#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
قد يُدخلُ خطابُ الرئيسِ جوزف عون شخصَ الرئيسِ، التاريخَ، منْ البابِ الواسعِ..
فهو وبعدَ الاصداءِ الرائعةِ التي حصدها، يستحقُّ أنْ يكونَ عنواناً او فصولاً للبيانِ الوزاريِّ المعهودِ وبرنامجِ حكمٍ صالحٍ للتنفيذِ إعتباراً منْ الغدِ.
نحنُ نعرفُ الرئيسَ القائدَ معرفةً شخصيةً،ونعرفُ تاريخهُ وأصالتهُ واحتكامهُ للمؤسساتِ ونضالهُ ونظافةَ كفِّهِ،
ونحنُ نؤمِّنُ أنَّ صاحبَ هذا التاريخِ بإمكانهِ إذا تعاونَ مع فريقٍ وزاريٍّ واداريٍّ وعسكريٍّ واقتصاديٍّ ناجحٍ،
ومماثلٍ، أنْ يأخذَ البلادَ إلى شاطىءِ الامانِ لا سيَّما وأنَّ هذهِ التحدِّياتَ كثيرةٌ والأمكانياتَ قليلةٌ.
***
الاسبوعُ المقبلُ تبدأُ المشاوراتُ الإلزاميةُ لتكليفِ رئيسِ حكومةٍ لتشكيلِ حكومةِ العهدِ الاولى،
وصارتْ الاسماءُ في التداولِ وسطَ الخوفِ منْ أنْ تُعيدَ المنظومةُ إحياءَ نفسها في قلبِ العرسِ الوطنيِّ الممثلِ بالرئيس جوزف عون.
فهلْ يُعقلُ لرئيسٍ إصلاحيٍّ إنقاذيٍّ يحملُ هذا الكتابَ الكبيرَ منْ فصولِ التغييرِ والاصلاحِ،
أنْ يعيدَ تكرارَ المجيءِ والتعايشِ مع رؤساءِ حكوماتٍ او وزراءَ أثبتوا عجزهمْ وفشلهمْ وارتكبوا الموبقاتَ وغطوا السماواتَ بالقبواتِ،
وأستسلموا امامَ قرارِ الدويلاتِ،
وغضُّوا النظرَ عنْ التهريبِ وإنتهاكاتِ القوانينِ،أنْ يعودوا ليحكموا ويؤسِّسوا للجمهوريةِ الثالثةِ برئاسةِ الرئيس جوزف عون.
***
قد يكونُ هناكَ قرارٌ دوليٌّ ما او سكَّةٌ لمرحلةٍ إنتقاليةٍ تستبقُ الانتخاباتَ النيابيةَ المقبلةَ،
للابقاءِ على نجيب ميقاتي،
وبعضٍ منْ حاشيتهِ، وقد يكونُ القرارُ الدوليُّ قراراً آخرَ مناقضاً تماماً.
***
لكنَّ اللبنانيينَ الذينَ هلَّلوا بتوافقٍ كبيرٍ لوصولِ جوزف عون،
لا يُمكنُ أنْ يقبلوا بأنْ تسقطَ احلامهُ في سلَّةِ رئيسِ حكومةٍ ملَّهُ الناسُ وسئموا منْ تجاوزاتهِ وكسلهِ وصفقاتهِ،
لا سيَّما أنهُ يؤشِّرُ لمرحلةٍ تُذكِّرُ بالنظامِ السوريِّ الساقطِ والنظامِ الايرانيِّ المتهالكِ، وعنواناً لحكومةٍ شكَّلها حزبُ اللهِ ومرَّرَ منْ خلالها كلَّ تجاوزاتِ دويلتهِ،
وقطعَ كلَّ علاقاتِ لبنانَ مع الخارجِ ولا سيَّما الخليجَ..
فلماذا نعيدُ ادواتَ التعطيلِ والفسادِ نفسَها إلى الحكمِ؟