تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت رندلى جبور في “المدى” تقول:
لم يهنأ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري طويلاً بنسخته الحكومية التي قدّمها إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. فالحريري الذي ذهب ليشتكي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عند أب الطائفة المارونية الروحي بأنهم من يعرقلون الحكومة، لم ينجح في تثبيت هذه الفكرة في ذهن الراعي الذي عاد وسمع نسختين أخريين ولكن متطابقتين عن ملف التشكيل من الرئيس عون في بعبدا وباسيل في بكركي.
فبعد شكوى الحريري المضلِلة، سمع الراعي من الرئيس عون عدم تمسّكه بالثلث المعطل بل عدم طرح هذا الموضوع أصلاً، وسمع من باسيل عدم مطالبته بأي شروط إلا المعايير الواحدة والحفاظ على الشراكة الحقيقية وعلى صلاحيات رئيس الجمهورية المتبقية. ومن هنا سأل باسيل الراعي: “تعبنا كتير بعد الطائف لنعيد تثبيت الشراكة فهل بدكن إنو نتنازل عن حقوق المسيحيين؟” فما كان من سيد الصرح إلا أن يجيب بكلمة: “أوعى”.
وفي اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين تنقّل فيها الضيوف والمضيف بين مكتب الراعي الخاص والصالون وطاولة الغداء والخلوة الثنائية التي استمرت خمسين دقيقة، كان الراعي مستمعاً بعمق ومتفهماً بعمق أيضاً. أما باسيل فتكلم من دون قفازات طارحاً الامور كما هي ومحذراً من أنّ المستهدف في طريقة الحريري بتشكيل الحكومة هو الحضور المسيحي والشراكة الفعلية. استفاض الرجلان في النقاش الحكومي، وعرف الراعي أن الحريري هو من سمّى الوزراء المسيحيين في التشكيلة التي قدّمها إلى القصر وأن سيد القصر لم يسلّمه أي أسماء. وكانت الخلاصة الأساسية والمشتركة: التأكيد على الشراكة الكاملة لرئيس الجمهورية في التشكيل وفقاً للدستور، وعدم التفريط بما حصّله المسيحيون في السنوات العشر الاخيرة من مناصفة كاملة بما يمنع العودة إلى ممارسة منقوصة عانوا منها سابقاً ومن شأنها أن تطيح بالحقوق وتكرّس أعرافاً بذلوا جهوداً جبارة للخروج منها. لقاءات الراعي- الرئيس عون والراعي- باسيل محت حكاية الحريري التي أراد منها أن يوقِع بين الموقع المسيحي الاول في الجمهورية وبين من هم الاكثر تمثيلاً عند المسيحيين من جهة، وبين الموقع الماروني الروحي الأعلى من جهة ثانية ليسهل الاستفراد بالمسيحيين والتصرّف بحقوقهم وفق أهواء بيت الوسط. لم ينجح الحريري في شكواه ولا في تحميله مسؤولية عرقلة التشكيل للرئيس عون وباسيل عند سيد بكركي، فأصيب بالخيبة بينما كانت الشراكة والخبز والملح والسمك بين الراعي وباسيل.