#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في باريس اليومَ، ينعقدُ وكالعادةِ غَداةَ كلِّ مأساةٍ تحلُّ بلبنانَ واللبنانيينَ، مؤتمرٌ لدعمِ لبنانَ،
تتبرَّعُ فرنسا بجمعِ الدولِ منْ اجلِ مساعدةِ لبنانَ ومنْ اجلِ وقفِ إطلاقِ النارِ،
على وقعِ مشاركةٍ هزيلةٍ للجانبِ الاميركيِّ وغيابٍ كاملٍ للسعوديةِ وسطَ وشبهَ عدمِ وضوحٍ بالرؤيةِ لحلٍّ سياسيٍّ يسعى إليهِ وزيرُ الخارجيةِ الاميركيةِ انطوني بلينكن في المنطقةِ،
بالتَّوازي مع زيارةٍ غيرِ واضحةِ المعالمِ لا بلْ ملغومةٌ للموفدِ الاميركيِّ آموس هوكستين،
وعلى إيقاعِ الحملةِ ضدَّ ماكرون على خلفيةِ دعمهِ السابقِ لحزبِ اللهِ.
سيتبرَّعُ البعضُ منْ الدولِ للبنانَ بفلوسِ الاراملِ لأنَّ لا ثقةَ حتى الساعةَ بالدولةِ اللبنانيةِ التي لم تُثبتْ نفسها حتى الساعةَ، وبعدها يذهبُ المؤتمرُ إلى النسيانِ.
***
ولعلَّ ما سيذهبُ ايضاً إلى النسيانِ هو ما سيدعو إليهِ مؤتمرُ باريس لناحيةِ ضرورةِ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ،
فهلْ اتَّفقَ المسيحيونَ اوَّلاً على رئيسٍ جديدٍ للجمهوريةِ،
طالما أنَّ جبران باسيل رفضَ لا بلْ ذهبَ إلى حدِّ إتهامِ قائدِ الجيشِ جوزف عون،
فيما سمير جعجع رئيسُ حزبِ القواتِ اللبنانيةِ يدعو إلى رئيسٍ يتعهَّدُ بتنفيذِ القرارِ 1559،
فمنْ هو هذا الرئيسُ الذي سيكونُ قادراً على تلبيةِ كلِّ دفاترِ الشروطِ في بلدٍ مقسومٍ إلى هذهِ الدرجةِ،
وسيكونُ امامَ فوضى دستوريَّةٍ وامنيَّةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ،
منْ الآنِ وحتى تبلوُرِ مشروعِ الحلِّ السياسيِّ والديبلوماسيِّ والذي يمكنُ أنْ تُعقِّدهُ أيُّ عمليةٍ عسكريةٍ ضدَّ ايران،
يُقالُ أنها قد تكونُ في الاسبوعِ الذي يسبقُ الانتخاباتَ الاميركيةَ، أي قبلَ الخامسِ منْ تشرين الثاني المقبلِ.
***
اليومَ وفيما تتكشَّفُ أكثرَ فأكثرَ معالمُ الكوارثِ في الدَّمارِ والمجازرِ في الداخلِ اللبنانيِّ،
مظهرٌ آخرُ منْ مظاهرِ إنهيارِ الدولةِ وتحلُّلِ مؤسساتها تَبلوَرَ عبرَ التمديدِ لهيئةِ مكتبِ مجلسِ النوابِ واللجانِ النيابيةِ في خطوةٍ تعكسُ مدى تأزُّمِ المؤسساتِ حتى البرلمانيةِ منها.
اعتدنا للأسفِ على اصواتِ المسيَّراتِ والطائراتِ والغاراتِ والصواريخِ،
اعتدنا على المجازرِ للأسفِ ونبدو كمنْ ينتظرُ نهايتهُ، ولكنَّ السؤالَ كيفَ؟
كم هو حزينٌ ومُفْجعٌ وضعُنا!