#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَّ الحربَ عادتْ.. دويُّ إنفجاراتٍ،هديرُ طائراتٍ، أزيزُ مسيَّراتٍ،البلادُ بكاملها تحتَ الضغطِ المعنويِّ والناسُ تشعرُ وكأنها عادتْ مجدَّداً إلى مناخِ الحربِ،
وها هي ملامحُ الفجرِ في بيروتَ تحملُ الغارةَ الاسرائيليةَ للمرَّةِ الثانيةِ في أقلَّ منْ اسبوعٍ، فاتكةً بأجواءِ الفطرِ،
واعيادِ الناسِ التي لم تعدْ أعياداً فيما اصحابُ البيوتِ لم يعودوا والشهداءُ لم تُسحبْ بعضُ جثثهمْ منْ الارضِ.
نحنُ امامَ مسارٍ كبيرٍ منْ الضغوطاتِ على البلادِ عشيَّةَ زيارةِ الموفدةِ الاميركيةِ إلى لبنان بعدَ اسرائيل وتحتَ عنوانِ إغتيالِ قياديينَ منْ الحزبِ او مخازنِ ذخائرَ او مصانعَ مسيَّراتٍ،
لم يبقَ شيءٌ منْ قرارِ وقفِ إطلاقِ النارِ ومنْ الهدنةِ التي يُقالُ أنها تُخرقُ يومياً لهدفٍ،
وأنَّ الاسرائيليَّ يُبقي قواتَهُ في نقاطٍ اساسيةٍ جنوباً للضغطِ على لبنانَ منْ اجلِ توقيعِ اتفاقياتٍ امنيةٍ وسياسيةٍ، تمهيداً لما هو أكبرُ.
***
ولكنْ، أيُّ اصلاحاتٍ وأيُّ قراراتٍ ماليةٍ ونقديةٍ وأيُّ قوانينَ ما دامَ الامنُ فالتاً، وما دامَ قرارُ الحربِ قائماً؟
وسبقَ أنْ قالتها الموفدةُ الاميركيةُ "الأولويةُ لنزعِ سلاحِ حزبِ اللهِ وليسَ للاصلاحاتِ".
فلمَ تستعجلُ جماعةُ الداخلِ في تنفيذِ اجاندا الصندوقِ الدوليِّ طالما أنَّ المطلوبَ اولاً تسويةُ مسألةِ سلاحِ حزبِ اللهِ،
وهي بحدِّ ذاتها مسألةٌ قد تُفجِّرُ البلادَ نظراً لشعورِ طائفةٍ وكأنها تُعزَلُ يوماً بعدَ يومٍ وعليهِ،
عبثاً نتحدَّثُ عنْ اصلاحاتٍ وقوانينَ ورفعَ سريةٍ مصرفيَّةٍ وهيكلةَ مصارفَ وموازناتٍ، طالما أنَّ المطلوبَ واحدٌ:
على طريقةِ مرتا مرتا انتِ مشغولةٌ بامورٍ كثيرةٍ فيما المطلوبُ واحدٌ.
***
ولا يكفي أنْ يذهبَ نواف سلام إلى المملكةِ للاستقواءِ بعضلاتهِ على الداخلِ.
المطلوبُ أنْ ينفِّذَ ما عليهِ في الداخلِ حتى يُصدِّقهُ منْ في الخارجِ أكثرَ،
ومنْ الآنِ وإلى ذلكَ نحنُ امامَ مسارٍ هشٍّ لإنطلاقةٍ كنَّا ننتظرها أكثرَ منْ ألعهدِ!