ أنني عملاقُ الكونِ الكبيرِ
اشتقتُ لصديقِ الطفولةِ ...
لرفيق الصِبا
لزميلِ (التختة) و حبيبِ القلبِ
اشتقتُ ليومٍ كُنّا فيه معاً
نلعبُ بلُعبتِنا الصغيرة
سيارهٌ زرقاءُ اللونِ
على الأرضِ تسيرُ
و نُقررُّ أن نفتَحها
لنبحثَ عن سائقِها القَصيرِ
و في ذكاءٍ مُنقطِعِ النَظيرِ
قررنا أنَّ السائقَ قد هرب
لأنَّهُ بدونِ الرخصةِ يسيرُ !!!
.........
اشَتقتُ لمدرسةٍ تعلّمتُ فيها الحبَ
لرائحةِ الطباشيرِ في الحصةِ الأولى
اشتقتُ لجلادِ الكشكولِ الأخضر
اشَتقتُ لكرَّاسةِ الرسمِ
للألوانِ
للقلمِ الرصاصِ
للأستيكةِ التى تمحي الأخطاءَ
لحياةٍ كانت منتظمةً كسطورِ الكراسةِ
........
وكبرتُ
كبرتُ وكتبتُ بالقلمِ الجافِ
فعرفتُ أن الأخطاء... لا تُمحى
و أن حياتي متقلبةٌ كموجِ البحرِ في السحورِ
كَبرتُ.. و أبتعدَ عنّي الصديقُ
و سافرَ زميلُ الصِبا و تَركني وحيداً
و حبيبُ الأمسِ أختفى
كبخارٍ في يومٍ مطيرِ
و جفَّت الألوانُ و نشِفت من طولِ السنين
و بَقيت كراسةُ الرسمِ ذكرى للماضي الجميلِ
برسومٍ باقيةٍ من الزمنِ الأثيرِ
وبقايا سيارةٍ
لَعبةٌ هرب قائدها و تركني شريداً
........
لا اليومَ أشبهُ بالبارحةِ
و لا الأمس مثل الغدي
كم تمنيتُ لو أن الأمسَ يرجِعُ لو حتى ساعةً
فلا أريد منه سوى...غرفتي الصغيرة