تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
الإحتفال بتحويل كنيسة آيا صوفيا الى جامع ترافق باحتفالات عمّت البلدان العربية من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وأهمّها رسالة التهنئة التي أرسلها أبو مازن الى أردوغان متناسياً تضحيات واستشهاد القادة الفلسطينيّين المسيحيّين مما حدى بابن الناصرة إلى كتابة هذا المقال الى رئيس السلطة الفلسطينية أبي مازن:
عزيزي أبا مازن أحييك على مشاعرك النبيلة وعلى حساسيتك الإنسانية في مراعاة مشاعر المسيحيين الفلسطينيين الذين يحملون جميعا صليب تمسكهم بمبادئهم الوطنية وعبء تشبثهم بأرضهم رغم كل المضايقات من الاحتلال والإسلاميين المتعصبين في كل أرض فلسطين والشرق! أشكرك باسم جورج حبش والمطران عطا الله حنا وجورج كابوشي وإدوارد سعيد وجبرا إبراهيم جبرا وحنا أبو حنا وإميل توما وإميل حبيبي وسالم جبران وتوفيق طوبي وتوفيق صايغ وخليل السكاكيني وحنان العشراوي... أشكرك باسم كل هؤلاء وغيرهم الذين وضعوا قضية شعبهم الفلسطيني في ضمير العالم كله وأنت تضع يدك في يد قاتليك! أشكرك باسم مسيحيي بيت لحم والقدس وبيت جالا وبيت ساحور بلاد المسيح التي سار في ربوعها حين لم يسر أي نبي آخر! أشكرك على نبل عاطفتك وسياستك الحكيمة في إدارة السلطة واحتضان كل أبنائك... ثم وأنا أشكرك أضع بيدك القيامة والمهد وكنائس المسيح كلها أمانة وأنا أدري أنك "أمين" جدا عليها كما أنك أمين على مشاعر أصحابها... وأقول لك بالتسامح المعهود والموروث: خذها جميعا، وإن شئت حوّلها لمساجد كلها إن كان هذا يخلق لك وطنا حقيقيا ويحل كل مشاكل مواطنيك النفسية والاجتماعية والاقتصادية... ويجعل منهم مواطنين متسامحين، مثقفين، بعيدين عن العنف والقتل، والقبليّة والتشرذم والذبح اليومي على "الشرف"، خذها جميعا... حوّل القيامة عزيزي إذا كان هذا يضمن لك حظوة عند خليفة الظلاميين أردغان.. الذي ما زال على عهد أجداده يعيث بكل حضارتك وحضارة العرب والمسلمين فسادا! فالمسيحي عزيزي لا يؤمن بالحجر والمبنى معبدا.. بل جسده هيكله الذي فيه تصلي روحه... نعم لقد أمّنك المسيحي على كنائسه ومقدساته في مهد المسيحية في بيت لحم والقدس التي عشقهما المسيح ونما في ربوعهما.. فافعل ما تشاء أبا مازن... لكنني شخصيا لن آمنك أبدا على كنائسي هنا في الناصرة ويافا وحيفا...
لأسفي الوطني الشديد هي في أمان الآن بعيدا عن سلطتك! ولا تدّعي خوفك وقلقك على محاولات تحويل الأقصى إلى هيكل لأن أحدا لن يصدق إنسانا يكيل بمكيالين ويحارب ظلما ويقبل بظلم آخر... فالضمير لا يتجزأ عزيزي والصدق لا يقبل النسبية والتحيز...
اقبل كامل إحباطي وعدم ثقتي بمشروعك الوطني!
توقيع:
ابن البلاد التي لا وجه لها - منقولة