تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لبنانُ اليومَ في أسفلِ الدَرْكِ بفضلِ سلطتهِ التنفيذيةِ وطبقتهِ السياسيةِ ، ولكن شعبهُ على النقيضِ من ذلك ، فهو شعبٌ حضاريٌ، مِقدامٌ، كريمُ النفسِ واليدِ، وفيٌّ ، إنها أعظمُ مفارقةٍ في العالم : " سلطةُ الفسادِ والشعبُ الطيبُ"
***
بفضلِ هذه السلطةِ التنفيذيةِ وهذه الطبقةِ السياسيةِ :
لبنانُ في الفسادِ هو إيطاليا في عصرِ المافيا واليونان في عصرِ الفساد ، لكن إيطاليا انتصرَ قضاؤها على المافيا، وأرغَم صندوقُ النقدِ الدوليِ والاتحادُ الأوروبي اليونانَ على الإقلاعِ عن الفسادِ .
الطبقةُ الفاسدةُ في لبنان اليوم مازالت أقوى من القضاء ، والفسادُ فيهِ مازالَ يقوى على صندوقِ النقدِ الدوليِ وعلى الراعي الحالي لأنقاذه ، الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون .
***
لبنانُ اليومَ في العوزِ و" الشحادة " يشبهُ بعضَ الدولِ في اميركا اللاتينية ، إختاروا : فنزويللا ، المكسيك ... للأسف ، سنشهدُ ونشاهدُ طوابيرَ تقفُ للحصولِ على ربطةِ خبزٍ او سلعةٍ اساسيةٍ ، المنازلُ ستكونُ أشبهَ بقلاعٍ:
ابوابٌ حديديةٌ ، مراقبةُ الذين يستهدفون السرقات ، وقطَّاع طرقٍ يفتشونَ عن قوتٍ لعائلاتهم .
***
لبنانُ اليومَ في الدستورِ والقوانينِ وانتهاكها يشبهُ افغانستان او الصومال : الإجتهاداتُ أقوى من النصوصِ ، والتفسيراتُ أقوى من البنودِ والإنتهاكاتُ هي الساريةُ المفعول .
***
وإذا كانت السلطةُ التنفيذيةُ والطبقةُ السياسيةُ في هذا البلدِ الصغيرِ قد جمعتا مساوئ إيطاليا واليونان وفنزويلا والصومال وافغانستان ، فكيف لهذا الشعبِ البطلِ الطيّبِ ان يقتنعَ بكم . .
إنتهى الأمرُ ، هذه السلطةُ فشلتْ فشلاً ذريعاً ، ومَن تكونُ السلطةُ الجديدةُ ؟ هذا امرٌ آخرُ وبحثٌ آخرُ، ولكن المهمَ في هذا الموضوعِ ان القناعةَ يجبُ ان تكونَ راسخةً أن لبنانَ يقفُ اليومَ عند أهمِ مفصلٍ تاريخيٍ :
سلطةٌ منبوذةٌ ومرفوضةٌ ، وشعبٌ حضاريٌ يشعرُ بانه يعيشُ من دونِ سلطةٍ ... وفي علمِ الدستورِ وعلمِ السياسةِ فإن غيابَ السلطةِ يعني " الفراغَ " :
نحنُ اليومَ في فراغٍ ، فمَن يملؤهُ ؟ هذه هي القصةُ الكبرى، وما عدا ذلك من التفاصيل ... الم يقرأ احدٌ هذه الآيةَ من احدِ الكتبِ السماويةِ :
" مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ "
***
سيستفيقُ اللبنانيون عند الخامسةِ من فجرِ اليوم الخميس عند بدءِ الإقفالِ العام ،ولن يشعروا بفرقٍ كبيرٍ بين ايامِ العملِ وايامِ التعطيلِ... قد يجدونَ متسعاً من الوقتِ للتفكيرِ في ما آل إليهِ الوضعُ ،
وما هو المصيرُ الذي سيكونُ ، لا محالَ، الشعبُ سيدفعُ اغلى الاثمانِ.