تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
بعد قرار وزير التربية اللبنانية الدكتور طارق المجذوب بأعادة فتح المدارس، زخرت وسائل التواصل بالردود والانتقادات والتعليقات، خاصة أن قراره تزامن مع موجة جديدة لتفشّي الوباء، وطلب وزير الصحة العودة إلى التشدد بإجراءات السلامة منعاً لوقوع الكارثة .
دول عديدة في العالم أنهت العام الدراسي، أمّا في لبنان فإن السؤال الذي يشغل بال الأهل هو؛ من يضمن سلامة الطلاب إذا عادوا إلى المدارس الآن؟ ومن سيخاطر بحياة ابنه إذا كان ما زال الخطر موجوداً؟ وهل سيخاطر الأساتذة بحياتهم أيضاً؟ ومن سيتحمّل المسؤولية في حال وقع المحظور في إحدى المدارس؟ إنها أسئلة برسم الحكومة ومعالي وزير التربية طبعاً .
صحيح من المهم الحفاظ على مستوى التعليم في لبنان، لكن كافة الخبراء في التعليم والمناهج الدراسية يُجمِعون على عدة نقاط أهمها :
١- أن البرامج قديمة، وفيها الكثير من الحشو، وتحتاج إلى التعديل والتطوير، ولا يجوز الأستمرار بالغاء درس هنا ومقطع من درس هناك، حتى أنهم يقترحون تخفيض عدد سنوات الدراسة قبل الجامعية، من ١٣ صفاً إلى ١١ صفاً، وهي ستكون كافية بعد تحديث البرامج، كمرحلة إعدادية للطالب قبل بدء التخصص الجامعي .
٢- ليست المرة الأولى التي تُلغى فيها الأمتحانات الرسمية في لبنان بسبب ظروف إستثنائية ولم يمنع ذلك الطلاب من متابعة دراساتهم وتخصصهم العالي، ومن بينهم اليوم العديد من؛ المهندسين، والأطباء، وأساتذة الجامعة، وعدد كبير من المعلمين، ولهذا لن يُشكّل إلغاء الأمتحانات الرسمية هذه السنة، مشكلة تعليمية أو عائقاً أمام متابعة الدراسة الجامعية للطلاب .
٣- عندما يصادف العسكريون حقلاً من الألغام وتعمل فِرق الهندسة على تنظيفه، لن يوافق القائد الجيد على إرسال جندي واحد عبره، إذا كان يشك بوجود لغم صغير فيه، ولن يخاطر بحياة عسكري واحد. فهل أصبح وزير التربية متأكداً من أنتفاء الخطر، إذا عاد الطلاب إلى المدارس؟ أم سيتحمل مسؤولية المخاطرة بحياة أحد الطلاب؟ وهل يستحق الأمر هذه المخاطرة يا تُرى؟ .
بين المخاطرة بحياة الطلاب، وإجراء امتحانات رسمية للحصول على ورقة شهادة رسمية عليها ختم وزارة التربية، سيختار الأهل طبعاً سلامة ابنائهم. فيما يبدو أن وزير التربية يهتم بتسجيل المواقف، ويخشى أن يُقال أنها ألغيت الأمتحانات الرسمية في عهده، ويتّهم الوزير السابق الياس أبو صعب بالشعبوية، لأنه طالب بالغاء الأمتحانات الرسمية .
لا أحد يُريد الغاء الأمتحانات، فلا الأهل ولا الطلاب يطمحون لذلك. لكن لن يخاطر أحد بسلامته، ويُعرض نفسه أو ابناءه لخطر الإصابة بالوباء، ولن تكون عودة إلى المدارس قبل ضمان سلامة الطلاب والأساتذة بشكل تام وقاطع للشك، وانتفاء احتمال الإصابة بفيروس كورونا القاتل بنسبة مئة بالمئة.
يربأ ألجميع بمعالي وزير التربية أن يُدرك حقيقة الوضع الذي ألمّ بلبنان والعالم، وأن يضع سلامة التلامذة في المقام الأول، وبالتالي عدم المجازفة من أجل مجد باطل باتخاذ قرارات متهورة، قد تُسبب ما لا تُحمد عقباه، فلا شيء يساوي حياة الأنسان، فالأجدى الأقتداء بما فعلته معظم الدول المتقدمة في العالم، وعدم فتح المدارس قبل زوال الخطر وضمان السلامة العامة للجميع .