تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
... ساد الانطباع كأن صندوق النقد الدولي ، يعلّق المفاوضات حتى إشعار آخر. وظهر ذلك جلياً بقول رئيس الوفد المفاوض مارتن سيريزولا للوفد اللبناني: اتفقوا وتعالوا. كما ظهر استياء الصندوق من نتائج الخطة التي يمارسها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، عندما قال له: أنت تشعل السوق السوداء لسعر الصرف. أنت تواصل الإنكار.
الجلسة التي أُرجئت مرّتين لأسباب غير واضحة، خُصّصت للنقاش في مسألة تحديد الخسائر في القطاع المالي وكيفية التعامل معها. شرح سيريزولا، في البداية، أنه عقد جلسة انفرادية مع سلامة، وأخرى مع ممثلي لجنة المال والموازنة، وتبيّن له وجود فوارق كبيرة في تحديد خسائر القطاع المالي وآليات الاحتساب. «لم نتوصل إلى اتفاق بشأن تحديد الخسائر»، قال سيريزولا، مشيراً إلى أن خسائر مصرف لبنان هي مطلوبات عليه للمصارف، كما أنها مطلوبات على المصارف تجاه المودعين، لذا «لا نعرف على أي مسار سنعمل معكم. وإذا لم تكن هناك أرقام موحّدة، فكيف سنكمل هذه المفاوضات؟».
سلامة ردّ على المفاوض الدولي بالقول: «نحن حدّدنا الخسائر استناداً إلى معايير محاسبية دولية، لكن إذا كان هذا ما تريدونه فسنسير بخطّة الحكومة وبما تقولونه». فردّ عليه سيريزولا قائلاً: «أنت لا تستعمل معايير محاسبية دولية، لأنك تقول إن الأموال التي أخذتها من المصارف غير مستحقة اليوم بينما هي أموال مستحقة للمودعين. الفرق أننا ننظر إلى الأمر من وجهة التأثير الاقتصادي، بينما تنظر إليها أنت بطريقة محاسبية، وها هو الدولار اليوم في سوق بيروت يبلغ 9 آلاف ليرة. والأرقام أرقام. وتقديرنا للخسائر يفوق تقديرات الحكومة لها».
بدم بارد أجاب سلامة بأن السوق الموازية صغيرة الحجم ولا تتجاوز ثمانية ملايين دولار يومياً ولا يعوّل عليها في تحديد سعر الصرف، مستطرداً في الحديث عن المنصة الإلكترونية والآليات التي اعتمدت مع الصرافين للحصول على الدولارات. عندها ردّ سيريزولا على سلامة بغضب، قائلاً: «إذا كنت في حالة إنكار، فهذا يعني أنك لا تتقبّل أن السعر الحقيقي هو الموجود في السوق السوداء. أنت تشعل سعر الصرف: كل من لديه 100 دولار يمكنه أن يصرفها في السوق السوداء بقيمة 9 آلاف ليرة، ويشتري بها من الصرافين 300 دولار». ولم يستثن سيريزولا من انتقاداته الحكومة التي «تتحدث منذ شهرين عن خطّة التزمت بها، لكنها لم تنفذ منها شيئاً. عندما يكون هناك اقتراح خطّة بديلة من البرلمان، فهذا يعني أنه غير موافق على خطّة الحكومة، وأنها لا تزال حبراً على ورق. ونحن بصراحة لا نرى دعم الحكومة لخطتها. حتى الآن لم تقوموا بأي إصلاحات… إذا كنتم ملتزمين بالخطّة فلم لا تنفذون؟ نحن نشعر أنكم ترون أن مسألة تحديد الخسائر هي مسألة شكلية، فيما هي ليست كذلك (...) أكثر من مرة قلنا لكم إن وقف تدهور سعر الصرف يتطلب إقرار كابيتال كونترول». وعندما تدخّل وزير المال غازي وزني مشيراً إلى أن «المشروع سيكون جاهزاً خلال أسبوعين»، ردّ سيريزولا بانفعال: «ليس لديكم أسبوعان»!
وعندما حاول سلامة استعادة المبادرة للحديث عن عجز المالية العامة وتمويله ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على السلع المستوردة بالدولار، قال له سيريزولا: «لا تذهب بعيداً عن الموضوع الأساسي. هذا الحديث نعرفه، ولن يعفيك من الخسائر المحققة».