تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تبدو الأمور بالنسبة إلى اللبنانيين القابعينَ في منازلهم وكأنهم تطبّعوا، أو كأنهم تخدّروا واستسلموا للجوع.
غريبٌ كيف يعيشُ اللبنانيون الذلَ ويرتضونَ بهِ، وينصاعونَ إلى الذين يعذبونهم...
فهل فعلاً صرنا كلنا مصابينَ بـ"متلازمة ستوكهولم"؟
***
في العام 1974، قام بعض المسلحين الثوريين باختطاف باتي هيرست، ابنة أحد أثرياء كاليفورنيا. ولكن، كان مفاجئاً أن باتي صارت لاحقاً متعاطفةً مع خاطفيها، بل شاركتهم إحدى عمليات السطو، قبل إلقاء القبض عليها وزجّها في السجن.
قبل ذلك، العام 1973، قام رجلان بخطف أربعة نساء في بنك "كريديت بانكن"، في ستوكهولم. وبعد ستةِ أيام تمّ الإفراج عنهن. ولكن، تبيّن أنهن أقمن علاقات طيبةً مع الخاطفين. وهكذا نشأت "متلازمة ستوكهولم"، حيث المعذَب يصبحُ مدافعاً عمَّن يُعذبه.
ويبدو أن هذه المتلازمة قد أصابت شعبنا اللبناني الأصيل المعذَّب. والظاهر، وفق الأطباء النفسيين، أن الناس يصلون إلى هذه الحالة نتيجة لما يأتي:
عندما يصل المخطوف إلى وضعية الموت المحتوم في أيدي خاطفيه، يقوم هؤلاء بتقديم بعض الماء أو الخبز إليه ليبقى حيّاً. وفي هذه الحال، يمكن أن تنشأ لدى المخطوف عاطفةٌ تجاه الخاطف… باعتباره الشخص الذي عامله جلداً وسمح له بالحياة!
***
إنها هذه قصةُ شعبنا الذي وصل إلى الموت… لكن حكومة الأكاديميين الفلاسفة تتبع معنا نظرية الباحث الروسي "بافلوف" التي تعتمد نظرية التجويع من دون تقديم طعام،واما تُخضِعنا الى "متلازمة ستوكهولم" !
صحيحٌ ان الناس نزلوا الى الشارع وملأوا الساحاتِ اعتراضاً وهتافاتٍ وشعاراتٍ، ولكن سرعان ما تراجعوا امام فجورِ الجَلد وتطبّعوا مع مشكلاتهم وازماتهم، بل تماهوا معها…
فهل هو طبيعيٌ مشهد المذلولين امام الصرافين، والمتعايشين مع الطبقة السياسية الفاسدة التي تتناتش المناصب والمغانم والادارات والسفارات وكل ما هنالك من ...؟
***
مؤسفٌ أن يستسلم الشعب ويتطبعَ مع منوال حياة التعذيب اليومي.
راقِبوا احاديث الصالونات: هي نفسُها، عن الليرة والدولار والبطالة واقفال المؤسسات وانقطاع الكهرباء وتأمين المازوت والرغيف مدعوماً ام غير مدعوم…
في السوبرماركت أمس، كان هناك إقبالٌ على شراء الشمع… استعداداً ربما لظلمةٍ آتية…
وغداً قد يقولون لنا: خزِّنوا بعض الهواء كي تتنفسوا... لأنه سينقطع!
لقد صادروا حق الناس في الحلم بالسفر، بشراء قميص، وحتى بالطبابة… إلا برضى زعيمٍ او نائبٍ او وزير...
وعدنا الى نقمةِ الحديث عن قسائم المحروقات وربما الخبز والدولار...
***
إلى اين تأخذنا السلطةُ التي تختطفنا؟
الى الذلِ ونحن نضحك؟
الى الذلِ ونحن نصفق لكم، لأننا استسلمنا امام من يجلدنا يومياً، وصرنا نفرح بوجوده؟
***
يقال اليوم وحسب مصادر موثوقة ان الشارع سيعود ليتحرك. وفي الوقت نفسه، اننا قد ندخل في فوضى شاملة طويلة المدى.. وانما، كما يقول مرجعٌ امنيٌ كبير، سنفقد صندوق النقد الدولي نتيجةَ غبائنا في التعاطي معه واستسلامنا امامهُ واعلان افلاسنا!
وايضاً لن تكون لنا امكانيةُ الحصول على مساعداتٍ خارجيةٍ ولا قروضٍ ولا هبات، ولا امكانية للاستحصال على شيء من الاموال المنهوبة...
اذاً، لماذا ندفع رواتب الوزراء؟
هل "ليُكمِّلوا علينا" بفلسفتهم، فيما نحن نصفقُ لهم ونسيرُ مستسلمين مطيعين مطبقين نظرية بافلوف او "متلازمة ستوكهولم"؟
الخيارُ للشعبِ .... لأن هذه السلطة الأكاديمية صمّت أذنيها، ولن تَسمعَ!