تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " فادي غانم "
في ظل الجمود على مسار التشكيل الحكومي، وانتظار اتضاح الرؤية الضبابية على المشهد الدولي والتجاذبات في المنطقة، وجد رئيس المجلس النيابي الفرصة سانحة لملء الفراغ، بطرح إشكالية جديدة وموضوع خلافي. وكأنّ اللبنانيين لا يكفيهم ما هم عليه من انقسام حول القضايا العامة، حتى نشغلهم الآن بمسألة تغيير قانون الانتخاب.
بدل الدعوة إلى طاولة حوار وطني لمواجهة الانهيار الاقتصادي الحاصل، يجد المسؤولون اللبنانيون الوقت مناسباً لطرح مسائل فولكلورية لمسرحية كوميدية ينطبق عليها عنوان «الطاسة ضايعة».
فرئيس الجمهورية يبعث برسالة إلى المجلس النيابي، يرفع فيها المسؤولية عن نفسه، وليقيم عليها نواب الأمة حفلة زجلية، يتبارون فيها حول تمسّكهم بالتدقيق المالي والتحقيق الجنائي، الذي أصبح في خبر كان.
أمّا درة الثورة النقيب المعظم ملحم خلف ، فراح يُتحفنا بالمطالبة بقانون انتخاب جديد على أساس لبنان دائرة واحدة، وإلغاء الطائفية السياسية بكبسة زر، قافزاً فوق كل المشاكل التي يعاني منها الشعب اليوم، في تأمين لقمة العيش والدواء ومواجهة الوباء، وهذا طبعاً بعد أن استراح النقيب على أريكة الوعود بمنصب معالي الوزير.
ضاع العدل الذي في ادراج منسية ، فلم يشهد الشعب من قضاته الكرام توقيف فاسد واحد، أو حتى مجرد إدعاء على مسؤول، في دولة يُقرُّ جميع من فيها أن الفساد ينخر كل إداراتها. فقط قاضي واحد من عمالقة الجسم القضائي الموقّر، أيقضه ضميره ليجد الوقت الكافي والمناسب لديه، فيدّعي على سفيرة أمريكا لتدخّلها في الشأن اللبناني، ويحمّلها مسؤولية مآسي الشعب اللبناني.
كذب وفساد وسرقات وصفقات ومهاترات، وهذا يريد هذه الوزارة، وذاك يتمسّك بتلك، والبلد يسقط إلى الهاوية. فهل تبقّى لديكم ذرة من الوطنية والضمير؟