#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ يَدفعُ الأثمانَ غيرُ الأبرياءِ والمدنيينَ؟
مَنْ ينزحُ ويُهجَّرُ ويُقتلُ ويُذَلُّ ويجوعُ ولا ينامُ،
غيرُ الناسِ التي لا علاقةَ لها لا بالحربِ ولا بالسلامِ، لا بالإسنادِ ولا بالهدنةِ، ولا بــ 1701 ولا بقواعدِ الاشتباكِ.
إننا امامَ مليونِ نازحٍ بريءٍ يتنقلونَ منْ مكانٍ إلى آخرَ، ويدفعونَ ألاثمانَ في التعاملِ مع مصائرهمْ،
وها همْ الأبرياءُ في مبانٍ سكنيَّةٍ كانوا ينوونَ السهرَ والحياةَ ولديهمْ الاحلامُ للمستقبلِ ومخططاتٌ لليومِ التالي،
وإذا بهمْ ضحايا غاراتٍ فجائيةٍ،وإلاَّ كيفَ نفهمُ هذا العددَ الكبيرَ منْ الشهداءِ المدنيينَ مساءَ الخميسِ في بيروت الاداريةِ للمرَّةِ الاولى، فيما المستهدفُ خرجَ سالماً،
وفي أغلبيةِ المناطقِ المستهدفةِ:
ضحايا يسقطونَ في غاراتٍ تستهدفُ قياداتٍ او مخازنَ اسلحةٍ او صواريخَ،
***
ولنكنْ صريحينَ:
لماذا ينتقلُ قياديونَ للعيشِ وسطَ الناسِ؟
ولماذا وضعُ اسلحةٍ وذخائرَ في وسطِ الاحياءِ السكنيَّةِ؟
وهلْ هكذا يُحمى الناسُ، فكيفَ تمتْ الحمايةُ، وأينَ وعَبرَ ماذا ؟
***
أرى على الارضِ وفي الجولاتِ وعبرَ الاعلامِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ حكاياتَ الوجعِ والذلِّ والألمِ والهجرةِ والغربةِ والحزنِ والجوعِ التي يعاني منها النازحونَ داخلَ وطنهمْ،هلْ سألَ احدٌ عنْ هؤلاءِ؟
وهلْ تحرَّكَ احدٌ ليعرفَ أينَ وكيفَ سيسكنُ هؤلاءُ الذينَ ينامونَ في العراءِ غداً عندما تبدأُ السماءُ بالامطارِ..
وكيف سيعودُ هؤلاءُ، ومَنْ سيُعيدُ اعمارَ منازلهمْ؟
***
نتلهَّى باخبارِ الملائكةِ وبدفترِ شروطِ الرئيسِ المقبلِ،
لكنْ "مرتا" المشغولةُ بالامورِ الكثيرةِ نسيَتْ امراً واحداً:
أمورَ الناسِ!