تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
" مْعَتَّر الشعبُ اللبناني " ...
لم أجد عبارةً أكثر تصويراً للواقع من عبارة " مْعتَّر"، فبفضل الإنترنت أُتيح لنا أن نقارن كيف يعيش هذا الشعب في ظل فيروس كورونا ، وكيف تعيش الشعوب التي تحترمها دولها .
***
الشعب اللبناني في الحَجْر المنزلي منذ ما يقارب الشهرين ... وُضِع في سجنه المنزلي وتُرِك لقدره :
يستمع يوميًا إلى "بورصة الدولار" فيقف مذهولاً: دخل إلى الحجر بسعر رسمي وفعلي للدولار ما بين 1500 ليرة وألفي ليرة.
ها إن الدولار اليوم في سوق الصيارفة حيث المكان الوحيد لتوافر الدولار، بـــ 4000 ليرة . ولا أحد يلتفت إليه .
يستمع إلى "بورصة الصناعة" فيقرأ نسبة الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بعدما أقفلت مصانعهم .
ينظرُ إلى أوضاع المدارس والجامعات، فيجدُ ان التعليم عن بُعد " أونلاين "، لم يحقق الغاية المرجوة، فيما إدارات المدارس والجامعات تتسابق في إرسال الأقساط إلى الأهل .
***
وتكر السُبحة، سبحةُ العوز، لكن لا مساعدات من الحكومة سوى 400 ألف ليرة للعائلات تحت خط الفقر .
حين أُقرَّت هذه المساعدات في مجلس الوزراء، كانت قيمة الحصة 200 دولار، اليوم أصبحت قيمة الحصة مئة دولار، لا بل زاد عدد العائلات التي تحتاج إلى مساعدات .
***
دولتنا تُختَصَر بالتشبيه التالي :
" لا العين بصيرة، ولكن بالتاكيد اليد قصيرة "
الشعبُ عارفٌ أن الدولة عاجزة لأنها منهوبةٌ.
ويا ويلُ كل من مد يدهُ بكل عينٍ وقحةٍ الى المال العام أي مال الشعب، حسابهُ سيكون عند ربه عسيراً.
اذ على الارض الفاسدون دافنون الهدرَ سويا، ولذا الشعبُ يتألم لأنه يعرف أنه "معتَّر" وسيبقى كذلك، ويتألم حين يتصفح الإنترنت فيقارن تعاستهُ بسعادةِ الشعوب التي تحترمها حكوماتها .
***
في الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها، بادرت الحكومات إلى إعلان دعم اقتصاديِ هائل، بهدف إنقاذ العمال وقطاع الأعمال.
وحرام ان ننظر الى الدول الكبرى التي وضعت كل امكانياتها لتحفيز اقتصادها.
أمنا الحنون فرنسا أعلنت عن مساعدات بقيمة 45 مليار يورو، أي ما يقارب 50 مليار دولار تقريبا، لدعم الشركات والموظفين، وخصصت اعتماداتٍ بــ 300 مليار يورو لحماية الشركات من الافلاس. كما أعلنت عن إعفاء الشركات الكبرى من الضرائب، وإعفاء الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة من دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز والإيجارات.
***
في دولة الكويت الحبيبة، وافق مجلس الوزراء على ضخ 500 مليون دينار (1.6 مليار دولار) في ميزانيات الوزارات والإدارات الحكومية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
ناهيك عن دولة الامارات العربية المتحدة ذات القيادة الانسانية التي حضنت مواطنيها والمقيمين فيها .
***
هذا غيضٌ من فيض بين ما نحن فيه من مآسٍ ، بينما قادة وحكام العالم يتصرفون كدولٍ تقف بجانب مواطنيها أن جاعوا أو خسروا عملهم، أو اقفلت متاجرهم ،حتى الطبابة عندهم مجانية . وبعد هل تسألونَ لماذا نحن " شعبٌ معتَّر" ؟