تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
-" الهام سعيد فرييحة "
لا شيء تداولَ بهِ الناسُ في الساعاتِ الاخيرةِ اكثرَ من الكلامِ حولَ الباصاتِ التي انتقلت الى بيروت بالاعلامِ السود للتظاهرِ امامَ السفارةِ الفرنسيةِ احتجاجاً على ما يجري في فرنسا... خشي الناسُ ان تتكرّرَ ظاهرةُ الاحداثِ التي جرت في الاشرفية قبل سنواتٍ .
وفي الوقتِ نفسهِ اطمأن المواطنونَ ان عينَ الجيشِ اللبنانيِ كانت ساهرةً لحمايتهم رغم كلِ الاجراءاتِ والحواجزِ التي عرقلت سيرَ المواطنين.
نعم بين كورونا التي تجتاحُ العالمَ ولبنانَ، وبين التوترِ في فرنسا على خلفيةِ الرسوماتِ المسيئةِ للاسلامِ وفي انتظارِ ما ستسفرُ عنهُ الانتخاباتُ الاميركيةُ ... يعيشُ لبنانُ كابوسَ الانتظارِ... ثمةَ من يتحدثُ عن اشهرٍ أصعبَ لتبلورِ تداعياتِ الانتخاباتِ الاميركيةِ فالسوريةِ فالايرانيةِ، فهل يمكنُ للناسِ ان تتحملَ بعد؟
***
الرئيسُ المكلفُ تشكيلَ الحكومةِ سعد الحريري يلمْلمُ أوراقَ التشكيلةِ التي يبدو انها تحملُ كل انواعِ الافخاخِ التي قد لا تسهِّلُ ولادتها...
وعودٌ كبيرةٌ أطلقت تسهيلاً لولادةِ الحكومةِ لكن عملياً تبدو التعقيداتُ اكبرَ بكثيرٍ...
فهل ادركَ سعد الحريري عملياً انه تخلى عن ثلاثِ حقائبَ اساسيةٍ هي الداخليةُ والدفاعُ والعدلُ تحت عنوانِ المداورةِ؟
وهل عدنا الى المعادلةِ التي سادت في الزمنِ السوري، فيأخذْ رئيسُ الحكومةِ وزاراتِ الاقتصادِ والمالِ ولتبقى وزاراتُ الامنِ والعدلِ بيدِ رئيسِ الجمهورية؟
واستطراداً ما دامت المداورةُ قائمةً، لماذا المداورةُ لم تشملْ وزارة المال؟ وكيفَ تقاطعَ النفوذُ بين الافرقاءِ حولَ اسمٍ لوزارةِ الطاقةِ عملَ سابقاً على تمويلِ محطةِ دير عمار بعدما تقاسمَ الشركةَ الجديدةَ سياسيونَ ونافذونْ ومصرفيونْ ورجالُ اعمالٍ؟
هل هي صدفةٌ ام "تركيبُ طرابيش"؟
***
هذا التشاطرُ على اللبنانيينَ في الخزعبلات التي يجري على اساسها اختيارُ الوزراءِ من قبل الاحزابِ والتياراتِ السياسيةِ، هل سينطلي على المجتمعِ الدولي وعلى اللبنانيين؟
صحيحٌ ان الرئيسَ المكلَّفَ يلوذُ بالصمتِ موحياً ان كلَ ما تسمعونهُ في الاعلامِ غير صحيحٍ لكن الامورَ- وان كانت في نهايتها- تُوحي حتى الساعةَ ان سيناريو تشكيلِ الحكومةِ لا يوحي بالثقةِ، وأن الصدى في العالمِ غرباً وشرقاً وخليجياً لن يكونَ ايجابياً... واصبحنا فعلاً وحقاً آخرَ همومهم.
***
ثمةَ من يتحدثُ عن سيناريو اكثرَ واقعيةً...
قد لا يخضعُ سعد الحريري لمزيدٍ من محاولاتِ التسوياتِ على حسابِ مصداقيتهِ وما أعلنهُ امامَ الناس..
قد يشكلُ حكومةً كما يراها مناسبةً من اختصاصيينَ غيرِ استفزازيينْ، وينقلها الى رئيسِ الجمهوريةِ ويضعها في عهدتهِ...
وعندما تُصبحُ الكرةُ في ملعبِ بعبدا... هل يبدِّلُ اسماءً، ويغيِّرُ، أم يعودُ ليتشاورَ مع الحريري مجدداً بالاسماءِ؟
هل تكونُ حكومةَ أمرٍ واقعٍ لا يقبلَ بها رئيسُ الجمهوريةِ وعندها يكونُ الحريري قد أدى قسطهُ للعلى...
حتى الساعةِ ... لا احدَ يعلمُ حجمَ الاتفاقِ والتوافقِ بين الطرفين اللذينِ يأتيانِ من مكانٍ بعيد، كانَ التوترُ والجفاءُ قائماً فيه...
فهل هناكَ تسويةٌ رئاسيةٌ جديدةٌ في الأفقِ، أم يبقى سعد الحريري حاملاً التكليفَ في جيبهِ حتى اشعارٍ آخر...
***
في الانتظارِ ... البلدُ مصادرٌ، والشعبُ تعبَ من قلّةِ الأملِ وكثرةِ البؤسِ.
وحدهُ الإيمانُ يُخَلِصُ ولا يَخْلَصُ.