تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لبنان سيكون امام ستة اشهر شديدة الصعوبة والخطورة
الديار: عادت «البصمات» الاميركية لتظهر بوضوح على الساحة اللبنانية، تزامنا مع الدعوات الى النزول الى «الشارع»، سواء بإعادة «نبش» شعار نزع سلاح حز ب الله ، والتهديد بالعقوبات على حلفاء الحزب، وقانون «قيصر» السوري، والابتزاز في ملف اليونيفيل، ورهن نجاح التفاوض مع «صندوق النقد» بتنازلات سياسية. وبحسب اوساط سياسية مطلعة ثمة ترقب جدي لطبيعة التحركات المقبلة، وشعاراتها السياسية، خصوصا مع وجود تحريض جدي على «العنف» تحت عنوان «الجوع»، وعندها ستكتمل «الصورة» وتعرف حقيقة توجهات بعض القوى المناهضة لحزب الله التي «تتوارى» خلف بعض الحراك الشعبي...
أشهر شديدة الخطورة
ووفقا لتلك الاوساط، يدرك حزب الله ان المنطقة والعالم وربما لبنان سيكون امام ستة اشهر شديدة الصعوبة والخطورة في ظل استماتة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتجديد لولاية ثانية، ومواكبة هذه المرحلة تكون «بالتريث» بانتظار مرور «الموجة» العاتية التي لا يعرف حتى الان متى واين ستعصف، كون اولويات الادارة الاميركية في هذه المرحلة متشعبة ومتصلة بالكثير من الملفات، ولا يمكن التكهن بتوجهات الرئيس الاميركي «المغامر»، وهذا ما يفتح «الابواب» امام شتى الاحتمالات المتوقعة وغير المتوقعة على اكثر من صعيد سياسي وامني واقتصادي، ولهذا تقتضي هذه المرحلة «الهدوء» والترقب وعدم استعجال البت في اي من الملفات القابلة «للانفجار» او لخلق توترات ليست في مكانها داخليا، سواء مع الحلفاء او مع «الخصوم». ومن هنا تراجع الحزب «تكتيكيا» حيال الموقف من صندوق النقد الدولي، ومنح «الضوء الاخضر» للحكومة في التفاوض المشروط بتأمين المصلحة الوطنية وعدم التسبب بانهيار اجتماعي يؤدي الى غرق البلاد في الفوضى، وفي مقابل استعجال البعض لقطف ثمار وجود ترامب في السلطة، حافظ على وتيرة مقبولة من العلاقة السياسية مع تيار المستقبل، ولا تزال «الخطوط» مفتوحة مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ما ساهم في تخفيف اي توتر سني ـ شيعي على الارض على الرغم من خروج «البيت الوسط» من «نعيم» السلطة، والامر مماثل في العلاقة مع الحزب التقدمي الاشتراكي حيث يستمر «ربط النزاع» على حاله وفق القواعد القديمة، فيما لم يطرأ اي تغيير على «البرودة» المنضبطة في العلاقة مع القوات اللبنانية حيث لا التباس في التباعد العمودي والافقي في المواقف الاستراتيجية بين الطرفين، لكن هذا لم يتحول يوما الى «صدام» على الارض...
لا للرهانات الخاطئة
وازاء ما تقدم، تنصح اوساط مقربة من حزب الله كل الاطراف في الداخل عدم الدخول في رهانات خاطئة مبنية على تحليلات غير واقعية تفيد بلحظات ضعف يمر بها الحزب ربطا بأحداث المنطقة، فالصراع مفتوح وأدواته متشعبة، وحده ح ز ب ال ل ه من يملك «الصورة «الكاملة» للواقع باعتباره شريكا اقليميا فاعلا في اكثر من جبهة، والتفاوض او المواجهة لا يقوم بها الا الاقوياء، وهذا ما سيحصل سواء بقي ترامب او رحل، ولذلك فإن تأمين الحد الادنى من الاستقرار الداخلي يجب ان يكون اولوية للجميع لان الرهان على استغلال الفترة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية «جنون» في غير مكانه، وأي «دعسة ناقصة» ستكون خطوة في «المجهول»، وسيكون حزب الله اقل المتضررين.