تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هذه الحكومةُ، مجتمعةً او كل وزيرٍ فيها على حدةٍ، إما أنها تتسبَّبُ بتوترِ الأَعصاب ، وإما أنها "تُجنِّن" متابعيها، وإما أنها لا تعرفُ ماذا تقول .
أحدثُ إبداعاتها ما غرَّد به أحدُ وزرائها، حين كتب :
" لو تخلى مسؤولو جامعاتٍ عريقةٍ عن نصفِ رواتبهم الخيالية او تقديماتهم ومصاريفهم لسنةٍ واحدةٍ، لحافظوا على وظائف مئات الموظفين الذين ضحوا وسخّروا حياتهم لرعايةِ وتعليمِ مئاتِ الاف اللبنانيين وابناء قيادات المنطقة.
حبُ لبنان لا يكون بصرفِ الموظفين من وظائفهم!
" اذا بتحّبوا لبنان تخلّوا عن نص رواتبكم"!
***
يا الله ما هذا الإقتراح العظيم المبتكر حتماً !
صحيحٌ مئةٌ في المئة،لكن ما رأيكم دام فضلكم ان تبدأوا بأنفسِكم، بزملائكم، بالنواب ، بالمدراء العامين،برؤساء المجالس والصناديق :
ليتخلوا عن نصف رواتبهم .
ليتخلوا ايضاً عن مخصصاتهم .
كذلك ليتخلوا عن امتيازاتهم في منحِ التعليمِ لأولادهم .
واكثر ليتخلوا عما ارهقوا به الدولة،
للعلم ان الجامعةَ الاميركية صرحٌ خاصٌ غير مرتبطٍ اطلاقاً بالدولةِ اللبنانية، فلماذا التعدي عليها بالكلام؟.
***
هل تعلمُ حكومتنا العظيمة أن عدد العاطلين عن العمل بلغ 450 ألفاً،وأنه وفق الإحصاءاتِ والتقديراتِ الرسمية سيبلغ مليون عاطلٍ عن العمل في نهاية هذه السنة ؟
هذا الرقم ليس وجهةَ نظرٍ، إنه يستندُ إلى معطياتٍ عن واقع المؤسسات والشركات التي أُقفلت، والمشكلة ان مَن يترك عمله ليس بمقدورهِ أن يفتش عن عملٍ آخر لأن معظم الشركات أقفلت أو هي على طريقِ الإقفال .
يُضاف إلى ذلك أن معظم اللبنانيين ولاسيما منهم الذين هاجروا حديثاً،سيكونون مضطرين إلى العودة إلى لبنان لأن عقود العمل معهم قد تمَّ إلغاؤها فأزمة كورونا اجتاحت العالم، وفرصُ العملِ تتضاءل شيئاً فشيئاً.
هكذا سيُصبح لبنانُ "جمهوريةَ العاطلين عن العمل" ومازالوا يتحدثون عن خفضِ الرواتب في هذه الشركة او هذا المستشفى او هذه الجامعة .
رويداً رويداً لنتفق سوياً على أقلهِ، ان المشكلةَ أصعبُ من ذلك بكثير،
في الأساس لا يعرفُ الشعب اللبناني لماذا مازلتم تتقاضونَ رواتبكم؟جميع الوزراء والنواب والمدراء العامين ورؤساء المجالس بإمكانهم ان يواصلوا عملهم من دون رواتب ، أليس الواجبُ الوطني يحتمُ ذلك ؟
أليست الظروف الإستثنائيةُ تُحتمُ ذلك؟
***
الوضعُ في البلدِ بات أسوأ بكثيرٍ من مجرد معالجتهِ بتغريدةٍ من هنا وتصريحٍ من هناك .
هل يُعقَل،على سبيل المثال لا الحصر،ان يقول دولة الرئيس دياب الاكاديمي:لن استقيلَ لأن ليس بالإمكانِ اختيارُ بديلٍ عني !
هل أنتم باقونَ من اجل هذا الهدفِ فقط ؟
أم من أجل أن تعملوا؟
ثم من قال أن ليس هناك بديلٌ عنكم؟
بالخلاصةِ: نعترفُ امام اللهِ نعترفُ: ان ليس هناكَ مثلكُم.