تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مشاهدُ عديدةٌ ارتسمت في الأسبوعين الأخيرين ولهما دلالاتهما الخطيرة على الواقع الصحي والاستشفائي في لبنان :
المشهد الأول تخلي مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت عن مئات العاملين فيها في القطاع الإستشفائي بسبب الضيقة الإقتصادية .
المشهد الثاني ظهور رئيس مجلس إدارة أحد أهم المستشفيات الخاصة في دبي مع تعليق أنه باشر فتح فرع لهذا المستشفى في الإمارات العربية المتحدة، فهل هذه الخطوة إيذانٌ بالإقفال في بيروت؟ أو على الأقل نقل الثقل إلى دبي؟
المشهد الثالث مدير مستشفى بيروت الجامعي او مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض وهو يدقُ ناقوس الخطر عن شح مادة المازوت في المستشفى، ما يعني توقف معظم التجهيزات فيها وصولًا إلى مكيفات الهواء، وإذا توقف هذا المستشفى فهذا يعني كارثةً حقيقية على القطاع الطبي في لبنان خصوصاً في هذا الوقت بالذات ، خصوصاً ان مستشفى رفيق الحريري تقوم بالحِل الأكبر في موضوع جائحة كورونا .
***
المشهد الرابع إعلان المستشفيات الخاصة أنها لم تعد قادرةً على الإستمرار لأن لها في ذمة الدولة ما يفوق الــ 2200 مليار ليرة، أي ما يوازي مليار ونصف مليار دولار فيما الدولة لم تؤمن لها أخيراً سوى 100 مليار ليرة. وهنا المعضلةُ الحقيقية : المستشفيات لا تستطيع أن تُكمِل، والدولة لم يعد بإمكانها أن تدفع لها. هذا الواقع كان قبل كورونا فكيف بالحري بعد كورونا لا بل في ذروة أزمة كورونا؟
***
تتعدد المشاهدُ والازمةُ واحدةٌ :
الأرقام هنا لا تُخطىء، فبحسب جداول وزارة الصحة فإن المستشفيات المجهزة لاستقبال حالات كورونا عددها 17 مستشفى حكومياً:عدد الأسرّة فيها 760 سريراً عادياً و 115 سريراً عنايةٌ فائقةٌ.
أما المستشفيات الخاصة المجهزة لحالات كورونا فهي 18 فيها : 593 و183 سريرَ عنايةٍ فائقةٍ .
في المحصِّلة، لا يتجاوز عدد الأسرَّة الـــ 1400 سرير و 300 سرير للعناية الفائقة .
هذا يعني "بالعربي المشبرح": إذا زاد عدد الإصابات التي تحتاج إلى مستشفى عن 1400 إصابة، فعندها تقع المشكلة .
وإذا زاد عدد حالات العناية الفائقة عن 300 حالة هناك مشكلةٌ أكبر .
يعني أن المستشفيات تصبح في وضعٍ أن عليها ان تختار بين مريضٍ ومريض، وهنا الكارثةُ الكبرى .
هذه الحالة وقعت فيها اكثر من دولةٍ متقدمةٍ إذ حين امتلأت المستشفيات، لم يعد هناك من خيارٍ سوى اختيار مَن يبقى جهاز التنفس الاصطناعي معه، ومَن يُسحَب منه، ولحظة سحبه تُعلَن وفاته .
***
هذا يعني، ممنوعٌ على لبنان أن يزيد عدد حالات كورونا عن العدد الآنف الذِكر، هذا هو الواقع الحقيقي في ظل الوضع الكارثي للمستشفيات ... هل هناك وضعٌ مأساويٌ أكثر من ذلك؟
نطرح السؤال من قبيل تحصيل الحاصل وليس من أجل أخذ جواب من رئيس الحكومة الذي يبدو ان انشغالاته محصورة بمهاجمة رئيس الديبلوماسية الفرنسية واعتباره أنه لا يملك معلوماتٍ صحيحةً عن لبنان !!!
اذاً قل لنا دولة الرئيس ما هي معلوماتكم الحقيقية عن لبنان؟؟
***
يا حضراتِ " حكومةِ النقِ " ... بدلاً من انتقاد ضيوفنا، ركِّزوا على ما نغرق به : أزمة فيول تسببت بانقطاع الكهرباء فسيطرت العتمةُ . أزمة بنزينٍ، فيما أزمةُ المازوت قائمةٌ والنفاياتُ لها مقالاتٌ لاحقاً .
هل الحقُ على "لو دريان" أيضاً؟
حرامٌ على حالتنا من جراء سلسلة فاشلين في ادارةِ البلد انما بارعون في الهدرِ والفسادِ وصولاً الى افلاسِ الوطن.
واكبرُ مشكلةٍ نعانيها نحن الشعبُ الحضاريُ:"فلسفةُ الجهلةِ".