#الثائر
يارينغا ناغو
في عام 2016، أعلن رئيس الكرملين بوتين أن "حدود روسيا لا تنتهي في أي مكان".
التقطت الدعاية الروسية هذه الأطروحة السخيفة وبدأت في طمس حدودها: العقلية واللغوية والقانونية.
وفي 5 أغسطس 2024، أثبت الجيش الأوكراني أن الاتحاد الروسي لم يعد لديه حدود حقيقية.
وبشكل غير متوقع تمامًا، سواء بالنسبة للسكان المحليين أو بالنسبة للجيش الروسي (مع التشكيك في احترافية المخابرات الروسية)، تمكنت القوات المسلحة الأوكرانية من التقدم بسرعة كبيرة لمسافة 25 كيلومترًا داخل الأراضي الروسية، دون تلقي مقاومة قوية. إن فقدان السيطرة على المركز الاستراتيجي لنظام إمداد الغاز باتجاه أوروبا في مدينة سوجا أمر مؤلم ومهين لقيادة الكرملين وبوتين شخصيا.
في الوقت نفسه، يتساءل سكان منطقة كورسك، التي تخضع حاليًا جزئيًا لسيطرة القوات المسلحة الأوكرانية، بسخط عن مكان وجود جيشهم المجيد والشجاع، والذي يجب أن يحمي حدودهم في المقام الأول.
الجواب واضح - جميع الوحدات القتالية مجهزة بالمعدات الثقيلة. قادهم بوتين إلى أراضي أوكرانيا، حيث قاموا بتدمير المدن، وقتل المدنيين، والسرقة، والاغتصاب، واختطاف الأطفال الأوكرانيين منذ عامين ونصف.
لقد نسي الرئيس "غير القابل للتغيير"، الذي قاد الاتحاد الروسي لمدة 25 عامًا، مبدأ الارتداد وهو الآن يحاول يائسًا إطفاء جمر الحرب ، ولكن على أراضيه.
تقلل الدعاية لنظام كرملين من عواقب العملية الناجحة للجيش الأوكراني على أراضي الاتحاد الروسي، ولهذا السبب سمّت الرد بعملية مكافحة الإرهاب، بعد أن فقد النظام الثقة في جنرالات الجيش، الذين غفلوا عن الهجوم الأوكراني، فسلم بوتين قيادة قوات في منطقة العمليات للأمن الفيدرالي، وبالتالي زيادة المنافسة وانعدام الثقة في هيكل السلطة.
أن السلطات الروسية، بقيادة مفوضة حقوق الإنسان ت. موسكالكوفا، توجهت على عجل إلى الأمم المتحدة، حيث اشتكت من "الأنشطة الإرهابية لأوكرانيا" وطالبت "بإدانة الإرهاب"، متناسية في الوقت نفسه أن نظام بوتين لا يزال جيشه محتلاً للأراضي الأوكرانية، حيث يرهب المدن والمدنيين بهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار.
إن التصريحات الساخرة والجنونية لممثلي الاتحاد الروسي تشبه مسرح العبث، حيث تطالب الدولة المعتدية، الدولة التي تحتلها، بالتعاطف وتذكرها بالقانون الدولي والقانون الدولي. وأمام أعيننا يجري فضح أسطورة صلابة الحدود الروسية، لأن كرملين فتح صندوق بأندورا منذ زمن طويل بالعدوان على مولدوفا، والشيشان، وجورجيا، وسوريا، وأوكرانيا.
ولكن يبدو أن أوكرانيا، قررت معاقبة المعتدي (أي الكرملين) وانهاء رغبته الإمبريالية في مهاجمة جيرانه.
أراد الاتحاد الروسي، بقيادة بوتين، امتلاك أوكرانيا بشدة لدرجة أن أوكرانيا جاءت مسلحة بالأسلحة في يديها إلى أراضي روسيا من أجل استعادة حدودها الدولية وإظهار حدودها الدولية وإظهار لحاكم موسكو أين تنتهي حدود روسيا .
لذلك سيكون هناك المزيد…
ملاحظة: ====== "الثائر" غير مسؤولة عن الآراء الموجودة في خانة "مقالات وأراء"، بل هي تعبّر عن رأي كاتبها، وتم نشرها بناءً على طلب الكاتب.=========