مقالات وأراء

السيادة في ظلال الاحتلال والمسيّرات

2025 آذار 07
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

يواجه لبنان حكومة وشعباً أزمات عديدة وتحديات كبيرة، خاصة في مسألة اعادة بناء الدولة وبسط سيادتها، اضافة إلى اعادة الاعمار، والانقاذ الاقتصادي.

لقد تحول مفهوم السيادة والدولة، إلى موضوع نقاش جدلي بين اللبنانيين، على خلفية الاحداث الأخيرة، بدءاً من رفض إسرائيل الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية، واستمرار عمليات القصف والاغتيال والاعتداءات المتكررة، وصولاً إلى غزو المستوطنين لجنوب لبنان، واقامة الاحتفالات الدينية في موقع العباد، ومنع هبوط الطائرات الايرانية في مطار بيروت، ومنع وصول الاموال إلى حزب الله، وتوقيف احد المواطنين في مطار بيروت، لمحاولته تهريب مبلغ 2.5 مليون دولا، بينما كان قادماً من تركيا.

لا شك أن جهاز أمن المطار والجمارك والقوى الأمنية، يقومون بعملهم وفقاً للقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، وهذا احد مظاهر السيادة، والحرص على أننا في دولة تُطبق القانون على الجميع، وحبذا لو كان الأمر كذلك وحسب.

لكن الجدل يدور حول ما إذا كان ما يحصل، هو من باب الحرص على السيادة والقانون، أم مجرد انتقائية في مواجهة إيران، والتضييق على حزب الله، تلبيةً لطلبات تصل عبر السفارة الاميركية في بيروت، وتحت مراقبة المسيّرات الإسرائيلية، التي تحوم في سماء لبنان؟

بعض المسؤولين اللبنانيين ووسائل اعلام عديدة، أشادت بما حصل في مطار بيروت من انجاز أمني، لكنهم في نفس الوقت تجاهلوا استمرار الاحتلال، والانتهاكات الاسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية.

من المعروف في عالم اليوم، أن أمريكا تُصنّف كل من يعاديها أو يعادي إسرائيل ب"الارهاب"، وتتجنّد وسائل الاعلام الغربية لتشويه صورة هذه المنظمات أو الأشخاص، فيما تتعاون أمريكا مع منظمات إرهابية وأشخاص، وتُزيل اسماءهم من قوائم الإرهاب، اذا كان ذلك يخدم مصالح أمريكا.

فهل أصبحت السيادة في لبنان هي التبعية لأمريكا، ومن يعارضها يُصنف غير سيادي؟

بعد انفجار مرفأ بيروت، أعلنت عدة دول عربية عن تقديم مساعدات للمتضررين، وأكّدت أنها لن تُسلم الأموال إلى الدولة اللبنانية، ونشطت جمعيات عديدة على خط المساعدات، التي لا يستطيع أحد أن يجزم كيف تم التصرّفت بتلك المساعدات، ولم يتم التدقيق لا في مصدر ولا في غرض تلك الأموال، التي وصلت إلى لبنان، ولم يسأل أحد عن سيادة الدولة.

تلقّى لبنان وعوداً بالمساعدات الخارجية، والتي سيكون مصدرها الرئيسي دول الخليج العربي، وبعض الدول الأوروبية، لكن البعض يربط هذه المساعدات بالاصلاح، وببند آخر وهو تجريد حزب الله من سلاحه، ويعلنون أن لا مساعدات، قبل تسليم الحزب سلاحه للجيش اللبناني، الذي عليه أيضًا، أن يقوم بتفجيره وعدم الاحتفاظ به.

كل هذا يحصل تحت عنون حصرية السلاح بيد الدولة، وبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية.

لقد بات لبنان أمام خيارين:

فتقديم المساعدات واعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي، مقابل نزع سلاح المقاومة، وقطع العلاقات مع طهران، مع استمرار حظر تسليح الجيش اللبناني، بأسلحة تُشكّل خطراً على إسرائيل.

واذا رفض لبنان ذلك، فلا مساعدات، ولا اعادة اعمار، ولا استقرار، ولا انسحاب إسرائيلي من الجنوب، بل المزيد من الأزمات والمعاناة، وعلى كافة الصُعد.

ما تريده إسرائيل في لبنان هو ضفة غربية جديدة، فهي تستبيح الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية، بحجة وجود خطر عليها، وتفعل الشيء عينه في جنوب سوريا، رغم عدم وجود مقاومة ضدها هناك.

وقريباً قد تزداد زيارات المستوطنين إلى جنوب لبنان وسوريا، وشيئاً فشيئاً سيتوسع الاحتلال، ويبدأ بناء المستوطنات، وخطة ضم جنوب الليطاني، وإنشاء ممر داوود في سوريا.

تحاول إسرائيل أن تضع اللبنانيين والسوريين وكل العرب بين "الخضوع لمطالبها أو الحرب"، وإذا كان العرب قد قدموا في قمة بيروت مبادرة "الأرض مقابل السلام"، فإن ترامب والإسرائيليين يقترحون الآن "التطبيع مقابل الغذاء، ووقف القتل والابادة والتهجير".

محاولات ابتزاز لطالما برع الأمريكيون في استخدامها، فمرّة يهددون بقطع المساعدات، ومرة يثيرون الفوضى، ومرة يرسلون حاملات الطائرات والقاذفات الاستراتيجية، تستعرض وتقصف فوق البلاد العربية. ولا يستحي ترامب أن يخاطب العرب، بأن الخطة التي تبنتها قمة القاهرة غير مقبولة، وعليهم القبول بتهجير الفلسطينيين من فلسطين، فإسرائيل صغيرة بحسب زعمه، ويجب أن تتوسّع، ويهددهم بمقولة "السلام بالقوة".

وليس العرب وحدهم ضحايا صلافة نتنياهو، وجنون ترامب، الذي طالب زيلينسكي بالتوقيع على صك تسليم أمريكا كل ثروات أوكرانيا، وحرمان أوروبا من أي نصيب بها ليتضح بما لا يقبل الشك، أن شعارات حماية سيادة أوكرانيا، ودرء الخطر عن أوروبا، التي رفعها بايدن، ما هي إلا شعارات مزيفة فارغة من المضمون، كما هو حالها في لبنان وسوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول الضعيفة، التي لا تملك جيشاً قوياً يحميها، ولا مقاومة، لتحرر الأرض.

اخترنا لكم
كم بلغ عدد مراكز "الحزب" التي دخلها الجيش اللبناني في جنوب الليطاني؟
المزيد
إنَّهمْ على المحكِّ!
المزيد
مَنْ يربحُ؟ مَنْ يواجهُ؟
المزيد
اورتاغوس: السلام بالقوة أو الحرب!
المزيد
اخر الاخبار
شحادة: الأشهر المقبلة ستشهد على نجاحنا في موضوع السلاح
المزيد
كم بلغ عدد مراكز "الحزب" التي دخلها الجيش اللبناني في جنوب الليطاني؟
المزيد
"المستقبل يردّ على "الأخبار"!
المزيد
رجي من دار الافتاء: الشيخ دريان مفتي التوافق والوفاق
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
معادلة ترامب وسر نجاحها
المزيد
آلان عون: مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد الإصلاح
المزيد
عكر استنكرت عملية التهريب الى السعودية: من شأنه الاساءة الى العلاقات بين البلدين الشقيقين
المزيد
بو عاصي: هيدا هو الحصار والباقي صف حكي
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
SPNL و CABS يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز حماية الطيور ومكافحة الصيد غير القانوني في لبنان
وزارة الزراعة توقّع مذكرة تفاهم مع SPNL خطوة متقدمة في مسار مكافحة الصيد الجائر والاتجار بالحياة البرية
نورا جنبلاط تُعلن عن ولادة أربعة صغار من الوعل النوبي في لبنان: "علامة واعدة لمستقبل هذا النوع المهدد"
هاني في ندوة في ميروبا عن ترشيد استخدام المبيدات: "الزراعة" ملتزمة وضع كل إمكاناتها في خدمة المزارع
تحذير وطني من خطر الحرائق: دعوة لحماية لبنان الأخضر
وزارة الزراعة تعزز الإرشاد الزراعي وتواكب المزارعين في بعلبك الهرمل