#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وقبلَ أنْ يقعَ المحظورُ وهو واقعٌ اساساً، نصرخُ لماذا؟ وما ذنبُنا؟ ولماذا علينا أنْ ندفعَ أثمانَ قضايا الآخرينَ وحروبِ الآخرينَ ورسائلِ الآخرينَ على اجسادنا وبيوتنا وممتلكاتنا وأرزاقنا؟
طلبوا منَّا أنْ نتوحَّدَ في مواجهةِ العدوِّ وحربهِ وطبولهِ وطائراتهِ وصواريخهِ وجنونهِ..
هكذا كانتْ الحالُ منذُ زمانٍ "عليكمْ أنْ تصمتوا في الحروبِ والصراعاتِ وتتحدَّثوا عنْ وحدةِ المسارِ والمصيرِ، وعنْ وحدةِ الشعوبِ في مقاومةِ الاعداءِ".
ولكنْ مهلاً، هلْ هذهِ الشعاراتُ لا تزالُ صالحةً اليومَ؟ وهلْ حياتنا ملكُ خيارِ فريقٍ معيَّنٍ وفكرةٍ معيَّنةٍ؟
وهلْ يجبُ أنْ ندفعَ كلَّ يومٍ أثمانَ خياراتِ الآخرينَ تحتَ الفِ عنوانٍ وعنوانٍ،وإذا لم نجدْ عنواناً نخترعُ واحداً نُلهبُ بهِ الجماهيرَ؟
ألمْ تتعبْ حاراتُنا ومدُننا وقرانا منْ رائحةِ الدمِ والبارودِ حتى نُضيفَ إليها المزيدَ اليومَ؟
أولمْ تتعبْ امهاتنا منْ الاسودِ، أولمْ يتعبْ آباؤنا واخوتنا واخواتُنا منْ زيارةِ القبورِ والشواهدِ؟
***
لمنْ الحربُ؟ ومنْ اجلِ مَنْ الحربُ؟ وطالما أنَّ اسرائيلَ هي العدوُّ ونعرفُ نواياها ونعرفُ ماذا فعلتْ وماذا حضَّرتْ للبنانَ وماذا تحضِّرُ، لماذا أدخلنا ونُدخلُ "الدُّبَ" إلى "الكرمِ"؟
- هلْ مستشفياتنا جاهزةٌ للحربِ وهي بالكادِ تعملُ بنصفِ اطباءٍ ونصفِ ممرضينَ ونصفِ طواقمَ ومستلزماتٍ طبِّيةٍ والناسُ منْ دونِ تغطيةٍ صحيَّةٍ؟
- هلْ مصارفنا عامرةٌ بالاموالِ النقديةِ حتى نسحبَ منها إذا دعتْ الحاجةُ لنأكلَ ونشربَ؟
- هلْ مواردنا الاساسيةُ (وكما كتبنا عنها قبلَ ايامٍ) في الاتصالاتِ والمازوتِ والكهرباءِ والمياهِ قادرةٌ على أنْ تُلبِّيَ حالاتَ الطوارىءِ والحربِ؟
- وهلْ نحنُ قادرونَ على إعادةِ إعمارِ بيتٍ واحدٍ تهدَّمَ حتى ولو قُطعتْ كلُّ الوعودِ لنا بإعادةِ بناءِ كلِّ ما تهدَّمَ؟
***
بالأمسِ كانتْ هناكَ دولُ الخليجِ مشكورةً وقطر والعالمِ للبناءِ والمساعدةِ،
ضربنا علاقاتَنا مع الجميعِ وسرقنا اموالَ الهباتِ والتبرُّعاتِ وهرَّبنا المخدراتَ وكسرنا المحرَّماتَ،فمنْ يُساعدنا ويُعمِّرُ لنا بعدَ الحربِ؟
اسئلةٌ منْ قلبِ الجرحِ، وأنينِ الحربِ المفتوحةِ!