تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " العام سعيد فريحة "
واخيراً قالتْ اميركا كلمتها وعادَ دونالد ترامب رئيساً مرَّةً جديدةً على بلادٍ حاكمتهُ إعلامياً وقضائياً ولاحقتهُ في أدقِّ التفاصيلِ،
فتحوَّلَ منْ رئيسٍ إلى مرشَّحٍ ضحيةٍ ليُنتخبَ رئيساً بفوزٍ تاريخيٍّ.
كانتْ الفوارقُ ضيِّقةً جداً حسبَ إستطلاعاتِ الرأيِّ، لا بلْ كانتْ الاتجاهاتُ تميلُ صوبَ كامالا هاريس، لكنْ، وقعَ ما لم يكنْ بالحسبانِ..
صوَّتتْ اميركا المحافظةُ مع الاقتصادِ وضدَّ الهجرةِ وضدَّ الإجهاضِ كما صوَّتتْ مع سياسةٍ خارجيةٍ تحفظُ لاسرائيلَ أمنها وحقَّها بالوجودِ.
مَنْ هنا.. نحنُ امامَ مرحلةٍ جديدةٍ، بدأ باعلانِ عنوانها، نتنياهو عبرَ رسالةِ التَّهنئةِ التي أرسلها إلى صديقهِ "الكبيرِ" ترامب،
وترافقَ ذلكَ مع مجموعةِ إقالاتٍ داخلَ اسرائيل، اوَّلها لوزيرِ الدفاعِ في توقيتٍ لافتٍ،
يَفتحُ لهُ البابَ أقلَّهُ منْ اليومِ وحتى ثلاثةِ اشهرٍ إلى الامامِ لإكمالِ ما بدأهُ في غزة وفي لبنانَ.
***
فكيفَ يُمكنُ إذاً التوفيقُ بينَ وعودِ ترامب للبنانَ والمنطقةِ بالسلامِ، وبينَ صداقتهِ ودعمهِ لنتنياهو المتوغِّلِ براً وبحراً وجواً في لبنانَ وفلسطين...؟
ربَّما بالغَ الجميعُ بالتوقُّعاتِ و"بالمباركاتِ" وتبادلِ التهاني،
لدرجةٍ طلبَ نجيب ميقاتي تحضيرَ "المِغلي اللبناني" لولادةٍ جديدةٍ بنظرهِ على وقعِ صوتِ MK فوقَ السرايا،
ورسالةُ وزيرِ اقتصادهِ امين سلام التي باركَ فيها منْ واشنطن لترامب وللبنانَ بوصولهِ،
فهلْ ما سيفعلهُ ترامب سيكونُ مُلائماً "للنجيبِ" ولوزيرِ إقتصادهِ؟
علينا أنْ ننتظرَ الاسابيعَ والاشهرَ المقبلةَ، لكنَّ الثابتَ أنَّ السياسةَ الخارجيةَ لاميركا تحكمها ثوابتُ لنْ يُغيِّرَ فيها شخصُ الرئيسِ.
وفي المقابلِ صارَ معروفاً السقفُ اللبنانيُّ في التفاوضِ كما سقفُ المطالبِ الاسرائيليةِ كما حجمُ القدراتِ الايرانيةِ.
***
وأمسِ وبعدَ سقوطِ صاروخٍ في مطارِ بن غوريون يبدو أنَّ طابعَ المعركةِ سيأخذُ ابعاداً أكثرَ خطورةً.
فهلْ الحربُ ضدَّ لبنانَ ستأخذُ منحىً آخرَ مع الوجوهِ الاسرائيليةِ الجديدةِ؟
وماذا بإمكانِ أيِّ موفدٍ اميركيٍّ آتٍ باسمِ إدارةٍ اميركيةٍ راحلةٍ،
أنْ ينجزَ إذا لم يوافقْ عليها الرئيسُ المنتخبُ الجديدُ؟
***
سنتلهَّى أكثرَ فأكثرَ بمسائلَ خطيرةٍ كالنزوحِ وتداعياتهِ والفتنِ المتنقلةِ المتأتِّيةِ عنهُ،
لكنَّ ثابتةً اكيدةً هي أنَّ الفراغَ الرئاسيَّ مستمرٌّ والحربُ طويلةٌ!